باريس، واشنطن - «الحياة»، أ ف ب - أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية امس ان باريس تشكك في صدق النظام السوري في تنفيذ خطة الجامعة العربية للخروج من الازمة في هذا البلد، وذلك بسبب استمرار القمع الدامي في سورية. وقال رومان نادال مساعد الناطق باسم الخارجية الفرنسية في مؤتمر صحافي إن «استمرار القمع يعزز شكوك المجتمع الدولي في صدق النظام السوري بتنفيذ خطة الجامعة العربية». وأضاف: «في حين اعلن النظام السوري لتوه انه يقبل من دون تحفظ بخطة الخروج من الازمة التي اقترحتها الجامعة العربية، نلاحظ ان عشرين متظاهراً مسالماً على الاقل قتلوا في سورية برصاص قوات الامن» اول من امس. وأكد ان «استمرار القمع يناقض تماماً الالتزامات التي طالبت الجامعة العربية النظام السوري» بأن يفي بها. وشدد الناطق على ان «فرنسا مصممة اكثر من اي وقت آخر على التحرك في كل المحافل الدولية وكذلك مع الجامعة العربية التي ترحب بجهودها، للضغط على النظام السوري بهدف وقف القمع في سورية». وحذرت الولاياتالمتحدة ليلة اول من امس النظام السوري من انه اذا لم يطبق التزاماته الواردة في الخطة العربية للخروج من الازمة فإن «عزلته ستزداد» على الساحة الدولية. وقالت الناطقة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند إن الجامعة العربية قد تضطر الى تشديد موقفها من دمشق على غرار روسيا وتركيا بعد اعطاء سورية فرصة لوضع حد لسفك الدماء. وأضافت ان المؤشرات «غير مطمئنة». وشددت نولاند على تقارير حول مقتل المزيد من المدنيين بايدي قوات الامن السورية غداة تعهد النظام السوري سحب قواته من المدن والقرى، بموجب الاتفاق مع الجامعة العربية. وتابعت نولاند «ليس لدينا اي مؤشر يدل على ان (قوات النظام السوري) تنسحب من اي مكان في هذه المرحلة». وأضافت نولاند «سنحكم عليه (النظام السوري)» بناء على هذه المعايير و «لم نر حتى الساعة شيئاً». ورفضت الناطقة الاميركية التحليلات القائلة بأن المبادرة العربية تتيح للنظام السوري «كسب الوقت وقتل المزيد من المتظاهرين». وقالت «بل الصحيح هو عكس ذلك، فكما تقول الولاياتالمتحدة يتعين على الاسد التنحي، لانه من الواضح انه قام باختياره»، مجددة بذلك الدعوة التي اطلقتها الولاياتالمتحدة للمرة الاولى في آب (اغسطس). وتابعت نولاند «اذا لم يف (الاسد) بالوعود التي قطعها للجامعة العربية فان الجامعة العربية ستشعر بأن هناك وعوداً قطعت ونكث بها وسيتحتم عليها التحرك رداً على ذلك». وأكدت انه «من منظار الولاياتالمتحدة فان ما حصل نتيجة افعال الاسد هو ان عدد الدول التي تمارس ضغوطها عليه لاسماع صوتها، يتزايد».