بسبب نقص محاليل جهاز فحص الدم في المستشفيات، لم يتمكن مرضى ومريضات أنيميا فقر الدم الوراثي "الثلاسيميا" في مستشفيات الأحساء، على مدى أسبوعين متتالين، من إجراء عمليات نقل "الدم" إلى أجسامهم, وبقيت الدماء المؤكسدة في أجسامهم لفترات طويلة. وقال المواطن عبدالمنعم الحدب ل "الوطن" إن ابنه ومجموعة كبيرة من الأطفال مرضى الثلاسيميا، تكررت مراجعاتهم المستمرة منذ عيد الأضحى المبارك الماضي لمستشفى الولادة والأطفال في مدينة المبرز، ولمركز أمراض الدم الوراثي في مستشفى الملك فهد بالهفوف لنقل الدماء السليمة إليهم، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل، بسبب عدم التأكد من سلامة الدماء قبل نقلها إلى المرضى نتيجة نقص محاليل الفحص. وأضاف أن ابنه ظل لأكثر من أسبوعين يعاني من آلام المرض، التي لا يخفف من حدتها إلا نقل الدم الجديد، موضحا أن بعض المرضى اضطروا إلى السفر خارج الأحساء لنقل الدم إلى أبنائهم، فيما توجه البعض الآخر إلى مستشفيات أهلية خارج المحافظة. وأشارت أم محمد إلى استغرابها الشديد من استمرار النقص لأسبوعين متواصلين دون إيجاد حلول سريعة بتوفير المحاليل. وتساءلت عن الإجراءات التي تتخذها المستشفيات في حال وصول حالات طارئة، تستلزم نقل الدم، مبينة أن بعض المرضى، بقيت الدماء المؤكسدة في أجسامهم لفترات طويلة لم يعتادوا عليها سابقاً. من جانبه، أقر مدير الإعلام والتوعية الصحية في صحة الأحساء إبراهيم الحجي في تصريح إلى "الوطن" أول من أمس أن مستشفيات المحافظة سجلت نقصا في محاليل جهاز فحص الدم, وتجاوزت المشكلة بصورة جزئية بتوفير تلك المحاليل لتشغيل الجهاز، وجرى البدء في نقل الدم للمرضى المحتاجين. وأضاف أن المستشفيات التابعة لوزارة الصحة في الأحساء، يوجد بها جهاز واحد متطور جداً يقدم خدمة الفحص الجزيئي (NAT) للكشف عن الفيروسات، مبينا أن إجراء هذا الفحص خطوة ضرورية ضمن مجموعة أخرى من الاختبارات والمعايير قبل الفسح عن الدم المتبرع به للنقل. وأكد الحجي إمكانية حدوث نقص في المحاليل المشغلة للجهاز نتيجة عدة عوامل منها: زيادة الطلب لأسباب طارئة أو أن تكون المحاليل تحت الفحص كما حدث مؤخراً، مبيناً أنه توجد سياسة معتمدة تحمي المرضى من أي مضاعفات نتيجة عدم إمكانية إجراء الفحص، بحيث يمكن للطبيب المعالج في الحالات الطارئة أن يستثنى الدم المنقول من هذا الإجراء، ويكتفى حينها بالوسائل المخبرية الأخرى للكشف الوقائي.