دمشق، نيقوسيا، عمان - «الحياة»، أ ف ب ، رويترز - قال سكان ومعارضون سوريون إن الهجوم الذي شنه منشقون عن الجيش على مجمع كبير للاستخبارات الجوية في ضاحية بدمشق، أسفر عن سقوط 20 قتيلاً وجريحاً من الشرطة، مما أثار ردَّ فعل انتقامياً من قبل قوات الأمن في المنطقة. في موازاة ذلك، قُتل ما لا يقل عن 12 مدنياً في أول يوم من مهلة الأيام الثلاثة التي أعطتها الجامعة العربية لسورية من اجل وقف العنف ضد المدنيين. وعن الهجوم على مقر الاستخبارات الجوية في ريف دمشق، قال معارضون إن 20 من القوى النظامية سقطوا في العملية بين قتيل وجريح، وقال أحد المقيمين إنه لم تقع خسائر في صفوف المهاجمين، وإن العملية استمرت عشر دقائق فقط. وأضاف أن معظم المنشقين من ضاحيتين في دمشق، هما حرستا ودوما، اللتين تعرضتا لحملة عنيفة من قبل قوى الامن منذ بدأت الحركة الاحتجاجية في سورية. وقال مقيمون إن نحو 70 شخصاً اعتقلوا في الساعات الأربع والعشرين الماضية، وإن ضباطاً من استخبارات القوات الجوية يداهمون المنازل ودمروا منشآت تجارية عديدة. وقال مقيم آخر: «أقيمت حواجز الطرق في كل مكان بحرستا، خاصة في حي السيل حيث يتركز النشطاء. خُرِّبت خمس ورش للمنسوجات». وأضاف: «شاحنات استخبارات القوات الجوية تقوم بدوريات في الضاحية أيضاً، والضباط يحملون قذائف صاروخية». كما أكد المرصد السوري لحقوق الانسان، أن «قوات الامن نفذت حملة مداهمات واعتقالات في حرستا أسفرت عن اعتقال العشرات ونشرت حواجز امنية في شوارع المدينة» رداً على الهجوم. وقال سوري من الذين يزودون المنشقين باحتياجاتهم لوكالة «رويترز»: «استخدم المنشقون قذائف صاروخية وبنادق آلية وتمكنوا من إحداث خسائر بشرية في صفوف من كانوا موجودين... داخل السور الخارجي». ولم تؤكد السلطات السورية الهجوم. والهجوم الذي وقع أول من امس على قاعدة لاستخبارات القوات الجوية في حرستا بريف دمشق، هو أول هجوم على هدف أمني كبير منذ بدء الاحتجاجات الشعبية قبل ثمانية اشهر. إلى ذلك، وفيما تستعد المعارضة السورية لتظاهرات في «جمعة طرد السفراء» اليوم، قُتل ما لا يقل عن 12 مدنياً امس في مواجهات في عدة مدن سورية. وأفاد «اتحاد تنسيقات الثورة السورية» و «المرصد السوري»، أن 12 قتلوا برصاص الامن بينهم ثلاثة مواطنين وطفل في ريف إدلب (شمال غرب) واثنان في حمص (وسط) ومدني وطفلة بإطلاق رصاص خلال حملة مداهمات نفّذها الامن في دير الزور وريفه (شرق). وبالتزامن مع ذلك، هاجمت «مجموعة من المنشقين بقواذف «آر بي جي» مقرَّ رابطة شبيبة الثورة (الحكومي) الذي يتجمع فيه عناصر الامن السوري في معرة النعمان» (ريف ادلب)، وفق المرصد السوري، الذي اضاف أن المنشقين «اشتبكوا مع عناصر الامن المتمركزين حول المقر»، ولم يذكر تفاصيل حول الآثار التي نجمت عن هذا الاشتباك. وأشار المرصد إلى أن في المنطقة نفسها، خرجت تظاهرة طلابية في معرة النعمان تطالب بإسقاط النظام واتجهت الى شارع الكورنيش، كما نفذت قوات الامن حملة مداهمات واعتقالات في بلدة كفرومة، وأن «عدد المعتقلين من البلدة بلغ خلال الايام الثلاثة الماضية اكثر 100 معتقل»، وقال إن تعزيزات عسكرية وأمنية تضمّ اكثر من مئتي عنصر وسيارات رباعية الدفع وصلت صباح امس الى مدينة الحولة (ريف حمص) وتمركزت الى جانب مقر جهاز امني.