يا شاديَ الحيِّ تُشجيه وتُفرحُه وتستحثُّ الخطى حيناً وتتئدُ تشدو وحولك أفياءٌ وغافيةٌ من الحمائم لا همٌّ ولا سهدُ أقصِرْ فلا الظلُّ ممدوداً ولا شجرٌ ترفُّ أغصانه الخضرا ولا رأدُ أقصِرْ زرعت أمانينا ورؤيتنا بالحاصد المُر يطوينا ويزدرد فلا النديُّ ندياً في بشاشته لا الوافدون أناروه ولا وفدوا طوى الردى من سماءِ المجدِ رايته فأصبح المجدُ لا زندٌ ولا سندُ أحبة القلب فلَّ الموتُ شملَهُمُ قد أصحروا في الغياب المر واتسدوا تدفّق القلبُ نزفاً في مصارعهم يحنو على قبرهم حيناً ويبترد تخفُّ روحي لحاقاً في ركابهم ويحكم القدرُ القاضي فتتئدُ تُقطّعُ القلبَ ذكراهم وتخنقه حزناً، ولي مهجةٌ حرّى ولي كبدُ سلني عن الحزن عندي من لواعجه كنزٌ وفي القلب من ينبوعه مددُ يُسامرُ الحزنُ جفني عند هجعته فلا يطيبُ له نومٌ وقد رقدوا يمدُّ حزني رواقاً تستظل به أحزان من صارعوا الجلّى ومن فقدوا *** يا ظاعناً لم يغب في القلب منزله وراحلاً حاضراً من بين من فقدوا وأقرب الناس للذكرى وأبعدهم عن المثيل بما أبلَوْا وما مَجَدوا ويا مفارقَ قومٍ بات قلبُهم لا الماء يطفي تلظّيه ولا البرَدُ ورحلة قوّضت للمجدِ خيمتَه فلست تبصرُ في الساحاتِ من يفدُ إني أناجي ربيعاً من شمائلكم فيذبل الروضُ في كفي ويُفتَقدُ وأنشُقُ الضوعَ من أخلاقكم عبقاً وأستردُّ بقاياه فلا أجدُ غفوتمو وتركتم في جوانحِنا لواعجاً توقظ الجُلى وتتّقدُ يا للقبورِ وقد ضمت غطارفةً تندى المروءاتُ ما مرّوا وما نَهَدوا يا للقبورِ أناجيها وأسألها فلا تجيبُ سؤالاتي ولا تعدُ *** سلطانُ أدعو ولبّت كلّ وارفةٍ من المروءات ما طافت بها بُردُ سلطانُ أدعو وحنَّت كل باذخةٍ من المكارم تُستدعى وتُرتفدُ أين البشاشة توليها وتغدقها على الوفود وقد حلّوا وقد وفدوا بشاشةٌ فيك ما أخفى وسامتَها مرُّ السنين ولا الأحداثُ والكمدُ من لليتيمِ وما أبقى الزمانُ له من يمسح الدمعة الحرّى إذا تردُ من للأرامل أمسى صُبحهم غسقاً يُحيلُ ليلَهم صبحاً وقد جهدوا من للمريض وقد أضنته علّتُه يرجو العلاجَ الذي عوّدتَ من سهدوا ومن لذي الكربِ ما ذاق الكرى أبداً تمدّه منك بالنعمى يدٌ ويدُ وباسقاتٍ من الأمجاد سامقةٍ لم يخلُ منها مكانٌ أو خلت بلدُ لم تبق من جنبات الأرضِ زاوية لم يسقها من نداك الريُّ والمددُ *** يا باذلَ الخير تُوليه وتُغدقه وواهبَ الحبّ والغفران مَن حقدوا وراحلاً فُجعت من هول رحلته بيضُ المروءات فيها النورُ والرأدُ ما كان ثكلك ثكل الفرد يندبه أهلٌ وثاكلة تبكيه أو ولدُ لكنَّ فقدَك جدبُ الأرض قد حُرمت من هاطل يغدق البشرى وما تعدُ يا راحلين وقد أوفوا بما وعدوا في ذمة الله ما أوفوا وما وعدوا ثكلُ العظيمِ سهامٌ في جوانحنا لا الدرعُ يصرفُ مرماها ولا الزردُ