رحبت الحكومة اليمنية بقرار مجلس الأمن الذي دعا الرئيس علي عبدالله صالح إلى توقيع المبادرة الخليجية من أجل انتقال سلمي للسلطة، وأعلنت استعدادها للتعامل معه ب «إيجابية». وعلى رغم هذا الترحيب اندلعت اشتباكات عنيفة في صنعاء بين أنصار صالح ومناوئيه، خصوصاً اتباع الزعيم القبلي صادق الأحمر، فضلاً عن القصف المتبادل بين القوات الموالية للرئيس والمنشقة عنه، وتحدثت مصادر المعارضة عن سقوط 21 قتيلاً. وأوضح مصدر رسمي في بيان أن الحكومة مستعدة للتعامل ب «إيجابية مع قرار مجلس الأمن رقم 2014 لأنه يتماشى مع جهودها لإنهاء الأزمة السياسية على أساس مبادرة مجلس التعاون الخليجي، مؤكداً التزام الحكومة مواثيق حقوق الإنسان كافة». ودعا المصدر الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن ومجلس التعاون والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إلى «المشاركة الفاعلة في التوفيق بين الأطراف لاستكمال الحوار ووضع آلية لتنفيذ المبادرة الخليجية وضمان التزام الأطراف تنفيذها»، مؤكداً استعداد الحزب الحاكم وحلفائه لاستئناف الحوار فوراً مع أحزاب المعارضة بما يحفظ لليمن وحدته وأمنه واستقراره ويحقق انتقالاً دستورياً وديموقراطياً وسلمياً للسلطة». وجاء ترحيب الحكومة اليمنية بقرار مجلس الأمن الدولي الذي دعا الأطراف إلى وقف العنف، فيما تواصلت الاشتباكات لليوم الثالث على التوالي في حي الحصبة والأحياء المحيطة به، وفي شارع عمران، ومدينة صوفان شمال صنعاء، بين القوات الحكومية ومسلحي شيخ مشايخ حاشد صادق الأحمر المدعومين من قوات الفرقة الأولى المنشقة عن الجيش بقيادة اللواء علي محسن الأحمر. وفي حين دوت انفجارات قوية في شارع الزبيري وجولة كنتاكي وسط العاصمة، أسفرت المعارك في الحصبة ومحيطها، حيث يستخدم الطرفان كل أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين. تبادل الطرفان الاتهامات بتدمير الأحياء على رؤس ساكنيها وقتل الأبرياء. وأعلنت وزارة الداخلية أن مليشيات أحزاب «اللقاء المشترك»، و»في مقدمهم التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون) وحلفاؤهم أطلقوا قذائف الهاون والمدفعية وقذائف ال «ار بي جي « على مبنى الوزارة ومعسكر النجدة والأحياء السكنية المجاورة الآهلة بالسكان في الحصبة، ما أدى إلى حدوث أضرار جسيمة في مباني ومنازل المواطنين وإصابة عدد من الأطفال والنساء». واعتبر مصدر أمني هذا التصعيد «خطيراً يضطلع به مرتزقة أولاد الأحمر والمنشقين، ويدل على التخبط والإحباط الذي وصلت إليه تلك المليشيات الضالة والخارجة على النظام والقانون». إلى ذلك، جاء في بيان أصدره أمس الجيش المؤيد للثورة أن «21 قتيلاً و54 جريحاً سقطوا، بينهم مدنيون، بقصف قوات صالح على منطقة الحصبة وحي صوفان ومواقع الفرقة الأولى». وأضاف البيان أن «أكثر من 8 شهداء من المواطنين الآمنين سقطوا داخل مساكنهم و30 جريحاً، كما سقط 13 شهيداً من أبناء قوات الأمن والقوات المسلحة وأكثر من 24 جريحاً» وأشار بيان الجيش المنشق إلى أن صالح «أصدر توجيهاته في الساعة الثانية وعشرين دقيقة بعد ظهر الخميس إلى أبنائه وإخوته وأبناء إخوته وحرسه وعصابته للبدء بالقصف الصاروخي والمدفعي المكثف على منطقة الحصبة ومدينة صوفان والمناطق المجاورة وساحة الاعتصام وقيادة ومواقع الفرقة الأولى، حيث انهالت قذائف وصواريخ حرس صالح وأمنه المركزي وقواته الخاصة ونجدته بشكل عشوائي وطاولت مساكن المواطنين والطرقات والساحات العامة». وفيما أكدت قيادة الفرقة المدرعة أنها التقطت مكالمة فجر أمس للرئيس صالح وهو يصدر توجيهاته إلى قواته بقصف الحصبة وحي صوفان، سارع مصدر في رئاسة الجمهورية إلى تكذيب الخبر. وقال لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) « إن هذه الادعاءات السخيفة تثير السخرية والإشفاق على أصحابها لما وصلوا إليه من حالة هيستيرية ونفسية متأزمة جعلتهم في حالة من الهذيان والهلوسة والترويج لمثل تلك الأكاذيب التي لا تنطلي على أحد».