انتهت بطولة كأس الأمم الآسيوية لكرة القدم التي احتضنتها العاصمة القطرية الدوحة، وطارت طيور شرق القارة بالسبق، وتركت لغربها وخصوصاً العرب فرصة «المناحة» وجلد الذات والبكاء على اللبن المسكوب. شرق القارة كتلة اقتصادية ضخمة ولغة المال هي السائدة في القارات كافة، والذي لا يملك المال لا يستطيع عمل شيء، والتنظير وبيع الكلام على أرصفة القنوات الفضائية ووسائل الإعلام التي فتحت الباب على مصراعيه لكل من هب ودب ليصبح بائع كلام لا يقدم ولا يؤخر. «تنشد عن الحال»، جملة منطقية ل «دائم السيف»، وهذه هي الحال، كنا في أفضل حال في نسخة البطولة ال 14 التي أقيمت في اندونيسيا عام 2007 ووصل عرب آسيا (العراق والسعودية) للنهائي على حساب كوريا الجنوبية واليابان التي خرجت من البطولة ذاتها، لتعمل وفق استراتيجية قابلة للتنفيذ بالمال والفكر معاً، وأصبحت الحال في النسخة التي اختتمت أمس في «دوحة قطر» تغني عن ألف محلل فضائي وألف ناقد وألف «مكلماني». لن نعود للمربع الأول، ولن نطمس المنجزات كافة السابقة بجرة قلم، ولن نقف على الأطلال، بل نقدم الدواء والأفكار والنصح ونترك للقيادة الرياضية مساحة من لوقت لوضع النقاط على حروف المستقبل الذي نأمل أن يكون مشرقاً. لا يشغل الوسط الرياضي السعودي هذه الأيام إلا قراران منتظران، الأول اختيار قيادة فنية بسمعة عالمية تليق بسمعة الكرة السعودية وتليق بطموحات وتطلعات الوسط الرياضي بأطيافه كافة، والقرار الثاني التدقيق في اختيار القيادة الإدارية، فالعمل الإداري في المنتخبات ذي مواصفات كنا نفتقدها على الساحة العالمية وحان الوقت لاختيار قيادة إدارية تنقل عقلية العمل في المنتخب من انضباطية مدارس إلى انضباطية وعي وتحضر. الجهاز الفني المنتظر سيرفع درجة التفاؤل بالمرحلة المقبلة إذا تم اختيار مدير فني سبق له قيادة منتخبات عالمية، مثل «دونغا» الذي قاد البرازيل للفوز بكأس العالم 1994 كلاعب، ثم قاد المنتخب البرازيلي بكل نجومه في مونديال ألمانيا 2006 ومونديال جنوب أفريقيا 2010 كمدرب، ومثل المدير الفني لمنتخب الأرجنتين بيكر، وما حققه من انجازات قارية مع المنتخب الأول وعالمية مع منتخب الشباب، والذي كان في طريقه لقيادة المنتخب السعودي بعد مونديال 2002 لولا هنات جانبية. أما المدير الإداري فالوسط الرياضي كافة يتمنى أن يكون من خارج منظومة الأندية الأربعة الكبار، وإذا لا بد من هذا المحيط فيجب أن يكون من مدينة الرياض ليسهل التواصل معه ويسهل عليه متابعة شؤون المنتخب عن قرب. «المناحة» لا تقدم حلاً، والفكر وحسن اتخاذ القرارات في المرحلة المقبلة هي الحلول التي ترفع لدينا درجات التفاؤل من أجل العودة لدائرة الضوء الآسيوي من أقصر وأقرب الطرق. [email protected]