أدى اختراع أحد الباحثين في اليابان لصمام ثنائي يعمل بالليزر إلى ثورة في عالم الفيديو والتلفزة ذات الدرجة العالية في وضوح الصورة. ومع هذه الثورة اندلعت حرب معايير الأقراص المدمجة، حيث يرى الجميع في القرص الجديد "دي في دي" الخليفة بلا منازع لما هو متداول حالياً، نظراً إلى قدرته العالية على التخزين مما يجعل منه أفضل وسيلة لتسجيل البرامج المتلفزة التي طال انتظار المهتمين بترويج قنوات التلفزة ذات الوضوح العالي في الصورة لها. وفي الواقع، فإن القرص الجديد المسمى Blu Ray Disc مشابه في الحجم ل"دي في دي" لكن مستخدمه يستطيع إعادة التسجيل عليه ألف مرة وتخزين أكثر من 30 جيغا أوكتيس، أي ما يعادل ثماني ساعات فيديو وحوالى ثلاث ساعات برامج تلفزيونية. وأثار هذا القرص فور خروج النموذج الأول منه من مختبرات "توشيبا" في اليابان حماس المختصين نظراً إلى المستقبل الواعد الذي ينتظر التلفزة البانورامية، أي ذات الدرجة العالية في الوضوح، اذ يوجد في اليابان أكثر من مليون ونصف مليون منزل مزود بهذه التقنية التي باتت تنتشر بخطى متسارعة جداً في الولاياتالمتحدة. وإذا كانت التلفزة الرقمية لا تزال متعثرة في القارة العجوز، فإن هذا القرص الجديد سيشكل فيها وسيلة لتسجيل الفيديو جديرة بالاهتمام. لأنه سيحل مشكلة نسخ اسطوانة على اسطوانة والتنقل بين شريط الفيديو والقرص المدمج. ولكن Blu Ray Disc الذي لن يبدأ تسويقه قبل العام 2005 بدأ يثير منافسة كبيرة بين مصنعي أجهزة الموسيقى الالكترونية. وبدأت شركة "توشيبا" بالعمل على تطوير أجهزة فيديو وموسيقى تعمل بأقراص متعددة المعايير لتنقل المستهلكين بهدوء من أقراص "دي في دي" التقليدية إلى Blu Ray Disc، في حين عمد منافسوها إلى تأسيس مجمع لتطوير معيار خاص لا يتلاءم والنظام الذي ستعتمده الشركة اليابانية "توشيبا". تعود فكرة ابتكار هذا القرص إلى العام 1989 عندما عرض الفيزيائي الياباني ناكامورا على صاحب شركة "نيشيا" المختصة في الصناعات الكيماوية السماح له بمحاولة تطوير صمام ثنائي يبث الأشعة الزرقاء وهو ما لم يتوصل إليه أحد من قبل، لا على صعيد النور العادي أو أشعة الليزر. وتكمن أهمية الصمامات الثنائية الزرقاء إلى جانب وضوح الصورة في قدرتها على تخزين المعلومات على قرص ليزر، إذا علمنا أن قصر موجات الليزر الأزرق تسمح بنسخ الأقراص بسماكة تقل أربع مرات مقارنة بالليزر الأحمر، ما يجعل من قيمة السوق المستقبلية للصمامات الثنائية الزرقاء تفوق ال200 مليون دولار سنوياً. ولكن شركة "نيشيا" التي كانت وراء هذا الاختراع واستثمرت 3 ملايين دولار لتطويره، لا تتمتع اليوم بموقع الاحتكار نظراً لأن الحصول على الأشعة الزرقاء يتطلب شبه موصلات كريستالية نقية جداً شرعت معظم الشركات بتطوير تقنيات الحصول عليها بطرق مختلفة. لأن الصمام الثنائي يبقى مجرد وسيلة لبث النور العادي ما لم يقترن بهذا النوع من أشباه الموصلات، لكن صمام الليزر الأزرق الذي اخترعه الياباني ناكامورا فتح الباب واسعاً أمام مصنعي اسطوانات الفيديو المدمجة للتوصل إلى مضاعفة قدرة الأقراص على التخزين بما لا يقل عن عشر مرات، كما أعطى شارة الانطلاق لتطوير جيل جديد من أجهزة قراءة وتسجيل الفيديو. ومن المتوقع أن ينتهي الباحثون في مختبرات كبرى شركات التصنيع الالكترونية السمعية والبصرية من وضع اللمسات الأخيرة على هذا القرص الأزرق خلال عام. أما أبو هذا الاختراع الباحث الياباني ناكامورا فقد انتقل للعمل في جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا وبدأ يحلم بتطوير صمام ثنائي أبيض لاستخدامه في عملية الانارة