أعلنت الحكومة العراقية مشاركة المئات من الفصائل المسلحة في مؤتمر للمصالحة يعقد في بغداد اليوم، هو الثاني خلال العام الحالي. وعقدت وزارة المصالحة والحوار في نهاية آذار (مارس) الماضي مؤتمراً باسم «حصاد المصالحة الاول» اعلن خلاله الوزير عامر الخزاعي وهو قيادي في «حزب الدعوة الاسلامية» جناح المالكي انضمام ستة فصائل مسلحة الى الحوار تمهيداً لانخراطها في العملية السياسية. وقال الخزاعي في تصريح الى «الحياة» امس ان «مؤتمر حصاد المصالحة الثاني ستحضره كل الفصائل المسلحة». وعن عدد الشخصيات التي ستشارك في المؤتمر قال انه «سيضم اكثر من الف من افراد الفصائل المسلحة من شمال ووسط وجنوب العراق. وسيتم التعامل معهم كأفراد كانوا ينتمون الى فصائل مناهضة للعملية السياسية». وكان الناطق باسم ست فصائل مسلحة شاركت في المؤتمر الاول الشيخ محمود الجنابي اعلن في 13 آذار (مارس) الماضي ان «الجماعات تعلن تخليها عن العمل المسلح والتزام النظام والقانون بعد حصول الانسحاب الأميركي في شكل ملموس وفعلي». وبعد يوم واحد من الاجتماع أعلن فصيلان هما «جبهة الجهاد والتغيير» التي تقودها كتائب «ثورة العشرين» و «جماعة أنصار السنة – الهيئة الشرعية» انهما لم يفاوضا الحكومة. وكشف الخزاعي ان المشاركين في مؤتمر اليوم ينتمون الى: «جيش الراشدين وجيش المجاهدين وكتائب ثورة العشرين وفصائل التخويل والجيش الاسلامي وجيش المرابطين وجيش الفاتحين وجيش الطريقة النقشبندية وحماس العراق وجماعة جامع وبعثيين ومن القاعدة». وعما اذا كان يمثل وجود بعثيين تمثيلاً لحزب البعث او اي جناح تابع له قال ان «حزب البعث انتهى وأصبح من الماضي السحيق ومجلس الوزراء قدم الى البرلمان اخيراً مسودة قانون تجرم الانتماء إليه، ومن انخرط في المصالحة يمثل شخصه كمواطن فقط وقانون المساءلة والعدالة هو افضل اجراء يعيد الى البعثيين حقوقهم المدنية». وعن طبيعة الحلول القانونية التي ستنتهجها الحكومة لوقف مطالبات القضاء او معالجة الدعاوى ان وجدت ضد هؤلاء «المطلوبين بالحق الشخصي لن تتدخل الحكومة في الاجراءات وما لم يكن هناك حق شخصي بالتأكيد لن يكون هناك حق عام». وعن مذكرات القبض الصادرة بحقهم اوضح الخزاعي انه «في حال وجود مذكرات اعتقال وفق المادة 4 ارهاب سيتم التعامل بها بشكل قانوني داخل اطار الدولة». واعتبر النائب بهاء الاعرجي، من التيار الصدري، في تصريح صحافي نهاية آذار (مارس) الماضي الحوارات التي تجريها وزارة المصالحة مع الفصائل المسلحة وبعثيين بأنها تمثل «حزب الوزير (في اشارة الى حزب الدعوة) وحزب البعث وليس مع الشعب العراقي». وعن التقارير التي تحدثت اخيراً عن اتصالات بين الوزارة و «هيئة علماء المسلمين» خلال الاشهر الماضية قال الوزير أن هناك انشقاقات داخل الهيئة و «تم التحاور مع فصائل ضمن تشكيلات الهيئة مثل تخويل وكتائب ثورة العشرين وهي مشاركة في المؤتمر. أما قيادات الهيئة في الخارج فلم نجلس معهم كون زعيمهم لا يؤمن بالمصالحة ما دعانا الى الاتصال في شكل سري مع فصائلهم داخل العراق». وكانت»هيئة علماء المسلمين» نفت الشهر الماضي وجود اي حوار مصالحة مع الحكومة العراقية. وكشف الخزاعي اتصالات مع مجموعة «عصائب اهل الحق» التي يتزعمها الشيخ قيس الخزعلي، رجل الدين المنشق عن زعيم التيار الصدري، وأوضح: «اتصلنا هاتفياً بالعصائب وابدوا استعدادهم للتصالح ووعدونا بإرسال من يمثلهم الى الحوار ولكن الى الان لم نجلس معهم». وعن المجموعات المسلحة الشيعية قال: «من الجنوب هناك الفصائل التي انخرطت في مشروع المصالحة وأبدت استعدادها للتخلي عن السلاح. وبعضها سلم اسلحته فعلاً الى الدولة». ورفض الوزير الافصاح عن اسماء هذه الفصائل لأنها «لا ترغب في الاعلان عن نفسها». ونفى اي اتصال مع «كتائب حزب الله العراقية» مشيراً الى انها لم تنخرط في مشروع المصالحة.