كابول، إسلام آباد، نيويورك - أ ف ب، يو بي آي - قتل قائد في الشرطة الأفغانية وثلاثة موظفين محليين في مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، لدى تفجير انتحاري شاحنة مفخخة في ولاية قندهار (جنوب). وأعقب ذلك اندلاع اشتباك بين عناصر من حركة «طالبان» والشرطة استمر نحو سبع ساعات. وأعلنت الشرطة أن «انتحارياً فجر السيارة مفخخة قرب مجمع المفوضية، قبل أن يقتحمه مهاجمان آخران»، علماً أن الهجوم الانتحاري اعتبر الثالث خلال خمسة أيام ضد مصالح أميركية في أفغانستان. وأشارت إلى أن موظفين أفغاناً وحراس امن نيباليين تواجدوا داخل المقر لحظة شن الهجوم، لكنهم نجحوا في مغادرته. وتبنت «طالبان» الهجوم الذي الحق أضراراً أيضاً بمقر منظمة «انترناشيونال ريليف اند ديفلوبمنت» (الإغاثة والتنمية الدولية) الأميركية غير الحكومية، والتي توفر « مساعدات تنمية قيمتها ب 500 مليون دولار سنوياً، تشمل مشاريع في أفريقيا وآسيا وشرق أوروبا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط، وتنشط في نحو 40 بلداً. وكان مسؤول في الحكومة الإقليمية بقندهار شغل منصب قيادي سابق في «طالبان» نجا أول من امس من انفجار قنبلة على طريق في المدينة. كما هاجمت «طالبان» الجمعة الماضي قاعدة مدنية عسكرية مشتركة تديرها أميركا في قندهار، ما أدى إلى مقتل مترجم أفغاني وجرح ثمانية أشخاص. والسبت الماضي، هاجم مسلحون بسيارة مفخخة قافلة تابعة للحلف الأطلسي في كابول، ما اسفر عن مقتل عشرة اميركيين وبريطانيين اثنين وكندي وأربعة أفغان. في غضون ذلك، نفى مسؤولون باكستانيون صحة تقرير أوردته مجلة «فيلت أم زونتاج» الألمانية الواسعة الانتشار عن تجسس جهاز استخباراتهم على القوات الألمانية في أفغانستان. وأفادت المجلة التي لم تنسب تقريرها إلى مصادر بأن «وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية (بي أن دي) حذرت وزارة الداخلية من أن باكستان تجسست على 180 شرطياً ألمانياً نشروا لتدريب الأفغان»، لكن مسؤولاً في وزارة الخارجية الباكستانية طلب عدم نشر اسمه وصف التقرير بأنه «سخيف وعديم الفائدة». أما الناطق باسم الجيش الباكستاني اللواء أطهر عباس فقال إن «التقرير لا يستحق عناء الرد». على صعيد آخر، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن خبراء أميركيين أن واشنطن تطبق استراتيجية جديدة تهدف إلى إقناع الاستخبارات الباكستانية بالتعاون معها في الجهود المبذولة لجلب حركة «طالبان» وشبكة «حقاني» التي اتهمت أخيراً بإقامة علاقة سرية معها، إلى محادثات سلام في أفغانستان. وأشارت الصحيفة إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والوفد الذي رافقها خلال زيارتها الأخيرة لباكستانوأفغانستان طرحوا هذه المقاربة الجديدة. وأعلنت أن هذه الإستراتيجية تقضي بمواصلة أميركا تسديد ضرباتها التي تستهدف شبكة «حقاني» و»طالبان»، فيما تعمل الاستخبارات الباكستانية على جلب المتمردين إلى المفاوضات. لكن الصحيفة لفتت إلى أن مسؤولين في الاستخبارات الباكستانية يرون أن المتمردين هم مفتاح إبقاء نفوذ باكستان في أفغانستان بعد مغادرة القوات الأجنبية، ولا يجدون أي منفعة في تلبية المطالب الأميركية. كما أشارت إلى وجود بعض المشككين بالاستراتيجية الجديدة في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما. ونقلت أيضاً عن شاميلا شودري، أحدى كبار مساعدي أوباما السابقين في شؤون باكستانوأفغانستان قوله إن «السؤال الكبير الذي يطرح على الإدارة هو ماذا يمكن أن يقدم الباكستانيون؟»