يواجه 120 مريضاً مصاباً ب «الثلاسيميا» في محافظة الأحساء، ظروفاً صحية «صعبة»، منذ نحو أسبوعين، إثر حدوث نقص في الدم، الذي يُنقل إليهم في شكل متكرر، تصل إلى ثلاث مرات شهرياً فيما تردد أن السبب عطل في الأجهزة، أو نقص في مواد «ضرورية» تستخدم في إجراء التحاليل للدم المُتبرع به. وسط «صمت مُطبِق» لمديرية الشؤون الصحية. ويواجه بعض مرضى «الثلاسيميا» مخاطر عدة، بسبب عدم نقل الدم إليهم، إذ تذكر دراسات طبية أن إهمال علاج هذا المرض «يمكن أن يُصيب القلب بتضخم. وهو أحد أسباب تأخر البلوغ، إضافة إلى ارتفاع احتمال إصابة المرضى بالسكري». وتقول أم عائشة التي تعاني ابنتها (10 سنوات) من هذا المرض: « لا أستطيع أن أعيش يومي في شكل طبيعي، كباقي الأمهات، بسبب القلق والخوف من أن تنتكس حالة ابنتي الصحية فجأة، بسبب «الثلاسيما»، وتفاقمت الأمور مع عدم توافر الدم في المستشفى الذي تتعالج فيه، ليبقى الترقب والانتظار واليأس، عناوين رئيسة للمرحلة المقبلة». وتعتبر أسرة عائشة، واحدة من أسر عدة، عانت أخيراً، من عدم توافر كميات الدم اللازمة لإنقاذ حياتهم. وأدى هذا التأخر إلى جعل معاناتهم «ألماً كبيراً» في نفوس عائلاتهم. وتصف أم عائشة، التي تحدثت ل «الحياة» وهي تبكي، حال ابنتها ب «المخيفة جداً». وتقول: «يُنقل الدم لابنتي كل 21 يوماً، وأحياناً كل 10 أو 14 يوماً، بحسب نتائج التحاليل. وأكدت المستشفى الذي تتعالج فيه، منذ أسبوعين، عدم وجود دم. وبقي أسبوع واحد فقط، وتدخل ابنتي في مرحلة خطرة جداً، ما يجعلني في خوف مستمر». وفي كل يوم تغادر فيه عائشة، منزلها صوب المدرسة، تترقب أمها «رنين الهاتف في أي لحظة، خوفاً من أن تخبرني المدرسة أن ابنتي سقطت، أو أُغمي عليها. لأنها تزداد تعباً وإرهاقاً وألماً، يوماً بعد آخر «، مضيفة «حين نتحدث مع المستشفى، يؤكدون لنا أن الدم موجود. ولكن التحاليل ناقصة. وهي شرط مطلوب من وزارة الصحة، والتأكيدات تشير إلى أن السبب الرئيس، هو عدم وجود الأجهزة اللازمة لهذا الفحص». وانتقدت أم عائشة، «عدم توافر قسم خاص ودائم لمرضى «الثلاسيما» الذين يترددون في شكل دائم على المستشفى، إذ تم نقلنا إلى أكثر من أربعة أماكن خلال السنة». وناشدت المسؤولين في وزارة الصحة «أن ينظروا لموضوعنا، وحياة أطفالنا، وأن تكون من أولويات اهتماماتهم، وكلي أمل، وأنا أم تخاف أن تفقد ابنتها، أن تأمر الوزارة بأجهزة لمستشفيات الأحساء، تساعد على توفير الدم لأطفالنا المصابين ب «الثلاسيميا». ولا تختلف معاناة أم أحمد، عن معاناة سابقتها. إلا أن ألمها «مضاعف»، فهي أم لطفلين مصابين بهذا المرض، أحدهما أحمد، (خمس سنوات)، وعبد العزيز (12 سنة). وتقول: «نقص الدم يجعلنا قلقين، وفي حال يُرثى لها، فأنا أرى اثنين من أطفالي يعانيان أمامي»، مضيفة «يعاني طفلي من «الثلاسيميا العظمى». وفي كل مرة أراجع المستشفى؛ يخبروني بأن جهاز فحص الدم متعطل، فهل يعقل هذا؟!». وتضيف «وصل مستوى الدم لدى أحمد إلى 5 غرام. فيما رفضتُ أن يقوم المستشفى بسحب دم الطفل الثاني، للتحليل، لأنني أردت أن تكفي طفلي قطرات الدم المتبقية لديه، وأنا خائفة جداً»، مردفة أن «كل مرة نعاني من المشكلة نفسها، والمستشفى مزدحم جداً بالأطفال، وطاقته الاستيعابية بلغت ذروتها، ما جعلهم ينقلوننا إلى أكثر من خمسة أماكن». وتؤكد أم أحمد، أن «الأدوية لا تتوفر أحياناً، ما يضطرنا إلى شرائها على حسابنا الخاص، ولدي فواتير بمبلغ ستة آلاف ريال، لحبوب اشتريتها أخيراً من الدمام». وتساءلت: «نعيش القلق والخوف والترقب والصراع مع هذا المرض، الذي ينهش أبناءنا، فيما الدم غير متوفر، بسبب تعثر إجراء التحاليل». القلق ذاته ينتاب عبد المنعم الحدب، لأن «الانتظار طال، والدم لم يتوفر إلى الآن، فيما أصبح ابني محمد يذبل شيئاً فشيئاً، ويعاني من آلام في الرأس، وهو طالب يدرس في الصف الثالث الابتدائي. وكلما سألنا المستشفى عن سبب عدم توفر الدم، أجابوا أن التحاليل غير مكتملة، ولا نستطيع أن نوفره حالياً. ويصل مستوى الدم لدى طفلي إلى 5.5 غرام». «الصحة» تلتزم «الصمت»... وجهاز واحد يغطي مستشفيات الأحساء