تعهدت جماعات مسلحة عراقية عدم تخليها عن سلاحها بعد الانسحاب الأميركي، نهاية العام الجاري، ومواصلة عملياتها ضد «الاحتلال الإيراني» ودعت «أهل السنّة» إلى الالتفاف حول مقاومتهم. في المقابل، تعهدت جماعات شيعية مسلحة بمواصلة عملياتها ضد الوجود الأميركي العسكري والسياسي. وإضافة إلى تنظيم «القاعدة» الذي طالما أكد عبر بياناته وعملياته عدم ارتباط نشاطه المسلح بوجود القوات الاميركية او انسحابها وأنه يسعى الى حكم العراق بالقوة عبر تنظيم «دولة العراق الاسلامية» دعا «الجيش الاسلامي» الذي يتحالف مع جماعات سنية اخرى في إطار «المجلس السياسي للمقاومة» الى «التفاف اهل السنّة حول مقاومتهم». وجاء في بيان اصدره اخيراً معلقاً على حملة اعتقال البعثيين ان المعتقلين «ليسوا سوى شريحة بسيطة من بين أهل السنّة، وقد تخلى أكثرهم عن هذا المسلك بعد احتلال البلد وزوال سلطانهم، وهذا الأمر حلقة من حلقات التآمر على أهل السنّة لاستئصالهم وإجلائهم عن أرض الخلافة وأمصارها». أما الأطراف الشيعية الثلاثة الرئيسة التي تتصدر واجهة النشاط المسلح «جيش المهدي - اليوم الموعود» و «عصائب اهل الحق» و «كتائب حزب الله» فلم تطرح استراتيجيات واضحة لمرحلة ما بعد الانسحاب، على رغم امتلاكها فرصاً افضل لتسوية وضعها بسبب قربها من احزاب السلطة. الزعيم الشيعي مقتدى الصدر اعتبر في مناسبات عدة ان الانسحاب الاميركي لا يعني جلاء الاحتلال وتأثيراته، وأن المدربين الاميركيين، في حال إقرار بقائهم، والسفارة الاميركية التي تضم آلاف الموظفين وأيضاً النشاطات الاميركية الواسعة في انحاء العراق هي وجه آخر للاحتلال تنبغي مقاومته. إلى ذلك، تعرض سجن التاجي (20 كم شمال بغداد) لهجوم انتحاري أدى إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح، في ثالث عملية خلال أسبوع . وقتل شخصان على الأقل، وأصيب نائب جراء سقوط قذيفة قرب مجلس النواب في المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد، على ما أفادت مصادر أمنية وبرلمانية. وأفاد مصدر في وزارة العدل «الحياة» انه «فور حدوث الانفجار قامت إدارة السجن بنقل السجناء إلى قاعات آمنة لتحاشي إصابتهم وتجميعهم في منطقة يمكن الدفاع عنهم في حال كانت هناك محاولة اقتحام».