لا داعي لذكر مقدار الجبن الذي أتحلى به لأنه سيتضح جليا من خلال كلامي هنا عن جنية غازي القصيبي!. الجنية كفيلة بجعل كائنة مثلي تمتنع امتناعا تاما عن الاختلاء بنفسها في أي مكان كان وعن إطفاء أنوار غرفتها والرواق الخاص بها حتى في النهار. رواية الجنية أعادت ثقتي بغازي القصيبي ككاتب روائي بعد النتائج السلبية التي أحدثتها روايتاه «حكاية حب» و«سلمى»، أما حكاية الجنية فكانت جدا ربما لأن الأسلوب المنتهج بها جديد، إضافة إلى أنها نالت من مؤلفها الكثير من الاهتمام، وما المراجع التي صلبت آخر الكتاب إلا خير دليل على أنه مؤلفه المدلل. كتب لنا عن تلك الجنية التي حولت حياة ضاري إلى بلاد العجائب، هذا الضاري الذي كان في طريقه إلى أرض الوطن قادما من لوس أنجليس ليقضي إجازته الدراسية بين أهله حطت طائرته في المغرب لأسباب خاصة بشركة الطيران ويصادف فتاة بظروف معينة يحبها ويتفق معها على الزواج في طريق عودته. وكعادة الزواجات الخارجية تقابل بموجة رفض من أهله ويعود ليتزوجها بقرار لحظي ويكتشف بعدها بأن من اقترن بها ما هي إلا جنية هامت به حبا لأسباب مجهولة. ومن هنا تبدأ الأحداث بالإثارة خصوصا أن القصيبي كتب محذرا القراء: «لعله من المناسب هنا أن أقول للقراء الكرام الذين ينوون متابعة القراءة إنهم يفعلون ذلك على مسؤوليتهم الشخصية». هي ممتعة جدا خصوصا أنها تأخذ منحى آخر غير ما اعتادت عليه الرواية العربية الغارقة في الحزن. Mashael Alamri ربما خطئي أني رفعت سقف توقعاتي بعد ما قرأت عن هذا الكاتب قبل أن أقرأ له، وربما لأن صورة الغلاف غاية في الروعة فأوهمتني أن المحتوى لابد أن يكون على نفس المستوى! لست أدري إن كانت تلك رواية أم قصة أطفال أقحمت عليها بعض الأبحاث فجاءت شيئا غير واضح المعالم إطلاقا. أرى أن الكاتب لم يعالج تلك الظاهرة بل كأنه يؤكد وجود تلك المعتقدات داعيا مجتمعه للإيمان والاعتقاد فيها بشكل أكبر.. وهذا ما أحزنني. Fadwa Fareed محاولة تسليط ضوء ذكية من الدكتور غازي، رحمه الله، على علاقة الإنسان بالجان ومحاولة تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة عن هذا العالم الموازي لعالمنا، وإن كانت تثير تساؤلات أكثر من تلك التي أجابت عليها وغالبا بإجابات غير قطعية. استطاع المؤلف بذكاء أيضا أن يبين طباع البشر وسلوكهم بحيادية عن طريق رأي عالم أنثروبولوجي من الجن، توحي للقارئ بمصداقيتها وصحتها. ربما أفهم من وصف الدكتور غازي لها بالحكاية أنها غير خاضعة لمقاييس الرواية أو القصة وبالتالي يجب ألا تمرر على مشرحة النقد الأدبي.. ولكن مجرد حاجة في نفسه عن الأسطورة والحقيقة والموروث الشعبي فينا يتعلق بالجن. Abdullah لم تكن القصة عميقة كما تخيلت لكنها بشكل مجمل كانت متميزة، فالقصيبي تميز بالأسلوب السلس في كتابة الرواية، وما إن تنهي فصلا حتى يشدك الفصل الذي يليه. الرواية أقرب إلى روايات الخيال العلمي منها إلى الرومانسية.. أعتقد أنها كانت بحاجة إلى المزيد من التصوير كما كنا نحتاج إلى سبر أغوار نفس عائشة أكثر. حوارات ضاري مع قنديش كانت ممتعة وثرية بالمعلومات والآراء الفلسفية البسيطة. أعجبني نضوج الشخصية مع تقدم الرواية وتقدم الشخصية في العمر. Adonis Shaath