- 1 - أقدم لكم نفسي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها القراء الكرام والقارئات بطبيعة الحال. محبكم راوي هذه الحكاية - والحكاية كلمة محايدة تريحني من تقعّرات النقّاد ومن نقد المتقعّرين - أستاذ جامعي متقاعد، بلغ عمره حين بدأ كتابة هذه الأوراق خمساً وستين سنة كاملة محسوبة بالتاريخ الميلادي، وأكثر من ذلك، بطبيعة الحال، بالتاريخ الهجري المجهول في أماكن كثيرة من العالم الإسلامي. اسمي الثلاثي، أي اسمي واسم والدي واسم أسرتي، هو ضاري ضرغام الضبيّع أو ض. ض. ض. كما يسمّيني أصدقائي. وهذا الاسم ضارب في لغة الضاد على نحو يتعذّر معه لفظه على معظم الناطقين بهذه اللغة، فضلاً عن الذين يجهلونها. وأكثر الذين يخطئون في نطق اسمي هم من إخواني السعوديين، الذين يصرّون على تسميتي ضاري ضرغام الضبيّع. أعرف السبب في تسمية العائلة الضبيّع، وسأورده لاحقاً، ولكنني أجهل السبب الذي دفع الوالد، رحمه الله، إلى أن يطلق عليّ اسم ضاري الشرس في حين أنه أطلق على أخويّ، ماجد الذي يصغرني بسنتين، وحامد الذي يصغرني بأربع سنوات، اسميْن رقيقيْن نسبياً، بينما أطلق على أختي التي تصغرني بسبع سنين، اسماً رقيقاً جداً هو سندس. أحسب أن الوالد ازداد رقة بمضي السنين كما يحدث مع أغلب الآباء. تنتمي عائلتي في أصولها إلى نجد، ولكنها نزحت من قرون عدة إلى الإحساء واستقرّت هناك. وُلدت مع مولد الحرب العالمية الثانية في الهفوف، عاصمة الإحساء. نشأت في أحضان أسرة صغيرة تضم، إضافة إلى من سبق ذكرهم، الوالدة حصّة، رحمها اللّه. بجانب الأسرة الصغيرة كانت هناك"الحمولة"التي تضم مئات الأقارب، والتي لا يهمنا أمرها في هذه الحكاية. كانت الأسرة ميسورة، لا هي بالغنية ولا هي بالفقيرة، كان الوالد تاجراً صغيراً،"متسبباً"كما يقول التعبير السعودي الدارج، وكان دخله يكفي لسد متطلباتنا بلا نقصان، وبزيادة بسيطة أحياناً. بدأت تعليمي في الهفوف حيث أكملت الدراسة الابتدائية، ثم انتقلت، مع انتقال العائلة، إلى الخبر حيث أكملت الدراسة الثانوية بتفوق. التحقت بأرامكو، شركة البترول الشهيرة، وبعد دورة تدريبية / تأهيلية حصلت على بعثة من الشركة لدراسة هندسة البترول في الولاياتالمتحدة. استقر بي المقام في لوس أنجلس حيث التحقت بجامعتها الشهيرة"يو سي إل إيه"- وترجمتها بالعربية"جامعة كاليفورنيا، فرع لوس أنجليس". بعد شهور قليلة من الدراسة، قررت أن هندسة البترول تخصّص لا يلائم طبيعتي، وعزمت على أن أتحوّل إلى دراسة الأنثروبولوجي، أو، كما يسمى بالعربية، علم الإنسان. لو كانت الجهة التي ابتعثتني حكومية أو جامعية لكان تغيير التخصص مستحيلاً من المستحيلات الثلاثة أو الأربعة أو الخمسة من يعرف عدد المستحيلات؟ أنا أعتقد أنها لا تحصى!. أمّا والمبتعث شركة أميركية ذكيّة تدرك أن عودتي متخصصاً في الأنثروبولوجي قد تفيدها في تعاملها مع الإنسان السعودي، أكثر مما تفيدها عودة مهندس بترول، عندها المئات من أمثاله، فقد تمت الموافقة على تغيير التخصص بسهولة. مرت سنوات الدراسة بهدوء، أعني بهدوء من الظاهر، أما الداخل فستأتيكم أخباره في الصفحات المقبلة، وحصلت على البكالوريوس فالماجستير فالدكتوراه في التخصص الذي اخترته. عدت إلى الوطن، في الثامنة والعشرين، لأعمل باحثاً في أرامكو. أوكلتْ إليّ الشركة إنشاء إدارة جديدة يخفي اسمها هدفها الحقيقي. كان الاسم"إدارة الدراسات العامة"أما الهدف فكان أكثر تحديداً: دراسة الإنسان السعودي بجانبيه الفردي المايكرو والاجتماعي الماكرو. خلال عملي في هذه الإدارة تمكنت، مع عدد صغير من الزملاء السعوديين والأميركيين، من إعداد دراسات، لعلّها الوحيدة من نوعها، عن الفرد السعودي وعن المجتمع السعودي. كانت معظم هذه الدراسات سرّية لا يطلع عليها سوى بعض المسؤولين القياديين في الشركة، وكان القليل منها يطبع ويوزع على نطاق واسع، ذراً للرماد في العيون. مع انتقال ملكية الشركة إلى الدولة في أواخر السبعينات الميلادية لم تعد للإدارة فائدة. كانت أرامكو الأميركية تعتقد أنها بحاجة إلى كم هائل من المعلومات لتستطيع التعامل مع السعوديين المحليين. عندما أصبحت أرامكو شركة سعودية تتعامل مع مواطنين سعوديين، انتفت الحاجة إلى الدراسات الأنثروبولوجية السرية. انتقلت المكتبة العامرة بالدراسات التي أنفقت في إعدادها أجمل سنوات عمري إلى مكان ما في تكساس ولم يسمع أحد عنها شيئاً بعد ذلك. حقيقة الأمر أن كثيراً من وثائق الشركة اختفت في مكان ما - إلاّ أن تلك حكاية أخرى. من حسن الحظ أنني كنت حريصاً على الاحتفاظ بنسخة شخصية من كل دراسة شاركت فيها، وأصبحت هذه النسخ في ما بعد مصدراً رئيساً من مصادر الكتب التي نشرتها عن الفرد السعودي وعن المجتمع السعودي. وجدت نفسي على مشارف الأربعين أبحث عن عمل جديد. لم يطل البحث وانضممت إلى هيئة التدريس في جامعة أهلية في الخبر سمّاها مالكوها من رجال القطاع الخاص"جامعة النجاح"تفاؤلاً بالربح. عُيّنت أستاذاً مشاركاً، وبعد أربع سنوات رقيت إلى درجة أستاذ. يبدو أن غزارة إنتاجي إضافة إلى علاقتي الممتازة بالطلبة، هي التي دفعت الجامعة إلى إبقائي حتى سن الخامسة والستين، التي لا يجوز التمديد للأستاذ الجامعي بعدها. كان التقاعد هو الفرصة التي انتظرتها طويلاً لكتابة هذا الكتاب. أنتقل بكم، الآن، إلى نبذة موجزة عن حياتي العائلية. تزوجت أربع مرات، بالتقسيط لا دفعة واحدة. كانت زوجتي الثانية زميلة أميركية من زميلات الدراسة، وانتهى الزواج بعد فترة قصيرة من دون أولاد. وكانت زوجتي الثالثة صناعة محلية، أي سعودية، وكان هذا الزواج، بدوره، قصير العمر ولم نرزق فيه بأولاد. تزوجت زوجتي الرابعة، زوجتي الحالية، وهي مواطنة عربية، قبل قرابة عشرين سنة وكان الزواج سعيداً، ورزقنا اللّه