كركوك - أ ف ب - يسود القلق بعض اهالي كركوك (شمال بغداد) وخاصة من العرب والتركمان من احتمال تدهور الاوضاع الأمنية بعد مغادرة القوات الاميركية مدينتهم اليوم، ما دفعهم الى مطالبة الحكومة بدعم قواتهم الامنية. ويطالب الاكراد بإلحاق كركوك الغنية بالنفط (255 كلم شمال بغداد) بإقليم كردستان فيما يحاول العرب الابقاء على ارتباطها بحكومة بغداد او التعامل معها كمحافظة مستقلة لا ترتبط بإقليم. وقال محمد خليل الجبوري رئيس «كتلة القائمة العربية» في محافظة كركوك، ان «عرب كركوك متخوفون من بسط اجهزة امنية، تعمل لصالح احزاب سياسية، سيطرتها في كركوك بعد انسحاب القوات الاميركية»، في اشارة الى قوات البيشمركة و «الاسايش» (الأمن) الكردية المنتشرة في كركوك. وطالب «الحكومة والقوات الاميركية بالتدخل لخلق توازن في اوضاع المحافظة». واشار الى انه «رغم الاستقرار النسبي للاوضاع الامنية في كركوك، الا ان توازن المشاركة في تولي المسؤولية الامنية لم يتحقق حتى الان، ما يزرع الخوف لدى عرب كركوك من تلك الجهات التي تعمل لخدمة احزاب توجد في المحافظة». ويقدر عدد عناصر شرطة كركوك بحوالي 11 الفاً وخمسمئة يمثل العرب 35 في المئة منهم، والاكراد ثمانية الاف من عناصر الامن الكردي (الاسايش) التابعة للحزبين الكرديين الكبريين (الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة رئيس الجمهورية جلال طالباني، والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان العراق) في كركوك. الى ذلك، ينتشر 12 الف عسكري من قوات الجيش العراقي في محافظة كركوك، معظمهم خارج المدينة حالياً. من جانبها، ناشدت تركان شكر ايوب عضو المجموعة التركمانية «الحكومة العراقية تعزيز القوات الموجودة في محافظة كركوك عند انسحاب القوات الاميركية من المدن». وترى ايوب ان «قوات الشرطة في كركوك ضعيفة ولا تملك معدات كافية. ونتمنى من حكومة نوري المالكي ان ترسل قوات اضافية لتدعم قوات الجيش وتساعد في تعزيز الامن». لكن قائد قوات الجيش العراقي في كركوك اللواء عبدالامير رضا الزيدي اكد «استعداد قوات الجيش لتحمل المسؤولية الامنية في محافظة كركوك». واضاف «اننا جاهزون بالكامل لتسلم المهمات الامنية، وقواتنا حريصة على تطبيق الاتفاق الامني» ونبّه الى انه «اذا ما احتجنا الى إسناد سندعو القوات الاميركية لمساندتنا». وتابع ان «قواتنا تلاحق الارهابيين في كل مكان. وقد فقدوا كل شيء ولم يعد لهم وجود الا في جحورهم، لذلك اصبحوا يستهدفون المدنيين الابرياء». واعتبر رئيس مجلس محافظة كركوك رزكار على امين (كردي)، ان «الانسحاب الاميركي من المدن حالة طبيعية، ووجوده في قواعد خارج المدن امر مفضل». ويرى ان «وجود هذه القوات في قواعد قريبة من المدن ضروري لاننا قد نحتاجها في اي وقت». وقال عضو كردي في مجلس محافظة كركوك، ان «شرطة كركوك، التي يمثلها عرب واكراد وتركمان وكلدان واشوريون، قادرة على حفظ الامن وهي تنفذ واجباتها بشكل جيد وتمسك بزمام الامور». واضاف «نحن لا ننظر لمن تكون الغالبية وما يهمنا ضمان الامن». واشار الى وجود «العشرات من الضباط العرب في شرطة كركوك». بدوره، اكد ازاد جباري عضو مجلس محافظة كركوك عن القائمة الكردية «ضرورة إشراك عناصر الامن الكردي (الاسايش) بالمسؤولية الامنية في كركوك»، قائلاً ان «هؤلاء اثبتوا جدارتهم في محاربة الارهاب». واعتبر ممثل السريان والكلدو اشوريين في كركوك اشور يلدا ان «انسحاب القوات من المدن امر يتعلق بالسيادة الوطنية، ورغم اهميته تبقى حماية المدنيين الامر الاكثر اهمية». وعبر عن امله «بألا يترك هذا الانسحاب أي فراغ امني قد يؤدي الى زعزعة الامن والاستقرار».