برلين، إسلام آباد - أ ف ب - أعلنت وزيرة الخارجية الباكستانية هينا رباني خار أن بلادها قررت مقاطعة المؤتمر الدولي الخاص بأفغانستان، والذي تستضيفه مدينة بون الألمانية بدءاً من غد الاثنين، «لتوجيه رسالة في شأن قدرتنا على تأمين سيادتنا»، في ظل أزمة مقتل 24 جندياً باكستانياً اثر قصف مروحيات للحلف الأطلسي (ناتو) انطلاقاً من أفغانستان (ايساف) مركزاً حدودياً الأسبوع الماضي. وقالت صحيفة «سودويتش تسايتونغ» الألمانية: «لا نملك حالياً القدرة على الاضطلاع بدور إيجابي»، موضحة أن «المشكلة ليست فقط مقتل الجنود الباكستانيين بل تتعلق بسيادة بلادنا أيضاً. ولا نستطيع أن نقبل ما حصل». وأكدت تأييد بلادها عملية المصالحة في أفغانستان، «لكن الجانب الأهم من هذه العملية يجب أن يتقرر في كابول، علماً أن لا مصلحة لإسلام آباد في التدخل بالسياسة الداخلية لأفغانستان. إنها قضية أفغانية». وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت أول من أمس أن باكستان ترفض المشاركة في التحقيق حول غارة «الأطلسي»، وقال الناطق باسمها جورج ليتل: «اختار الباكستانيون عدم المشاركة حتى الآن، لكننا سنرحب بمشاركتهم». وبعدما وصف الجيش الباكستاني الهجوم بأنه «متعمد» و «غير مقبول»، قال جون كيربي، وهو متحدث آخر باسم البيت الأبيض: «نستطيع القول إن الحادث جمّد علاقاتنا مع الجيش الباكستاني، ودفعنا إلى مراجعة عملياتنا والسياسات التي تعتمدها قواتنا المنتشرة في شرق أفغانستان». وتزامن ذلك مع نقل صحيفة «وول ستريت جورنال» عن محققين أميركيين أن السلطات الباكستانية أعطت الضوء الأخضر لغارات الحلف الأطلسي التي تسببت بمقتل الجنود الباكستانيين، متجاهلة وجود قواتها في المنطقة، علماً أن كيربي لم يؤكد هذه المعلومات أو ينفها. ميدانياً، قتل 20 مسلحاً لدى قصف قوات باكستانية مخابئ لمتشددين في منطقة اوراكزاي القبلية (شمال غرب)، فيما واصلت حملة تفتيش عن مسلحين في منطقة تهسيل جمرود بمنطقة خيبر، وفي فرض حظر للتجول ببعض مناطق إقليم شمال وزيرستان والتي تشهد على غرار غالبية مناطق القبائل نشاطاً لجماعات متشددة المؤيدة لتنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان». وفي أفغانستان قتل ثلاثة من جنود الحلف الأطلسي (ناتو)، في انفجار قنبلة يدوية الصنع على طريق في الشرق المحاذي لمنطقة القبائل الباكستانية، والذي انطلقت منه الغارة «الأطلسية» على الجنود الباكستانيين السبت الماضي. ورفع ذلك إلى 542 عدد قتلى الجنود الأجانب في أفغانستان هذه السنة.