لم يتم تسجيل أي حالة انسحاب لقوات الأمن او انسحاب الجيش السوري والدبابات ولم تقل عمليات القتل والاعتقال والمداهمات او تتوقف بل زادت, خاصة بعد موافقة الحكومة السورية على خطة جامعة الدول العربية لوقف إطلاق النار وإجراء محادثات مع المعارضة.وشنت القوات السورية حرباً ضد المتظاهرين في انحاء البلاد بعد ان امهلت الجامعة العربية، السلطات السورية 15 يوما لتنفيذ بنود الخطة التي اقترحتها الجامعة لحل الأزمة السورية قبل بدء الحوار بين النظام والمعارضة. حيث قتل20 شخصا الجمعة برصاص قوات الامن في سوريا بعدما انطلقت تظاهرات تلبية لدعوة المعارضين السوريين الذين يشككون في التزام دمشق تنفيذ خطة الجامعة العربية للخروج من الازمة. كما اصدر السلطات السورية تعهدت عفواً عن حملة السلاح الذين يسلمون انفسهم اليها في مهلة ثمانية ايام اعتبارا من اليوم السبت ولغاية 12 نوفمبر ، وفق ما اورد التلفزيون السوري الرسمي الجمعة. واضافت المصادر نفسها ان هذا العفو ياتي لمناسبة حلول عيد الاضحى الذي يبدأ الاحد «بهدف حفظ الامن والنظام العام».فيما نصحت وزارة الخارجية الاميركية الجمعة السوريين بعدم تسليم انفسهم الى نظام الرئيس بشار الاسد بعد ان اعلنت دمشق العفو عمن يسلمون اسلحتهم. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الاميركية للصحافيين «لا انصح احدا بتسليم نفسه لسلطات النظام في الوقت الراهن»، معربة عن القلق ازاء سلامة من يفعل ذلك.ولم تتراجع اعمال القمع في سوريا التي خلفت اكثر من ثلاثة آلاف قتيل منذ منتصف اذار/مارس وفق الاممالمتحدة، وذلك رغم قرار نظام الرئيس بشار الاسد الموافقة على خطة للجامعة العربية لتجاوز الازمة.وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان ستة مدنيين قتلوا الجمعة في حمص (وسط)، وفي حماة، شمال حمص، قتل اربعة اشخاص برصاص قوات الامن وقناصة. وفي محافظة درعا، قتلت قوات الامن اربعة متظاهرين في كناكر وآخر في الحمورية. وقتل مدنيان، احدهما مدني والآخر جندي فر صباحا برصاص قوات الامن في منطقة تل شهاب على الحدود مع الاردن، بينما كانا يحاولان مغادرة البلاد.وقامت قوات الامن بتطويق مسجد ابو بكر الصديق في مدينة بانياس الساحلية. واكد المرصد ان مصلين تعرضوا للضرب لدى خروجهم من المسجد. كما تم اعتقال عشرات الاشخاص في هذه المدينة بينهم اربعة اطفال ينتمون الى عائلة رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن.واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة ان فرنسا تشكك في صدق النظام السوري في تنفيذ خطة الجامعة العربية للخروج من الازمة في هذا البلد، وذلك بسبب استمرار القمع الدامي في سوريا. وقال رومان نادال مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية في مؤتمر صحافي ان «استمرار القمع يعزز شكوك المجتمع الدولي في صدق النظام السوري بتنفيذ خطة الجامعة العربية». وأضاف «في حين اعلن النظام السوري لتوه انه يقبل من دون تحفظ بخطة الخروج من الازمة التي اقترحتها الجامعة العربية، نلاحظ ان عشرين متظاهرا مسالما على الاقل قتلوا (الخميس) في سوريا برصاص قوات الامن». وأكد ان «استمرار القمع يناقض تماما الالتزامات التي طالبت الجامعة العربية النظام السوري» بان يفي بها.وأظهر شريط مصور بث على موقع يوتيوب عشرات من الاشخاص يتظاهرون صباح الجمعة في حي الميدان التاريخي في دمشق مطلقين شعارات مناهضة للأسد. وسجلت تظاهرة اخرى في حرستا بريف دمشق طالب المشاركون فيها بحماية دولية. ووفق شريط اخر بث على يوتيوب حمل احد المتظاهرين لافتة كتب عليها «الى متى تصغي الجامعة العربية الى هذا الكاذب؟ لقد قبل الخطة العربية والدبابات لا تزال في الشوارع». ونظمت تظاهرات اخرى في العديد من احياء مدينة حمص وكذلك في قرى المحافظة مثل حولا والقصير وتلبيسة وتدمر بحسب المرصد السوري. وفي دير الزور (شرق)، اطلقت قوات الامن النار لتفريق تجمعات وفق المرصد الذي اشار ايضا الى تظاهرة حاشدة في الصنمين بمحافظة درعا (جنوب) تطالب باسقاط النظام. واكدت صفحة «الثورة السورية 2011» على موقع فيسبوك تصميم المعارضين على التظاهر وعدم امكان صمود النظام بدعم من روسيا والصين ولا بفضل قرارات الجامعة العربية.من جهته قال أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة العربية، مساء الخميس بأن السلطات السورية أمامها 15 يوما لتنفيذ بنود الخطة التي اقترحتها الجامعة لحل الأزمة السورية قبل بدء الحوار بين النظام والمعارضة.وقال أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة العربية، مساء الخميس لقناة «العربية» الفضائية، إن «المبادرة العربية لا تزال في مقدمتها».وأضاف أن الحواربين السلطات السورية والمعارضة «سيتم في مقر الجامعة وبرعايتها».فيما حذرت الولاياتالمتحدة الخميس النظام السوري من انه اذا لم يطبق التزاماته الواردة في الخطة العربية للخروج من الازمة فان عزلته ستزداد على الساحة الدولية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند «نحن لم نر مؤشرات على ان نظام (الرئيس السوري بشار) لديه النية باحترام التعهدات التي قطعها». وفي لبنان، اقر رئيس الحكومة نجيب ميقتي في حديث الى محطة «بي بي سي» التلفزيونية البريطانية تمم بثه مساء الخميس، بحصول عمليات خطف لمعارضين سوريين في لبنان قبل اشهر، مشيرا الى ان القضاء يتعامل معها.