بوغوتا - أ ف ب، رويترز - أعلن الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس أمس مقتل زعيم حركة القوات المسلحة الثورية في كولومبيا (فارك) ألفونسو كانو، في معارك مع الجيش في جنوب البلاد ودعا الحركة الماركسية إلى وقف تمردها. وقال الرئيس الكولومبي إن «مقتل ألفونسو كانو تأكد. وجهنا أقسى ضربة إلى هذه المنظمة في تاريخها». وزاد: «علينا أن نعمل بإصرار حتى نؤمن للكولومبيين العيش بسلام في بلدهم (...) العنف ليس الوسيلة لتحقيق ذلك». وحضّ مقاتلي الحركة على الإنسحاب منها. وفي بوغوتا، عقدت حلقات رقص في الشوارع وهتف المحتفلون «كانو مات». وكان حاكم مقاطعة كاوكا جنوب غربي كولومبيا ألبرتو غونزاليس موسكيرا أعلن لإذاعة «كراكول» أن «القوات المسلحة حققت أحد أهم أهدافها العسكرية» بقتلها كانو في غرب المقاطعة. كما أكد مصدر في الإستخبارات العسكرية مقتل زعيم الحركة المتمردة. وأوضح وزير الدفاع أن قوات برية رصدت مكان وجود كانو في معسكر قبل أن تطوقه، وقد قتل في معارك مع الجيش. وعرض صورة يبدو فيها ميتاً. كما بث التلفزيون صوراً لجثته. في المقابل، صرّح مسؤول عن أمن كانو أن زعيم الحركة أعتقل وقتلت صديقته. وكان كانو (63 سنة)، وإسمه الأصلي غييرمو ليون سانث فارغاس، يقود قوات الثورة المسلحة إحدى حركتي تمرّد لا تزالان ناشطتين في كولومبيا. والحركة الثانية هي «جيش التحرير الوطني». كما كان يعتبر «منظر» القوات المسلحة الثورية. وهو ثالث زعيم تاريخي للحركة يقتل في المعارك أو يموت بسبب المرض منذ 2008. وتولى قيادة الحركة عام 2007 خلفاً للقائد التاريخي مانويل مارولاندا الذي قضى بأزمة قلبية. ومذاك أصبح كانو الهدف الرئيس لقوات الجيش والشرطة في كولومبيا، التي سعت للقضاء عليه من أجل إضعاف قيادة الميليشيا المتمردة. وكانت القوات المسلحة الثورية الكولومبية تراجعت إلى معاقلها التقليدية في شريط الأنديس وسط البلاد والمناطق الحدودية مع تزايد قوة الجيش والشرطة. وتفيد أرقام رسمية أن عدد مقاتلي الحركة تراجع من 17 ألفاً مطلع العام 2000 إلى 8 آلاف في 2010. إلا إن نشاطها تصاعد هذا العام وإن كان كانو، الأكثر اعتدالاً من سلفه، أطلق دعوة إلى الرئيس الكولومبي للحوار. وأعادت حركة التمرد تنظيم نفسها وحدّت من إتصالاتها مفضلة تحركها في وحدات صغيرة. ولن يؤدي قتل كانو، الذي رصدت الحكومة 3.7 مليون دولار لمن ينال منه، إلى نهاية سريعة للحرب المستمرة منذ نحو 50 عاماً. لكنه سيلحق أضراراً كبيرة بقدرة «فارك» على إعادة تجميع نفسها وتنسيق شن هجمات ضخمة. كما تظهر هذه العملية كيف يمكن للجيش الكولومبي أن يهاجم قادة المتمردين في عمق الجبال والأحراش.