ولداً، مشعل، هو الآن في السابعة عشرة، وابنة، مشاعل، هي الآن في الخامسة عشرة. لعلكم تتساءلون عن الزوجة الأولى وهنا أطلب منكم أن تتحلّوا بشيء من الصبر، فستعرفون في الصفحات المقبلة حكايتها كاملة. أعتقد، أيها القرّاء الكرام، أني أعطيتكم صورة وافية عن شخصي يمكن استكمالها بإضافة بعض التفاصيل. بُنيتي، بحمد اللّه، قويّة، ومظهري لا يشي بعمري، وطولي يقارب ستة أقدام، ووزني يتراوح من تسعين إلى مئة كيلوغراماً. أحب قراءة الكتب، بأنواعها، وبخاصة الروايات والقصص، وتستهويني أفلام الخيال العلمي والرعب. أمارس الرياضة، بانتظام، وأحرص على تخصيص ساعتين كل يوم للسباحة والمشي. يبلغ عدد كتبي المنشورة ثلاثين كتاباً، معظمها في الأنثروبولوجي، أما الجزء الباقي فيشمل أدب الرحلات والقصص القصيرة والخواطر النقدية. تقتضي الأمانة أن أقول إن سمعتي مبنية على الكتب الأكاديمية، أما بقية الكتب فلم تحظ برواج يذكر بين القراء ولا باهتمام يذكر من النقادّ. حسناً! هذا هو أنا، ض. ض. ض، بطل الحكاية التي ستأتيكم عن قريب، الحكاية التي لم أجد في بدايتها أي شيء غريب. ثم تبين في ما بعد... ماذا تبيّن في ما بعد؟! لمَ العجلة؟ من الأفضل أن نبدأ الحكاية من البداية. /2/ أنا رائد الحب المشرقي / المغربي! مع قدوم السبعينات الميلادية من القرن المنصرم الفارط بالمغاربية! بدأ إخواني السعوديون، وتبعهم بقيّة أبناء الخليج، التعرفّ على المغرب. منذ ذلك التاريخ نشأت قصص حب مشرقية / مغربية، تُعدّ بالآلاف، وربما عشرات الآلاف. من هذه القصص ما انتهى نهاية سعيدة، ومنها ما انتهى نهاية مأسوية، أما الغالبية العظمى منها فلم تخرج عن النمط المألوف في قصص الحب في كل زمان ومكان: لقاء فرغبة فعشق فملل ففراق. بكل فخر واعتزاز، أقول إنني كنت أول من فتح هذه الصفحة المشرقة من صفحات التعاون العربي البنّاء. لا بدّ من أن أضيف، مراعاة للدقة العلمية، أنه قد يكون هناك روّاد قبلي إلا أنني لم أسمع عنهم شيئاً. ريادتي يمكن تلخيصها في جملة واحدة: كنت أول شاب سعودي يحبّ فتاة مغربية. كان ذلك في الماضي البعيد، صيف سنة 1961، وكنت في الحادية والعشرين. كنت متجهاً في إجازة دراسية من لوس أنجليس إلى الخبر. كان خط الطيران معقداً بعض الشيء، يمر بمدن عدة، بعضها من اختياري وبعضها من اختيار شركة الطيران،"الإيرفرانس"في هذه الحال. لا أذكر، الآن، هل اخترت البقاء أربعة أيام في الدار البيضاء أم أن جداول الشركة كانت المسؤولة. أيّاً كان الأمر، وجدت نفسي متجهاً من باريس إلى الدار البيضاء، وفي مطار المدينة الأخيرة بدأت قصة الحّب. كانت هناك فتاة مغربية، في سني أو أصغر قليلاً، تعمل مضيفة أرضية في شركة الطيران. كانت هناك النظرة الأولى المشهورة، فالابتسامة المعروفة التي تليها، فالسلام فالكلام. في كل حب شيء من الشفقة، في تصوري على أية حال، ولعل الشفقه على