واصل نظام الرئيس بشار الأسد حملاته الدامية ضد المحتجين السوريين المطالبين بالتغيير رغم موافقته على خطة للجامعة العربية لتجاوز الأزمة. وقتل 14 شخصا برصاص قوات الأمن في سورية وأصيب آخرون حيث انطلقت تظاهرات ضد "الطغاة" تلبية لدعوة المعارضين السوريين الذين يشككون في أن تلتزم دمشق بتنفيذ خطة الجامعة العربية للخروج من الأزمة. وتعهدت سورية بالعفو عن حاملي السلاح إذا سلموا أنفسهم وأسلحتهم خلال أسبوع اعتبارا من اليوم في إطار عفو عام عنهم، وفقا لبيان وزارة الداخلية السورية أمس. إلا أن الخارجية الأميركية حذرت السوريين أمس بعدم تسليم أنفسهم إلى النظام. وقالت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند "لا أنصح أحدا بتسليم نفسه لسلطات النظام في الوقت الراهن"، مشيرة إلى تشككها في الوعد السوري. وأضافت "إنه الوعد الرابع بالعفو الذي يقومون به منذ أن تسلمت منصبي قبل خمسة أشهر". وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "مواطنين أحدهما عسكري منشق من مدينة نوى والآخر مدني من مدينة الحراك استشهدا إثر إطلاق الرصاص عليهما من قبل المخابرات العسكرية في منطقة تل شهاب على الحدود الأردنية السورية إثر محاولتهما الفرار إلى الأردن". كما قتل سوريان أحدهما امراة في حي بابا عمرو في حمص. وقال المرصد إن "مواطنين اثنين استشهدا وأصيب أربعة بجروح إثر إطلاق قوات الأمن الرصاص لتفريق تظاهرة في حي الغوطة" في حمص. كذلك، قتل متظاهر وأصيب خمسة آخرون في كناكر في محافظة دمشق برصاص قوات الأمن التي حاولت تفريق تظاهرة. وقامت قوات الأمن بتطويق مسجد أبو بكر الصديق في مدينة بانياس الساحلية. وقال متحدث باسم "الهيئة العامة للثورة السورية" إن عمليات القتل والاعتقال والمداهمات لم تقل أو تتوقف بل إنها زادت خاصة بعد الموافقة على المبادرة العربية. وأضاف "لم يتم تسجيل أي حالة انسحاب لقوات الأمن أو انسحاب الجيش والدبابات وأيضا لم يشاهد وصول أي مراقبين أو صحافة أجنبية في أي منطقة في سورية". وأوضح أن "تسمية يوم الجمعة تأتي بناء على عملية تصويت ويتم اختيار أكثر اسم يحصل على أصوات المواطنين في مواقع الإنترنت"، معتبرا أن العامل الذي جعل المواطنين يختارون اسم "جمعة الله أكبر على الطغاة" هو أنهم فقدوا الأمل من أي دعم ولا يوجد لهم غير الله لينصرهم. وفي سياق متصل أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا تشكك في صدق النظام السوري في تنفيذ خطة الجامعة العربية للخروج من الأزمة. وقال رومان نادال مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية في مؤتمر صحفي أمس إن "استمرار القمع يعزز شكوك المجتمع الدولي في صدق النظام السوري بتنفيذ خطة الجامعة العربية". وأضاف "في حين أعلن النظام السوري لتوه أنه يقبل من دون تحفظ بخطة الخروج من الأزمة التي اقترحتها الجامعة العربية، نلاحظ أن عشرين متظاهرا مسالما على الأقل قتلوا أول من أمس في سورية برصاص قوات الأمن".