لقي 17 شخصا على الأقل مصرعهم وأصيب العشرات جراء المواجهات الشرسة والانفجارات التي هزت شمال العاصمة صنعاء وساحة التغيير والمناطق المحيطة بها مساء الأحد وفجر أمس الاثنين. وقالت مصادر طبية إن حصيلة ضحايا القصف الذي شنته القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح على ساحة التغيير والأحياء المجاورة لها فجر الاثنين أربعة قتلى و25 جريحاً. كما أعلن مكتب الشيخ صادق الأحمر زعيم قبيلة حاشد عن مقتل 8 وإصابة 20 آخرين من أنصاره في منطقة الحصبة وصوفان. كما قتل أربعة مدنيين وأصيب آخرون جراء تساقط قذائف على منازلهم.و أعلنت وزارة الدفاع مقتل صالح حمود بن عزيز (35 عاما)، وهو شقيق عضو مجلس النواب الشيخ صغير عزيز الذي يعد من ابرز المناصرين القبليين للرئيس علي عبدالله صالح، متهمة «ميليشيات الفرقة وأولاد الأحمر» بقتله عبر قصف منزله في حي صوفان. ولم ترد حتى الآن معلومات عن حصيلة ضحايا الاشتباكات بين جنود الفرقة الأولى مدرع الذين يحمون ساحة التغيير وقوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح.وقال عبد القوي القيسي مدير مكتب الشيخ صادق الأحمر إن مسلحي الأحمر «ملتزمون بالتهدئة ولا يردون على إطلاق النار»، مشيراً إلى أن القصف الذي طال أحياء الحصبة وصوفان بشكل عنيف تسبب في تضرر عشرات المنازل. وتعرضت منطقة الحصبة وصوفان والنهضة وموقع الفرقة الأولى مدرع الموالية للثورة وجامعة الإيمان الى قصف مكيف استمر أكثر من 10 ساعات. وعاش سكان المناطق الثلاث ليلة مرعبة جراء تساقط قذائف الدبابات والصواريخ الكاتيوشا بكثافة. ووصف سكان المناطق القصف ب"الهستيري والجنوني " اذ تساقطت القذائف بشكل عشوائي وأدت الى تدمير عشرات السيارات كما سقطت قذائف عشوائية على بعض المنازل وأدت الى تدمير جزئي وتهشم نوافذ هذه المنازل. وأدت قذيفتين سقطت في شارع الثلاثين بحي النهضة الى تدمير أكثر من ست سيارات كانت واقفة امام عمارتين وسقطت قذيفة أخرى بالقرب من محطة للوقود مما أدت الى حدوث أضرار في المبنى. وعبر بعض سكان المنطقة عن غضبهم الشديد جراء القصف العشوائي فيما نزحت آلاف الأسر من المنطقة أمس الاثنين. وتعرض العديد من مواقع الفرقة الأولى مدرع في شارع الستين، وشارع الرياض، وحي الزراعة وشارع 16 وشارع القاهرة، وشارع تونس في محيط ساحة التغيير للقصف المكثف وسط محاولات شرسة من قوات صالح والمناصرين لها لاقتحام ساحة التغيير ، الأمر الذي تسبب في اندلاع مواجهات عنيفة بين قوات صالح وقوات الفرقة الأولى مدرع من جهة شاعر الزراعة وشارع القاهرة وجولة سبأ . وجاء هذا الهجوم الشامل من قبل قوات صالح، عقب إعلان الفرقة الأولى مدرع عن مقتل 10 من أفرادها، بينهم ضابط برصاص قناصة وقصف الحرس الجمهوري والأمن المركزي يومي الأحد والسبت. . كما اتي التصعيد الميداني بعد ساعات من اجتماع عقده الرئيس صالح بقيادات الجيش والأمن حملهم فيها المسؤولية ومواجهة الموقف وهاجم في الاجتماع المجتمع الدولي واتهمه بالوقوف مع معارضيه الذين شن هجوما لاذعا ضدهم قال إنهم يسعون الى تنفيذ انقلاب عسكري وأكد ان الجيش سوف يواجههم وأنهم بالنهاية سوف يرحلون . هذا واعتبر الجيش المؤيد للثورة في بيان له مساء أمس ما جرى خلال اليومين الماضيين من تصعيد لأعمال العنف والقصف المدفعي والصاروخي مساء الأحد وصباح الاثنين بمثابة اعلان حرب شاملة وتجسد ذلك من خلال حديث الرئيس صالح أمام قيادات الأمن والجيش. وحذر البيان من سعي الرئيس صالح لإقرار خطة حرب في اجتماع مع قيادات حزبه امس " ليضع الخطوط العريضة والخطة البربرية النهائية التي ينوي أن يواجه بها أبناء شعبنا الصابر المناضل وثورته السلمية».وناشد البيان المجتمع الدولي وخاصة مجلس التعاون والجامعة العربية وأمريكا وبريطانيا والصين وروسيا ومنظمات حقوق الإنسان إلى «القيام بدورهم الإنساني في ردع وكبح جماح هذا الغارق في هوس التسلط ونزعة الانتقام وتصرفاته اللامسؤولية التي يبيت من خلالها إشعال حرب أهلية طاحنة في بلادنا وإدخال المنطقة في موجة جديدة من العنف وعدم الاستقرار والأمن التي ستؤثر بدورها على السلام والأمن العالميين." وجدد الجيش المؤيد للثورة تمسكه بسلمية الثورة رغم الاشتباكات والقصف العنيف الذي تعرضت له مواقع الفرقة الاولى مدرع .وقال «إننا في قيادة أنصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية ومعنا جماهير شعبنا الثائر لم ولن نتزحزح عن مبدأ سلمية هذه الثورة وستبقى سلميتها هي الصخرة التي تتحطم عليها أوهام هذه العصابة». ودعا قوات الامن والجيش الموالية للرئيس صالح بعدم الانصياع لأوامر قتل الناس.