غريب مذهول ضائع في المطار هي التي قادت فاطمة الزهراء شافعي إلى أن"تتبنى"الفتى السعودي المرتبك. أنهت إجراءات المطار، وكان شأنها شأن الإجراءات في المطارات العربية كلها، طويلة بلا مبرّر ومعقّدة بلا سبب. أخذتني إلى فندق متواضع اسمه"مولاي إدريس"يقع في شارع جانبي من شوارع الدار البيضاء اسمه"زنقة الريف". قضت معي معظم الوقت الذي أمضيته في هذه المدينة، وودعتني عند سلم الطائرة. خلال الأيام الأربعة نما الحب وأورق وأزهر. اتفق الحبيبان، في اليوم الذي تلا اللقاء!، على الزواج، وتعاهدا على الولاء والوفاء بقية العمر. اتفقا على أن يعود هو إلى الدار البيضاء في طريق الرجوع. اتفقا على أن يفاتح هو عائلته في أمر الزواج بمجرد وصوله إلى الوطن، وأن تفاتح هي عائلتها بمجرد سفره. لم يكن لديه أدنى شك في أن اللقاء المقبل سينتهي بالزواج، أو الخطبة على أقل تقدير. من دون دخول في التفاصيل المرهقة التي يستطيع القراء الكرام تصوّرها بلا صعوبة، لأن القصة ما زالت تتكرر يومياً في عالمنا العربي السعيد، أقول إن الوالد، رحمه اللّه، رفض المشروع المشرقي/ المغربي رفضاً قاطعاً نهائياً لا رجعة فيه، وأيّدته الوالدة، رحمها اللّه، بحماسة بالغة، وانضمّ إلى جبهة الرفض والتصدّي عدد كبير من الفضوليين من أفراد"الحمولة". كانت إقامتي في الخبر، بعد أن وئدت فكرة الزواج في مهدها، مملوءة بالكآبة العنيفة، المرة الأولى وليست الأخيرة التي أمرّ فيها بتجربة تحمل هذا الألم كلّه. لم تكن وسائل الاتصال المعروفة اليوم متيسّرة وقتها في منطقتنا، وكانت المكالمة الدولية تتطلب إجراءات معقدة عبر أيام عدّة. اكتفيت بالتفكير في الحبيبة، وعندما قرب ميعاد السفر، أرسلت إليها برقية تتضمن تفاصيل القدوم. لعلّ الكآبة الحادة الممزوجة بصورة الحبيبة كانت المسؤولة عن الحلم/ الكابوس المريع الذي رأيت فيه فاطمة الزهراء تدفن في قبر. كان الحلم واضحاً وضوح الحقيقة، وكانت التفاصيل مذهلة في دقتها: جدار المقبرة، وبابها، والقبر المفتوح، والجسد الذي يُدسّ في التراب، وأهل الحبيبة يتلقوّن العزاء. عندما حطت الطائرة في مطار الدار البيضاء كنت واثقاً أن حبيبتي ستخلف الموعد الذي اتفقنا عليه. كنت واثقاً أنها نزيلة المقبرة التي نقلها الكابوس من الدار البيضاء إلى فراشي في الخبر. لكم، أيها القراء الكرام، أن تتصوروا مدى دهشتي - وفرحتي! - وأنا أجد فاطمة الزهراء في انتظاري عند سلّم الطائرة. كنت في حالة ذهول، أسألها، المرة تلو المرة:"هل أنت بخير؟"