إسلام آباد، كابول، لندن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - قتل 21 متمرداً افغانياً من «شبكة حقاني» في غارة شنتها طائرة اميركية من دون طيار على منطقة كاروني قرب ميرانشاه، كبرى مدن اقليم شمال وزيرستان القبلي. جاء ذلك بعد اقل من شهر على قتل طائرات اميركية مماثلة 48 متشدداً في الاقليم ذاته في 12 تموز (يوليو) الماضي، وقدّر مركز مراقبة النزاع في إسلام آباد عدد الغارات الأميركية على الأراضي الباكستانية هذه السنة ب 51 أدت إلى مقتل 443 شخصاً على الاقل. وأعلن مسؤول عسكري باكستاني ان الطائرة الأميركية اطلقت صاروخين استهدفا سيارة ومعسكراً، ما أدى الى تدميرهما، مؤكداً ان جميع القتلى من «شبكة حقاني» التي يقودها سراج الدين حقاني، ونسبت اليها هجمات ضخمة استهدفت القوات الأميركية شرق افغانستان خلال السنوات الاخيرة، خصوصاً الاعتداء الانتحاري الذي اسفر عن مقتل سبعة عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) في قاعدة عسكرية بخوست. وشكل ذلك أسوأ نكسة منيت بها «سي آي إي» خلال عشر سنوات من الحرب الافغانية. وتحض واشنطن منذ سنوات الجيش الباكستاني على مهاجمة شمال وزيرستان حيث يتمركز قسم من «شبكة حقاني»، لكن إسلام آباد التي تنشر قواتها على جبهات عدة في منطقة القبائل لمواجهة «طالبان باكستان»، امتنعت عن الاستجابة حتى الآن، فيما تدهورت علاقاتها مع واشنطن بعد تنفيذ قوات كوماندوس اميركية عملية تصفية زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن في بلدة آبوت آباد مطلع ايار (مايو) الماضي. ودعت إسلام آباد اخيراً واشنطن الى تحديد «شروط واضحة» للتعاون في حربهما على اعضاء «القاعدة» و «طالبان» العاملين داخل باكستان. ولم يكشف الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري طبيعة الشروط، لكنها ستتضمن على الارجح تكثيف المشاورات في شأن الغارات الجوية الأميركية وتشديد مراقبة نشاطات «سي آي إي» في باكستان. على صعيد آخر، حذّر قائد القوات البريطانية في افغانستان العميد إد ديفيز، من أن «طالبان» تخطط لشن «هجوم مذهل» ضد القوات البريطانية في ولاية هلمند (جنوب). وقال لصحيفة «ديلي تلغراف»: «لا تزال مجموعة عالية المستوى من طالبان تتقدم خطوة واحدة على قواتنا، على رغم تصفية 16 من قادتها في الأسابيع الماضية». وزاد: «لا تزال تنشط نواة صلبة من طالبان يصعب قتلها أو اعتقالها، وتملك تكتيكات متطورة لتنفيذ عملياتها وتخطط لشن مزيد من الهجمات ضد قادة الحلف الاطلسي (ناتو) والقوات الافغانية». وأشار العميد ديفيز إلى أن هذه المجموعة من طالبان «تتمتع بكفاءات عالية، وطوّرت تكتيكاتها وتقنياتها وعملياتها، وتريد خوض قتال شرس في فصل الشتاء، بعدما اقنعت الناس أنها ستكسب المعركة، لذا نضاعف جهودنا لمنعها من تحقيق هذا الهدف». واعترف العميد البريطاني بأن الحركة بعيدة من الهزيمة، وأن المكاسب التي تحققت في ولاية هلمند لا تزال قابلة للتراجع، في حين يجب انجاز الكثير من العمل الشاق». الى ذلك، طالب الرئيس الافغاني حميد كارزاي كبار رجال الدين باستخدام نفوذهم لثني المتشددين الاسلاميين عن إخفاء قنابل في عمائهم خلال تنفيذ هجمات انتحارية في عمائمهم، في مسعى للقضاء على هذا التكتيك الفتاك قبل ان يزداد استخدامه. والتقى كارزاي اخيراً مع مجلس العلماء الذي يضم كبار رجال دين من انحاء افغانستان لمناقشة الأمر الى جانب تحريم استهداف المساجد والانتحار، علماً ان العمائم المفخخة استخدمت في هجومين انتحاريين نفذا الشهر الماضي، وأسفر احدهما عن مقتل رئيس بلدية مدينة قندهار (جنوب)، ما أثار القلق من كيفية التحسب لهذا التكيك من دون اثارة حساسيات دينية. كما استخدم مفجرون انتحاريون في أفغانستانوباكستان النقاب للتخفي. وقال سياماك هرواي، الناطق باسم كارزاي: «نعتقد بأن اساءة استخدام المتمردين القيم الاسلامية يجعلهم يقدمون للعالم صورة سيئة عن الإسلام».