دعا رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني البرلمان الكردي إلى تحديد موعد لإجراء استفتاء على استقلال الإقليم وإعلان الدولة الكردية، وشن هجوماً على رئيس الوزراء نوري المالكي، مؤكداً رفض طلبه سحب قوات «البيشمركة» من المناطق المتنازع عليها، وأبرزها كركوك. وتصاعدت حدة الخطاب الكردي ضد بغداد، كما تكثفت مساعي بارزاني لإعلان استقلال وضم المناطق المتنازع عليها التي سيطرت عليها قوات «البيشمركة» في أعقاب سقوط المناطق السنية في يد مسلحي «داعش»، وحذر المالكي من «دخول الإقليم في متاهات لن يخرج منها». وقال بارزاني في خطاب ألقاه خلال جلسة طارئة مغلقة عقدها برلمان الإقليم أمس إن «ما يجري الآن نتيجة فشل سياسات المالكي، فالعراق بات مقسماً فعلياً، وكنا أبلغنا إليه قبل ستة اشهر خطورة الوضع في الموصل، وكان رده: اهتموا بكردستان ودعوا العراق لنا»، وشدد على أن «مسلحي تنظيم داعش يبعدون عن قوات البيشمركة نحو 15 كيلومتراً، ولم يعد لنا حدود مع بغداد، وعليه فإن هذه القوات لن تنسحب من المواقع التي سيطرت على المناطق المتنازع عليها». ودعا البرلمان الكردي إلى «الشروع في تحديد موعد لإجراء استفتاء عام في الإقليم لتقرير المصير، وذلك عبر تشريع قانون لتأسيس مفوضية للانتخابات»، لافتاً إلى أن الخطوة «تلقى تأييداً دولياً، والدول التي لا تدعم هذا التوجه لا تعارضنا» وفيما كان بارزاني يلقي خطابه، كان المئات من الأكراد يتظاهرون أمام البرلمان رافعين أعلام الإقليم وشعارات تطالب بإعلان الاستقلال. وكان المالكي أكد في كلمته الأسبوعية أول من أمس أن «الأكراد اختاروا، بنص الدستور أن يكونوا ضمن العراق ولا يوجد نص تحت مسمى تقرير المصير»، معلناً رفضه «إجراء استفتاء على مصير كركوك إلا بعد إجراء تعديل دستوري»، وحذر الشعب الكردي من أن «فكرة الانفصال ستجرهم نحو متاهات لن يخرجوا منها». جاء ذلك، فيما أكد مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة الإقليم في تصريحات صحافية «المضي في قرار الاستقلال حتى في حال رفض واشنطن، وعلى المجتمع الدولي احترام قرار الشعب الكردي»، وشدد مستشار مجلس أمن الإقليم مسرور بارزاني على أن «الإقليم تحول بحكم الأمر الواقع إلى دولة ذات سيادة، لما يمتلكه من مقومات». وفي السياق ذاته قال المستشار الإعلامي لبرلمان الإقليم طارق جوهر خلال مؤتمر صحافي عقده عقب خطاب بارزاني إن «ما جاء في الخطاب رسالة إلى المالكي وغيره كي لا يحلموا بانسحاب قوات البيشمركة خطوة واحدة». وعلى صعيد ردود الأفعال الدولية إزاء التوجهات الكردية، أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين ساكي خلال مؤتمر صحافي أن «الوزير جون كيري طلب من بارزاني خلال اتصال هاتفي الالتزام بوحدة العراق»، وأضافت «لا يجوز، في هذا الظرف، ارتكاب خطأ يمنح الإرهابيين فرصة لتحقيق الانقسام بين القوى العراقية»، وأعلن مسؤولون في طهران وأنقرة معارضتهم توجهات الأكراد، لكن الخطوة الكردية لاقت تأييداً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على «رغم اعتراض واشنطن» وأعرب عن استعداد بلاده دعم الشعب الكردي. وأعلن الأمين العام المساعد للشؤون السياسية في الجامعة العربية السفير فاضل جواد أمس أن «تصريحات بارزاني لا تعدوا كونها كلاماً إعلامياً»، وزاد أن «الدستور العراقي الذي وقعه الأكراد عام 2005 لا يسمح بالانفصال».