اندلعت أمس اشتباكات بين قوات «البيشمركة» الكردية ومسلحي تنظيم «داعش» قرب قضاء سنجار التابع إدارياً لمحافظة نينوى الواقعة تحت سيطرة التنظيم، فيما أعلنت وزارة «البيشمركة» نشر تعزيزات عسكرية «استثنائية» على طول حدود إقليم كردستان. وأعلنت «البيشمركة» حالة تأهب «قصوى» في صفوف قواتها لتأمين حدود الإقليم ومداخله، خصوصاً في المناطق المتنازع عليها مع بغداد، بالتزامن مع سيطرة مسلحي «داعش» على الموصل، كما اتخذت الأجهزة الأمنية إجراءات استباقية تحسباً لتسلل مسلحي التنظيم إلى الإقليم. واندلعت أمس أولى الاشتباكات بين «البيشمركة» و «داعش» في ناحية سنوس التابعة لقضاء سنجار المتنازع عليه بين أربيل وبغداد، ونقل موقع الحزب «الديموقراطي» بزعامة مسعود بارزاني عن اللواء في البيشمركة عبدالرحمن كوريني قوله: «تعرضنا لهجوم من عشرين عربة عسكرية، وتمكنا من صده، وقتل خمسة منهم، كحصيلة أولية»، وأضاف «أن القتال ما زال مستمراً»، كما أفاد مصدر أمني عن اشتباكات مماثلة بمنطقة تل الورد في كركوك. وقال الأمين العام لوزارة «البيشمركة» الفريق جبار ياور في بيان أمس، إن وزارته «أرسلت تعزيزات إضافية لتنضم إلى قوات كانت تتمركز سابقاً في المناطق الكردية خارج سيطرة حكومة الإقليم (المناطق المتنازع عليها)». وأضاف أن «البيشمركة عززت مواقعها لتأمين طول الخط الحدودي للإقليم من منطقة نفط خانه وصولاً إلى منطقة فيشخابور (الحدودية مع سورية). وأعلن محافظ السليمانية خلال مؤتمر صحافي «وضع القوات الأمنية والشرطة في حالة استنفار وتشديد الإجراءات في المعابر ونقاط السيطرة الخارجية، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستقبال المصابين والنازحين القادمين من مناطق التوتر»، وزاد أن «توفير الأمن يعد ضمن الأولويات الاستراتيجية للمحافظة والإقليم، قبل الغذاء والماء والرواتب»، كما كشف محافظ كركوك التي يطالب الأكراد بضمها للإقليم، عن «خطة أمنية لمواجهة الإرهاب بالتنسيق مع حكومة الإقليم». وطالب بغداد ب «العمل معاً، باعتبار البيشمركة جزءاً من منظومة الأمن العراقي». في هذه الأثناء، تفقد وزير «البيشمركة» شيخ جعفر شيخ مصطفى، قطعات القوات المنتشرة في حدود كركوك. من جهة أخرى، حذر رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني في بيان، من أن «داعش أصبح يشكل خطراً كبيراً»، وأردف: «خلال اليومين الماضيين بذلنا مساعي بهدف إيجاد آلية للتنسيق مع الحكومة الاتحادية لحماية الموصل، لكن موقف الأخيرة لم يساعد لتحقيق هذا الهدف»، وتعهد للأكراد الساكنين في المناطق المتنازع عليها «بتوفير الحماية لهم». إلى ذلك، شددت رئاسة برلمان الإقليم أمس، على أن «العراق يمر بمخاطر محدقة ويتجه نحو الفشل، والتطورات الأخيرة تهدد السلم والاستقرار في المنطقة وسيؤدي بالبلاد إلى الانهيار»، داعية المجتمع الدولي إلى «اتخاذ موقف مسؤول تجاه سياسة السلطة الاتحادية والتدخلات السافرة وخرق الدستور وانتهاك الاتفاقات الدولية والمحلية، من أجل ترسيخ السلام في العراق»، ولفتت إلى «تشكيل لجنتين من البرلمان لتفقد قوات البيشمركة وسكان المناطق المتنازع عليها». وقد توجه رئيس البرلمان يوسف صادق على رأس وفد برلماني إلى كركوك لمعاينة الأوضاع من كثب. وحمل المكتب السياسي لحزب «الاتحاد الوطني» بزعامة الرئيس جلال طالباني، رئيسَ الحكومة نوري المالكي مسؤولية «تردي الأوضاع جراء سياساته الفردية وعدم استماعه إلى تحذيرات أطلقها الحزب سابقاً في اللقاءات والاجتماعات»، كما اتهم «أطرافاً عراقية وكردية بعدم أخذ المخاطر التي حذر منها الحزب على محمل الجد، واعتبرتها إشاعات تهدف إلى تحقيقات مكاسب سلطوية»، ولفت إلى أن «التطورات الأخيرة ليست مجرد أحداث عابرة، بل لها علاقة مباشرة بالمخططات التوسعية في المنطقة من قبل القوى الرجعية، وعلى الحكومة العراقية مراجعة سياساتها الإدارية والعسكرية وأخذ العبر، والتعاون مع إقليم كردستان.