تعيد «الحياة» نشر ملخص لأول وآخر لقاء صحافي أجري مع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، أثناء توليه منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء. وأجري اللقاء في الرياض مطلع نيسان (أبريل) 2009 بعد تسلمه مهام عمله السابق كنائب ثان لرئيس مجلس الوزراء، ويحكي اللقاء الصحافي جزءاً من جوانب في شخصية ولي العهد الجديد. وأكد الأمير نايف في اللقاء الذي تعيد «الحياة» نشر مقتطفات منه أنه سيسير على نهج الدولة المرسوم له في خدمة الوطن والمواطن وقال: «لا أعتقد أنه توجد قيادة لها تلاصق وتلاحم عميق مثل القيادة السعودية مع مواطنيها، ولهذا فإن التوجيهات التي نتلقاها دوماً من خادم الحرمين ومن ولي عهده الأمين (رحمه الله)، هي فتح الأبواب لجميع المواطنين في كل وقت، واستقبالهم بشرائحهم كافة، والالتقاء بهم وإنهاء مشكلاتهم، وتلمس حاجاتهم من دون تمييز أو تعطيل لأمورهم». وأضاف: «لا يوجد من هو على اتصال ومعرفة بحال المواطنين أكثر من قيادتنا، وهي سُنة سنّها الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - ومن ثم تبعه الملوك أبناؤه سعود وفيصل وخالد وفهد - رحمهم الله جميعاً - والآن ينفذها خادم الحرمين وولي عهده (يرحمه الله)، وأنا واثق تماماً أنهم أكثر معرفة بظروف مواطنيهم، سواء كانوا من البادية أو الحاضرة، وأكثر معرفة من أي مسؤول في الدولة، وهذا أكبر دلالة على تلاحم القيادة مع أبناء شعبها، ونحن نعرف أنه في بعض الدول الأخرى يتأخر المواطن البسيط لوقت كثير، عندما يريد أن يقابل مسؤول أو حاكم البلاد، ويشترط عليه مواعيد وخلافه، أما لدينا في السعودية ولله الحمد، فيقرر المواطن ثم يذهب في الوقت نفسه، ويستقبله الملك أو ولي العهد، وهذا شيء نحمد الله عليه ونرجو استمراره، والدولة تنتهج تطبيق الشريعة والسنة منذ أن تأسست، وهو أمر سيستمر - إن شاء الله - ما بقيت الحياة». وحول ما كان يتردد عن وجود حالات من التعذيب في السجون، قال ولي العهد: «على كل حال، هذا قول نرحب به وإن كنا على ثقة أن كل ما يقال حول ذلك لا صحة له، لأننا لا نريد استخدام العنف والتعذيب للحصول على اعترافات قد تكون غير صادقة. ونحن نعمل دوماً على أساس أن تأتي الاعترافات تلقائياً ولا نقبل، لا نحن ولا ديننا ولا إنسانيتنا، أن نتعامل مع الإنسان بما لا يجب». وأضاف: «نركز على قدرة التحقيق وقدرة رجال المحققين على مواجهة المتهمين بالحقائق حتى يعترفوا من تلقاء أنفسهم، ونقدر أي شهادة بذلك ولكننا واثقون من أن كل ما يقال إن هناك تعذيباً في السجون لدينا لا صحة له، والدليل أننا فتحنا أبواب السجون لمسؤولين ولهيئات حقوق الإنسان بل حتى لزوار أجانب لأننا واثقون من أنفسنا ولا نؤمن ولا نقبل بأسلوب التعذيب بأي حال من الأحوال». وبخصوص مشروع الأمن الفكري الذي أطلقته المملكة أخيراً قال: «أنا على قناعة كاملة أن الأمن الفكري يأتي بالدرجة الأولى عن غيره، لأنه محاربة الفكر بالفكر وتنقية الأفكار الشاذة من الأذهان، ومنع تأثر كل من يمكن أن يكونوا فريسة لتوجيهات خارجية أن يقابلهم رجال مهتمون بتنقية الأذهان من الشوائب الخاطئة التي لا تتفق مع العقيدة والشريعة الإسلامية ولا تتفق أيضاً مع المصالح الوطنية». وتابع: «نحن نرى أنه لا بد أن يكون للإعلام دور أكبر في هذا الأمر ليس فقط في تأييد الأمن ولكن حتى بإبداء الملاحظات بالشكل الإيجابي حتى نحقق الأمن الفكري ونغير الأفكار الشاذة التي غزت عقول شبابنا بأشياء لا تتفق في أي حال مع الأحوال مع مصلحة الوطن والمواطن». وعن انخفاض صوت تنظيم القاعدة في المملكة طوال السنوات الماضية، وعما إذا كانت هناك خلايا نائمة في المملكة، قال الأمير نايف: «نحن لا نستبعد هذا الشيء والحمد لله تحققت لنا أشياء كثيرة تحدثنا بها في الواقع وهي أننا نصل لهؤلاء قبل أن يستيقظوا وأفشلنا الكثير من مخططاتهم».