دمشق، نيقوسيا، عمان - «الحياة»، أ ف ب، أ ب، رويترز - قال شهود وناشطون إن قذائف صاروخية أصابت مبنى حزب البعث الحاكم في دمشق، وذلك في أول هجوم يستهدف منشآت رسمية في العاصمة السورية منذ بدء التظاهرات قبل 8 أشهر. وتبنى «الجيش السوري الحر» العملية، موضحاً انها رداً على استمرار احتجاز المعتقلين السياسيين وعدم تنفيذ السلطات للخطة العربية. وقال سكان في دمشق إن قذيفتين صاروخيتين على الأقل اصابتا احد المباني الرئيسية لحزب البعث. وقال شاهد: «قوات الامن اغلقت الميدان الذي يقع فيه فرع حزب البعث بدمشق. لكني رأيت دخاناً يتصاعد من المبنى وسيارات اطفاء تقف حوله... وقع الهجوم قبيل الفجر مباشرة وكان المبنى خالياً في معظمه. يبدو انه كان يهدف لان يكون رسالة للنظام». وأوضحت مصادر لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) أن سيارة عبرت الشارع المقابل للمقر حيث اطلق مستقلوها قذيفتين صاروخيتين باتجاه المقر المكون من اربعة طوابق كما تبادلوا اطلاق الرصاص مع حرس المبنى. ولم تشر المصادر إلى سقوط ضحايا بينما لم يصب المبنى بأضرار ولم يتم تحديد هوية المهاجمين الذين غادروا باتجاه شارع العدوي المؤدي الى ضواحي دمشق. وتبنى «الجيش السوري الحر» مسؤولية الهجوم على مقر الحزب، وهي جماعة مسلحة تعمل من تركيا ومكونة في غالبيتها من ضباط وجنود منشقين من الجيش السوري النظامي. وقال بيان للجماعة إن الهجوم على مقر الحزب جاء رداً على رفض السلطات السورية الافراج عن آلاف المعتقلين السياسيين، وسحب قوات الجيش والامن من المدن السورية، وفق الاتفاق المبرم بين دمشق والجامعة العربية. من جانب آخر قال العقيد رياض الاسعد، المشرف على عمليات الجنود المنشقين من جنوب تركيا، ان التدخل العسكري الاجنبي غير مطلوب سوى ما تعلق بإقامة منطقة حظر جوي عازلة وامدادات الاسلحة. وأضاف، في تصريحات تلفزيونية ان اقامة منطقة حظر جوي عازلة ستشجع المزيد من المنشقين من الجيش السوري للانضمام الى جماعة «جيش سورية الحر» من كل المراتب العسكرية، وان «الضباط والجنود في الجيش في انتظار الفرصة المناسبة». ونفى الاسعد، في تصريحات لقناة «الجزيرة» ليلة اول من امس مزاعم الحكومة السورية بأن دول الجوار تسمح بتهريب الاسلحة الى سورية، بالقول انه «لم تهرب طلقة واحدة» الى سورية من الخارج. في موازاة ذلك، قال ناشطون وحقوقيون إن اربعة مدنيين على الاقل قتلوا وجرح آخرون خلال عمليات امنية وعسكرية في بلدتي القصير قرب حمص (وسط) وتفتناز (شمال غرب) بعيد انتهاء المهلة التي حددتها الجامعة العربية لوقف اعمال العنف في سورية. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان أمس «بدأت قوات عسكرية وامنية تضم العشرات من الآليات العسكرية المدرعة بينها دبابات وناقلات جند مدرعة عملية عسكرية وامنية في بلدة تفتناز الواقعة في ريف ادلب (شمال غرب) ما اسفر عن استشهاد مواطنين اثنين واصابة آخرين بجراح» صباح امس. وأضاف ان «مواطنين آخرين استشهدا اثر اطلاق رصاص من قبل القوات السورية في مدينة القصير (ريف حمص) التي تشهد عملية امنية وعسكرية استخدمت فيها الرشاشات الثقيلة». وفي محافظة ادلب، اكد المرصد «قصف القوات العسكرية السورية لقرية معرشمشة التابعة لمدينة معرة النعمان بالرشاشات الثقيلة، وترافق القصف مع تقدم اليات عسكرية ثقيلة من وادي الضيف باتجاه القرية». وأضاف ان «القوات العسكرية تقوم بعملية تمشيط منطقة وادي الضيف بالتزامن مع سماع اصوات الانفجارات في المنطقة واستمرار انقطاع الاتصالات الارضية والخليوية وخدمة الانترنت». وفي حمص، افاد المرصد ان «عدة أحياء من مدينة حمص شهدت إطلاق رصاص من حواجز امنية كما خرجت تظاهرة طلابية من حي الحمرا هتف فيها المشاركون بسقوط النظام» صباح امس. وتابع: «كما خرجت في نفس الحي تظاهرة اخرى ضمت آلاف الشباب والنساء من احياء مختلفة قام الامن بتفريقها واطلاق النار عليها ما اسفر عن اصابة ثلاثة متظاهرين بجراح». وفي ريف حمص، اشار المرصد الى «تشييع جثمان مواطن اختطفه حاجز للامن والشبيحة قبل اسبوع واعيد الى ذويه اليوم جثة هامدة في بلدة كفرلاها الواقعة في الحولة (ريف حمص)». وفي المنطقة نفسها، «سلمت قوات الامن السورية جثماني مواطنين الى ذويهما في بلدة تلبيسة كانت الاجهزة الامنية قد اعتقلتهما نهاية شهر تشرين الاول». وفي ريف دمشق «اقتحمت قوات عسكرية وامنية سورية تضم أكثر من 11 حافلة كبيرة وتسع شاحنات مدينة حرستا التي شهدت فجراً حملة مداهمات واعتقالات اسفرت عن اعتقال 15 شخصاً». يأتي ذلك غداة مقتل 17 شخصاً اول من امس بينهم اربعة عناصر من الاستخبارات الجوية قتلوا اثر هجوم شنه منشقون عن الجيش السوري استهدف سيارتهم وسط سورية. إلى ذلك، احتشد الوف من مؤيدي الرئيس السوري بشار الاسد لاظهار تأييدهم للحكومة أمس. وردد المؤيدون هتافات داعمة للنظام في سورية، رافضة للموقف العربي والغربي.