تجاوزت مستشفيات محافظة الأحساء، مشكلة نقص المحاليل اللازمة، لتشغيل جهاز فحص الدم للمصابين بمرض «الثلاسيميا»، الذين عانوا على مدار الأسابيع الماضية، من عدم نقل الدم إليهم، بسبب هذا النقص. وأكدت مديرية الشؤون الصحية في الأحساء أن المشكلة التي وقعت أخيراً، تم تجاوزها، بتوفير محاليل تشغيل الجهاز، وتم البدء في نقل الدم للمرضى المحتاجين»، الذين نشرت «الحياة» معاناتهم الأسبوع الماضي، بعنوان «120 مصاباً ب «الثلاسيميا» ينتظرون قطرات دم، وسط مخاوف على حياتهم». وأقر مدير إدارة الإعلام والتوعية الصحية في الأحساء إبراهيم محمد الحجي، في تصريح ل «الحياة»، بوجود «جهاز واحد متطور جداً، ومتخصص في نفس المجال، في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة في محافظة الأحساء، ويقدم خدمة الفحص الجزئي (NAT)، للكشف عن الفيروسات». واعتبر الحجي، إجراء هذا الفحص «خطوة لازمة ضمن مجموعة أخرى من الاختبارات والمعايير، قبل الفسح عن الدم المُتبرَع به للنقل»، مبيناً أنه «قد يحدث في بعض الأحيان نقص في المحاليل المُشغلة للجهاز»، عزاه إلى عوامل عدة، منها «زيادة الطلب لأسباب طارئة، أو أن تكون المحاليل تحت الفحص، كما حدث أخيراً»، مُستدركاً أنه «توجد سياسة مُعتمدة، تحمي المرضى من أي مضاعفات، نتيجة عدم إمكانية فحص (NAT)، بحيث يمكن للطبيب المعالج في الحالات الطارئة، أن يستثني الدم المنقول من هذا الإجراء، ويكتفي حينها بالوسائل المخبرية الأخرى، للكشف الوقائي». وكان 120 مصاباً ب «الثلاسيميا» في الأحساء، واجهوا في الأسابيع الثلاثة الماضية، ظروفاً صحية «صعبة»، إثر حدوث نقص في الدم، الذي يُنقل إليهم في شكل متكرر، يصل إلى ثلاث مرات شهرياً، فيما تردد أن السبب عطل في الأجهزة، أو نقص في مواد «ضرورية» تستخدم في إجراء التحاليل للدم المُتبرَع به. وسط «صمت مُطبق» حينها من مديرية الشؤون الصحية. ويواجه بعض مرضى «الثلاسيميا» مخاطر عدة، بسبب عدم نقل الدم إليهم، إذ تذكر دراسات طبية أن إهمال علاج هذا المرض «يمكن أن يُصيب القلب بتضخم. وهو أحد أسباب تأخر البلوغ، إضافة إلى ارتفاع احتمال إصابة المرضى بالسكري». ويُعد مرض الثلاسيميا من الأمراض المنتشرة في المملكة، وبخاصة في الأحساء. ويعتبر طبياً من النسب «المرتفعة»، مقارنة في حجم علاجه والأدوية التي يجب أن يستخدمها المرضى، والعناية التي تقدم لهم. وما يميز هذا المرض أن إنتاج الدم لا يكفي لنمو الطفل المريض، ويؤدي إلى وفاته في حال عدم تشخيصه. ويرتكز علاجه على نقل الدم المنتظم طوال حياته. إلى جانب استعمال الأدوية الطاردة للحديد، الذي يتراكم في جسم المريض وتوفير المكان الجيد للعلاج، وتوفير عاملين متعاونين مع هؤلاء المرضى من المجتمع. وتُخضِع الأنظمة الدم المنقول إلى تحاليل «إجبارية»، قبل نقله إلى المريض، من خلال تحليل مركزي في منطقة واحدة. وفي الأحساء يتوفر جهاز واحد فقط للفحص والتحليل، في مستشفى الملك فهد. ويفحص التهاب الكبد الوبائي «ب»، و»ج»، ونقص المناعة المكتسبة «الإيدز»، ما يوجب توفير محاليل التحليل بكميات كبيرة. وترتكز المخاوف على أعطال هذا الجهاز، التي تعتمد عليه المستشفيات الحكومية والخاصة، ويؤثر تأخر إخراج نتائج الفحوصات للدم، على الخطط العلاجية للمرضى.