في الوقت الذي أبدى فيه عدد من أولياء أمور الطلاب في منطقة الحدود الشمالية مخاوفهم مع هبوط درجة الحرارة إلى مستويات ما دون الصفر المئوية، ما يهدد صحة الطلاب، خصوصاً مع تردي بعض المباني المدرسية، أشارت إدارات حكومية إلى استعدادها التام، بزيادة الطاقة الاستيعابية للمستشفيات، وتشديد المتابعة على الأحمال الكهربائية وفحص التوصيلات في المدارس. وقال المواطن فهد العنزي ل «الحياة» : «راجعت أقسام الطوارئ والعيادات الخارجية في المستشفيات والمراكز الصحية في مدينة عرعر، وشاهدت عدداً كبيراً من المراجعين بسبب انخفاض درجات الحرارة وانتشار الفيروسات المسببة لأمراض الزكام والحمى والأنفلونزا الموسمية». وطالب المديرية العامة للشؤون الصحية بزيادة عدد الكوادر الطبية الموجودة بأقسام الطوارئ لتقليص فترات الانتظار الطويلة، مشيراً إلى أن نسبة المراجعين لأقسام الطوارئ خلال الأيام الماضية زادت بنسبة أكثر من 30 في المئة مع دخول موسم البرد بشكل مفاجئ لمناطق المملكة، خصوصاً من المصابين بالربو والأمراض الصدرية. وقال: «أكثر ما نتخوف عليه هو صحة الطلاب والطالبات التي تتأثر بشكل سلبي من نزلات البرد الحادة، إضافة إلى زيادة نسبة غياب الطلاب التي ترتفع في فصل الشتاء، خصوصاً أن بعض المدارس تعاني من تكسر النوافذ، ما يزيد معاناة أبنائنا وجعلنا حائرين، فبعد المسافة عند إيصالهم للمدارس صباحاً مشكلة تؤرقنا كثيراً»، فيما ذكر محمد العنزي أن أهالي المنطقة الشمالية يكافحون البرد بعدد من الطقوس مثل فرش السجاد والموكيت على السيراميك والرخام، وتسخين المياه وتخزينها، لافتاً إلى أن البرد يشل الحركة في المنطقة تماماً، ولا سيما في المساء بوصول درجة الحرارة إلى ما تحت الصفر، وهو ما يجعل الكثير من المواطنين حبيسي البيوت لا يخرجون منها إلا للضرورة القصوى. وفيما أشار مساعد مدير التربية والتعليم للخدمات المساندة هندي العنزي، في تعميم وزع على جميع مدارس المنطقة أخيراً إلى أن استعمال أجهزة التدفئة الكهربائية الحرارية يتلف التوصيلات الكهربائية، وأنها قد تتسبب في مشكلات باللوحة الكهربائية، أوضح مدير العلاقات العامة في الشؤون الصحية في المنطقة محمد الحربي أن ارتفاع نسبة المراجعين يومياً للمستشفيات في المنطقة، خلال موجة البرد الحالية، يصل إلى 100 في المئة، وأن المستشفيات تعمل بكامل طاقاتها استعداداً لهذه الفترة، داعياً مرضى الربو إلى ضرورة الابتعاد عن مدافئ الفحم والحطب، وإطفاء المواقد وتهوية الغرف جيداً قبل النوم، ومراجعة الطبيب في حال ارتفاع درجة الحرارة، خصوصاً عند الأطفال. بيوت الشَّعَر «مهجر» أهالي الشمال في كل شتاء