ياشاديَ الحيِّ تشجيه و تُفرحُه وتستحثُّ الخطى حيناً و تتئدُ تشدو و حولك أفياءٌ و غافية ٌ من الحمائم لا همٌ ولا سهدُ أقصِرْ فلا الظلُّ ممدوداً ولا شجرٌ ترفُّ أغصانه الخضرا ولا رأد أقصِرْ زرعت أمانينا ورؤيتنا بالحاصد المُر يطوينا ويزدرد فلا النديُّ ندياً في بشاشته لا الوافدون اناروه ولا وفدوا طوى الردى من سماءِ المجدِ رايته فأصبح المجدُ لا زندٌ ولا سند أحبة القلب فلَّ الموتُ شملهم قد اصحروا في الغياب المر و اتسدوا تدفّق القلبُ نزفاً في مصارعهم يحنو على قبرهم حيناً و يبترد تخفُّ روحي لحاقاً في ركابهم و يحكم القدرُ القاضي فتتئدُ تقطعُ القلبَ ذكراهم و تخنقه حزناً ولي مهجة حرّى ولي كبدُ سلني عن الحزن عندي من لواعجه كنز و في القلب من ينبوعه مددُ يُسامرُ الحزن جفني عند هجعته فلا يطيب له نوم وقد رقدوا يمدُّ حزني رواقاً تستظل به أحزان من صارعوا الجلى ومن فقدوا ياظاعناً لم يغب في القلب منزله وراحلاً حاضراً من بين من فقدوا و اقرب الناس للذكرى و أبعدهم عن المثيل بما ابلوا وما مجدوا و يا مفارقَ قومٍ بات قلبُهم لا الماء يطفي تلظيه ولا البردُ و رحلة قوّضت للمجدِ خيمتَه فلست تبصر في الساحاتِ من يفدُ إني أناجي ربيعاً من شمائلكم فيذبل الروضُ في كفي و يُفتَقدُ و انشقُ الضوعَ من أخلاقكم عبقاً واستردُّ بقاياه فلا أجدُ غفوتموا و تركتم في جوانحِنا لواعجاً توقظ الجُلى و تتّقدُ ياللقبورِ وقد ضمت غطارفة تندى المروآتُ ما مروا وما نهدوا يا للقبورِ أناجيها و اسألها فلا تجيبُ سوآلاتي ولا تعدُ سلطانُ أدعو و لبت كل وارفةٍ من المروآت ما طافت بها بُردُ سلطانُ أدعو وحنَّت كل باذخةٍ من المكارم تستدعى و تُرتفدُ أين البشاشة توليها و تغدقها على الوفود و قد حلو و قد وفدوا بشاشة فيك ما أخفى وسامتها مرُّ السنين ولا الأحداثُ و الكمدُ من لليتيمِ و ما أبقى الزمانُ له من يمسح الدمعة الحرّى اذا تردُ من للأرامل امسى صبحهم غسقاً يُحيلُ ليلهم صبحاً وقد جهدوا من للمريض و قد اضنته علتُه يرجو العلاجَ الذي عوّدتَ من سهدوا ومن لذي الكربِ ما ذاق الكرى أبداً تمده منك بالنعمى يدٌ و يدُ و باسقاتٍ من الأمجاد سامقةٍ لم يخلُ منها مكانٌ أو خلت بلدُ لم تبق من جنبات الأرضِ زاوية لم يسقها من نداك الريُّ و المددُ يا باذلَ الخير توليه و تغدقه وواهبَ الحبَّ و الغفرانَ من حقدوا وراحلاً فُجعت من هول رحلته بيضُ المروآت فيها النورُ و الرأدُ ما كان ثكلك ثكل الفرد يندبه أهلٌ وثاكلة تبكيه أو ولدُ لكنَّ فقدَك جدبُ الارض قد حُرمت من هاطل يغدق البشرى و ماتعدُ ياراحلين و قد أوفوا بما وعدوا في ذمة الله ما أوفوا و ما وعدوا ثكلُ العظيمِ سهامٌ في جوانحنا لا الدرعُ يصرفُ مرماها و لا الزردُ * مفكر وشاعر سعودي.