أبدى عميد السنة التحضيرية في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالعزيز العثمان استغرابه من تجمع بعض الطلاب صباح أول من أمس، بعد يومين على أدائهم اختبار الرياضيات، مشيراً إلى أن التجمع حدث بسبب توقع سوء النتائج وليس بسبب النتائج نفسها، مشدداً على أنه لم يتعرض للرمي بقوارير منهم. وقال العثمان ل «الحياة» أمس: «ما حصل أول من أمس تصرّف غير مقبول ومستغرب من طلاب السنة التحضيرية، ولا يمت للشاب السعودي بأي صلة، ونعتبره اجتهاداً خاطئاً، إذ إنه حدث قبل صدور نتائج الاختبار الذي كان موعده الخميس الماضي، فيما لم تعلن النتائج سوى أمس، وأنا متأكد أن غالبيتهم ندموا على ما حدث بعد صدور النتائج، ووصلتني رسائل على بريدي الإلكتروني من بعض الطلاب تعتذر عما حدث». وعزا انسحابه من المكان الذي تجمع فيه الطلاب إلى أنه عجز عن الوصول إلى نقطة اتفاق معهم وقتها، «فالكل كان يتكلم ولم يكونوا يستمعون، وكانت هناك أيضاً تدخلات من بعض الطلاب الذين لم يكونوا من اختصاصنا، الذين كان عندهم تخوف من الاختبار»، مشيراً إلى أنهم كانوا يطالبون بإعادة الاختبار، من دون أن يعلموا أن العميد لا يحق له إعادة الاختبار، لوجود لوائح واضحة تحكم هذه العملية وتسير عليها الجامعة. وأضاف أن الطلاب تجمعوا نظراً إلى الضغوط التي يمرون بها بعد الانتقال من التعليم العام الذي يختلف عن مرحلة التعليم الجامعي لجهة مدة الدراسة ونوعيتها، فهذه تعتبر حياة جديدة بالنسبة إلى كل طالب مستجد في الجامعة، إضافة إلى الحرص الشديد على أن تكون درجاتهم عالية. وشدد على أن نتائج الطلاب فوق الممتازة، إذ إن 21 في المئة ممن جرى اختبارهم في الرياضيات حصلوا على أعلى من 13 درجة من أصل 15 درجة، كما أن نسبة النجاح في «الرياضيات الصحي» تصل إلى 94 في المئة، والنجاح في «الرياضيات العملي» تصل إلى 72 في المئة. ولفت العثمان إلى أن الجامعة أرسلت إلى جميع الطلاب بعد التجمع رسائل بموعد صدور النتائج، وطلبت من أي طالب لديه اعتراض أن يقدمه مكتوباً لأستاذه، مؤكداً أنه اجتمع أمس مع المجلس الاستشاري المنتخب من الطلاب، واستمع إلى ملاحظاتهم من دون حدوث أي تجمعات. وتابع: «ما سمعته منهم يجعلك تشعر بالفخر والاعتزاز، وسيكون هناك اجتماع مع الطلاب غداً، لوجود بعض الاعتراضات على النتائج». وذكر أن هناك برنامجاً على موقع السنة التحضيرية اسمه «ساعدني»، يهدف إلى مساعدة أي طالب لديه مشكلة، إضافة إلى وجود 22 مرشداً متخصصاً في النواحي الاجتماعية والنفسية والأكاديمية، وبرنامجاً آخر يطلق عليه «اعتراض» تقوم عليه لجنة مكونة من طلاب وأساتذة، كما أن هناك مواعيد لمقابلة الطلاب في أوقات معينة والاستماع إلى شكاواهم. من جهته، أكد طالب (فضّل عدم ذكر اسمه) حضر مع مجموعة من زملائه الاجتماع مع عميد السنة التحضيرية، أنهم خرجوا بوعود بإيجاد حلول جذرية لكل المشكلات التي تواجه الطلاب. يذكر أن عدداً كبيراً من طلاب السنة التحضيرية، تجمعوا قرب مقر عمادة السنة التحضيرية أول من أمس، ومعهم جملة مطالب، أبرزها إعادة اختبارات مادة الرياضيات ومادة مهارات التعلم والتفكير والبحث (نهج)، مع الحد من صعوبتها وتحسين أوضاع الدراسة، فخرج عميد السنة التحضيرية وعدد من المسؤولين لمقابلتهم، لكن الأمر تطوّر إلى رمي بعض الطلاب قوارير مياه باتجاه العميد ومن معه، الذين اضطروا إلى الانسحاب إلى مكاتبهم.