استقبلت حركة طالبان القائد الأعلى الجديد للقوات الدوليَّة في أفغانستان الجنرال الأمريكي ديفيد بترايوس الذي وصل إلى كابول أمس بهجوم انتحاري نفذه أحد عناصرها بسيارة مفخخة على القاعدة الأطلسية في مديريَّة أرغنداب بولاية قندهار ما تسبب في مقتل مدني أفغاني وإصابة عدد من القوات الأطلسيَّة والشرطة الأفغانيَّة التي تحرس القاعدة، وفقا لبيان الأطلسي دون مزيد من التفاصيل. وتحملت طالبان المسؤوليَّة عن الهجوم على القاعدة، معلنة أنها أعدمت أجنبيين تعاونا مع الحكومة الأفغانية. وكانت السلطات الأفغانيَّة عثرت الليلة قبل الماضيَّة على جثتي متعاقدين أجنبيين مع الجيش الأفغاني خطفتهما طالبان قبل يومين في منطقة بنجوائي بجنوب ولاية قندهار بحسب المصادر الأمنيَّة الأفغانية. وكان بترايوس قد أعلن أمام قادة الحلف في بروكسل أنه سيبقي على التعليمات بتجنب وقوع خسائر مدنيَّة بالحد الأقصى مع الحرص على ألا يؤثر ذلك على سلامة الجنود. ونفى أيَّة نيَّة بإعطاء قوات الأطلسي حق إطلاق النار في أيَّة ظروف كانت للدفاع عن النفس في حال وقوع هجوم. فيما تحملت طالبان الأفغانية مقتل 11 شخصا بينهم 3 أجانب (ألماني وبريطاني وفيليبني) وإصابة 5 أجانب أيضا منهم امرأة في هجوم شنه 6 من عناصرها أمس على مبنى الهيئة الأمريكيَّة للمساعدة من أجل التنمية "ديفلوبمنت الترناتيفز" بوسط مدينة قندوز أقصى شمال شرق أفغانستان. وفي وقت سابق قتل 42 شخصا وأصيب 180 آخرون في هجومين انتحاريين استهدفا تجمعا دينيا للمسلمين في مدينة لاهور شرق باكستان في وقت متأخر من مساء أول من أمس، نفت طالبان باكستان صلتها به. وقالت مصادر باكستانية إن المهاجمين تمكنا من الدخول إلى ضريح علي هاجويري الذي يعود للقرن الحادي عشر والمعروف باسم "داتا جونج بخش"، على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة. وفجر انتحاري نفسه في الطابق الأسفل حيث يتوضأ المصلون. وبعد دقائق فجر المهاجم الثاني حزامه الناسف في الطابق العلوي. واختار الانتحاريان ليلة الجمعة حيث يزدحم الضريح بالزوار والمصلين. وتعتقد الأجهزة الأمنية الباكستانية أن "قوة غازي" ميليشيا تشكلت بعد مقتل نائب إمام المسجد الأحمر عبد العزيز غازي إثر اقتحام الجيش للمسجد في يوليو 2007 ، وراء العملية. وخرجت تظاهرات فور الحادث احتجاجا على تقصير رجال الشرطة في حماية المزار وفرقت التظاهرات بالقنابل المسيلة للدموع. وندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة باعتداءي لاهو واعتبرهما شائنين وخصوصا أنهما استهدفها مكان عبادة، على ما أفاد مكتبه الإعلامي في بيان. وأضاف البيان أن "استهداف مكان عبادة مكتظ يجعل من هذين الاعتداءين عملين شائنين في غاية البشاعة". ودانت الولاياتالمتحدة بقوة الاعتداء الانتحاري، مؤكدة أن هذا العمل "الفظيع" يظهر احتقار منفذيه للشعب الباكستاني. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر للصحفيين "إننا ندين بشدة الاعتداء الفظيع". ومن أفغانستان قال حاكم ولاية قندوز المهندس محمد عمر إنَّ انتحاريين ومسلحين اقتحموا مكاتب منظمة "ديفلوبمنت ألترناتيفز" في وسط مدينة قندوز ، مشيراً إلى أن الانتحاري الأول فجَّر نفسه عند مدخل مكاتب الهيئة، بينما فجَّر الثاني نفسه في الداخل ما أدى لمقتل اثنين من العاملين الأجانب كما أشار إلى إصابة 24 شخصاً من الأفغانيين بينهم نساء وأطفال وأفراد من الشرطة. وتحمَّلت طالبان المسؤوليَّة عن الهجوم. وقال حاكم قندوز إن الانتحاريين كانوا 6 أشخاص واشتبكوا مع القوات الأمنيَّة واستمرت المواجهات بين الطرفين بضع ساعات أسفرت عن مقتل الانتحاريين الستة حيث أحكمت السلطات السيطرة على المبنى. كما أعلنت قوات الأطلسي عن مقتل ما لا يقل عن 32 واعتقال 110 من قادة ميدانيين وحكام الأقاليم والمديريات من طالبان خلال عمليات ملاحقتهم في فترة 4 أشهر ماضية في مختلف مناطق أفغانستان. وأوضحت أنه تم مقتل القيادي بطالبان حاكم مديريَّة نوزاد الملا نظر محمد ومقتل قائد أمنه الملا ملنج بمواجهات.