تعيش شوارع المدن والقرى في المنطقة الشمالية هذه الأيام في حالة من التجمد، بينما خلت الأسواق من الحركة وخف أزيز السيارات البارحة نتيجة لموجة صقيع حادة، أجبرت الناس بالتزام منازلهم والجلوس أمام الدفايات و«شبة» النار، والنوم باكرا، فيما شهدت المحال التجارية والأسواق قلة في توافد المتسوقين إذ أن الكثير يخشى من نزلة البرد. وقال عادل الشمري أحد طلاب فرع جامعة الحدود الشمالية في رفحاء أنه اضطر إلى البقاء في المنزل ولا يخرج إلا إذا دعت الضرورة إلى قضاء أو تصوير بعض الأوراق الخاصة بالاختبارات بسبب الموجة التي اجتاحت المنطقة. من جهته أوضح محمد العنزي من سكان مدينة عرعر أن المدينة تشهد انخفاضا شديدا في درجات الحرارة إذ قاربت من درجة صفر وإن الكثير لايخرج من المنزل إلا للحاجة الملحة. وأكدت مصادر طبية أن انخفاض درجات الحرارة مع جفاف الجو يؤدي إلى إصابة الكثير بالأمراض خاصة في حالة عدم الاحتراز من ذلك. من جهة أخرى أكملت مديرية الدفاع المدني في منطقة الحدود الشمالية استعداداتها لطوارئ الشتاء ومواجهة المخاطر المحتملة خلاله، حيث رفعت الجاهزية إلى أعلى المستويات في كافة إدارات ووحدات الدفاع المدني بالمنطقة وتجهيز كافة الآليات والقوى البشرية المدربة لمواجهة أي طارئ في حينه. وأكد الناطق الإعلامي في الدفاع المدني في المنطقة الرائد فهد العنزي أن على المواطنين تجنب كافة الأخطار والابتعاد عنها، مشددا على ضرورة توخي الحذر عند استخدام وسائل التدفئة الحديثة والتقليدية على حد سواء، ومع هبوط درجة الحرارة في منطقة الحدود الشمالية أبدى عدد من أولياء الأمور مخاوفهم على أبنائهم من البرد القارس أثناء فترة الاختبارات، خاصة أن بعض مباني المدراس متهالكة، فضلا عن نقص في الطاقة الاستيعابية للمستشفيات، وضرورة التشديد والمتابعة على الأحمال الكهربائية وفحص التوصيلات في المدارس. وقال أحمد العنزي: راجعت أقسام الطوارئ والعيادات الخارجية في المستشفيات والمراكز الصحية في مدينة عرعر، وشاهدت عددا كبيرا من المراجعين بسبب انخفاض درجات الحرارة وانتشار الفيروسات المسببة لأمراض الزكام والحمى والانفلونزا الموسمية. وطالب المديرية العامة للشؤون الصحية بزيادة عدد الكوادر الطبية الموجودة في أقسام الطوارئ لتقليص فترات الانتظار الطويلة، موضحا أن نسبة المراجعين لأقسام الطوارئ خلال الأيام الماضية زادت بنسبة 70 في المائة مع دخول موسم البرد بشكل مفاجئ لمناطق المملكة، خصوصا من المصابين بالربو والأمراض الصدرية. وأشار أكثر ما نتخوف عليه هو صحة الطلاب والطالبات التي تتأثر بشكل سلبي من نزلات البرد الحادة، إضافة إلى زيادة نسبة غياب الطلاب التي ترتفع في فصل الشتاء، خصوصا أن بعض المدارس تعاني من تكسر النوافذ، ما يزيد معاناة أبنائنا وجعلنا حائرين، فبعد المسافة عند إيصالهم للمدارس صباحا مشكلة تؤرقنا كثيرا. وقال عبد الرحمن نايف أن أهالي المنطقة الشمالية يكافحون البرد بعدد من الطقوس مثل فرش السجاد والموكيت على السيراميك والرخام، وتسخين المياه وتخزينها، لافتا إلى أن البرد يشل الحركة في المنطقة تماما لا سيما في المساء بوصول درجة الحرارة إلى ما تحت الصفر. ومن جهته أوضح ل «عكاظ» مدير عام التربية والتعليم المكلف في منطقة الحدود الشمالية عباس صالح العنزي أن الإدارة استعدت مبكرا لتفادي البرد اثناء فترة الاختبارات بعمل جولات ميدانية لصيانة التكييف ومتابعة وسائل التدفئة لتهيئة الأجواء للطالبات والطلاب ولم يتم رصد أي حالات غياب بسبب موجة البرد. من جهة اخرى يستعد جبل اللوز في منطقة تبوك لارتداء عباءة الثلج، فيما يستعدي بعض الأهالي شبة النار في الخيام.