، وكانت تكتفي بالابتسام. بدأت الأمور تأخذ مجرى غريباً بمجرد خروجنا من المطار. بدلاً من أن يتجه التاكسي - أو"الطاكسي"كما يقول الاخوة المغاربة - إلى وسط المدينة، حيث يقع الفندق المتواضع، اتجه، مباشرة، إلى ضاحية من ضواحيها. وقفنا عند بيت قديم في وسط بستان مهجور. قالت فاطمة الزهراء إن البيت ملك خالها، وإنها استعارته لإقامتنا. كان ذهني يئز بالأسئلة ولكن لم أقل شيئاً. عندما دخلنا المنزل أخبرتني أن والدها رفض فكرة الزواج، وأنها قررت ألاّ تنصاع لإرادته، وأن تتزوجني. وأضافت أن خالها بارك الزواج، وأن رأي خالها، الذي يحبها وتحبه كثيراً، يهمها أكثر من رأي أبيها. سألتني إذا كنت مستعداً لاتخاذ قرار كالذي اتخذته هي. قلت، في فورة الصبا والعشق والدهشة، إننيّ مستعد لزواجها ولو أدّى القرار إلى موتي. يا لاندفاع الصِبا! تركتني فاطمة الزهراء في الطابق الأرضي، وذهبت إلى الطابق العلوي، وعادت بعد ساعة، انقضت كنهار كامل. نزلت ترتدي ثوب الزفاف الأبيض، متألقة كالقمر، وخلفها أربعة رجال. سلّم علي أولهم، وقال إنه خال"البنت"ووليّها، وإنه يوافق على زواجي منها على سنة اللّه ورسوله. بعده سلّم علي رجل ملتح وقور تبيّن أنه الشيخ الذي سيقوم بعقد القران. بعده، جاء دور الرجلين اللذين اتضح أنهما سيكونان شاهدي الزواج. سأل الشيخ عن المهر. بعد تفكير قصير كتبت شيكاً سياحياً بعشرة دولارات أعطيته لفاطمة الزهراء. هل يوجد في قصص الحب، عبر التاريخ كله، مهر دفع بشيك سياحي؟! حسناً! مر أسبوع كما تمر الأحلام أو أسرع، ولي إلى هذا الأسبوع الذهبي عودة بعد عودة. في آخر يوم بدأت الأمور تتّجه اتجاهاً شديد الغرابة. في التاكسي، في الطريق إلى المطار، لفت انتباهي الحائط الضخم الممتدّ إلى ما لا نهاية، الحائط الذي رأيته في الحلم / الكابوس. قلت من دون تفكير:"هذه هي المقبرة!". ابتسمت فاطمة الزهراء، وقالت:"نعم. هذه مقبرة الشهداء". كنت على وشك أن أقصّ عليها ما رأيته في المنام ولكنها، ببراعة متناهية، غيرّت مجرى الحديث. قبل أن تقلع الطائرة بدقائق، بدقائق معدودة، انتهى عالم الواقع وبدأ العالم السريالي. همست فاطمة الزهراء في أذني أنها تعتذر لأنها اضطرت إلى"تقمصّ شخصية غير شخصيتها". وأضافت أن فاطمة الزهراء ماتت، بالفعل، على اثر التهاب حاد في الزائدة الدودية، ودفنت، بالفعل، في مقبرة الشهداء. لا أظنني بحاجة إلى أن أقول للقراء الكرام إن المفاجأة عقدت لساني، عقدته حقيقةً لا مجازاً، وأحسبها صبغت وجهي باللون الأصفر. كنت أدرك، في شكل غريزي وبما يشبه اليقين، أنها كانت تقول الحقيقة. عند سلّم الطائرة أعطتني ورقة وهمست:"إذا أردت رؤيتي فما عليك إلاّ أن تحرق الورقة". جلست على مقعدي في الطائرة، وفكرة واحدة، فكرة بحجم الطائرة أو أكبر، تملأ ذهني. هل كنت أتعامل مع جنّية؟ جنّية؟! لم أجرؤ على إخراج الورقة من جيبي وقراءتها إلاّ بعد يوم وليلة من مغادرة الدار البيضاء، بعد أن حطت الطائرة في مطار لوس أنجليس. أخرجت الورقة، ولم يكن فيها سوى كلمة واحدة كتبت بقلم الرصاص وبخط نسخ جميل: عائشة. عائشة؟ عائشة؟! هل هذا اسم الجنّية؟! * فصلان من رواية"الجنية"التي تصدر قريباً للكاتب السعودي غازي القصيبي عن"المؤسسة العربية للدراسات والنشر"