أسدل الستار على الدورة الثالثة والثلاثين ل"معرض القاهرة الدولي للكتاب"، من دون تغيير يذكر، سواء من جانب منتقدي هذه التظاهرة ومقاطعيها، أو من جانب "الهيئة المصريّة العامة للكتاب" التي بدت عليها علامات الرضى الذاتي، إذ اكتفت بترداد الأفكار نفسها، ومنها أن المعرض الذي تنظّمه هو الأهم والأكبر دولياً بعد فرانكفورت. لكن خلف هذه الواجهة المزدهرة المطمئنّة، عصفت كالعادة أزمات عدة وافتقرت نشاطات معينة الى الصدقية فلم تنجح في التعبير عن حاجات حيويّة لدى الرأي العام، ما يفسّر ربّما انفضاض جزء من الجمهور، بمختلف شرائحه، عن الندوات والمحاضرات. والمعرض الذي جعل كلمة "التحديث" محوراً رئيسياً لأنشطة هذا العام، مطالب أكثر من أي وقت مضى بالانكباب على طابعه التقليدي، والقيام باعادة نظر شاملة هي الطريق الوحيد إلى التجديد والتحديث. وقبل افتتاح المعرض بأيّام قليلة، أعلنت قائمة الكتب والمؤلفات التي تمّ اختيارها كأحسن الأعمال المنتجة خلال العام 2000، من قبل "اللجنة العليا المنظمة للمعرض" التي تراعي في اختياراتها التوازن الدقيق في عملية التوزيع بالشكل الذي لا يخل بنصيب أي من المؤسسات العاملة في مجال الانتاج الثقافي في الجوائز : بدءاً بمؤسسات وزارة الثقافة ووصولاً إلى المؤسسات الصحافية الكبرى. ولا مانع - كي يكتمل المشهد - من اختيار أحد كبار صحافيي المعارضة إلى جانب اسماء لها حضورها الثقافي البارز. واللافت في جوائز هذا العام كونها غيبت اختيار جائزة أفضل رواية مصرية بعد اعتذار الكاتب بهاء طاهر عن عدم قبول ترشيح روايته الجديدة "نقطة النور" للجائزة لأن روايته، حتى وقت إعلان الجوائز، لم يكن قد مر على صدورها أكثر من اسبوع، وهي بالتالي لم تأخذ حظها من القراءة النقدية أو الانتشار، لدرجة تؤهلها للجائزة التي أراد المعتذر الحفاظ على ما تبقى لها من صدقيّة. وتردد أن اللجنة العليا المنظمة للمعرض ترددت في اختيار روايات أخرى خوفاً من اعتذار الكاتب عن عدم قبولها، وكانت الروايات الأقرب للفوز هي "وردة" لصنع الله ابراهيم و"صالح هيصة" لخيري شلبي. وطرح فوز مجلات "إبداع" و"أدب ونقد" و"سطور" و"وجهات نظر" بجوائز أفضل المجلات الثقافية سؤالاً كبيراً، خصوصاً أن بعضها معروف بمحدودية انتشاره، فيما فاز بعضها الآخر بالجوائز نفسها العام الماضي، وهي مجلات ذات طابع نخبوي. وربما تكون الظاهرة الأبرز في هذه الدورة من "معرض القاهرة الدولي للكتاب"، مصادرة عدد من الكتب التي درجت العادة على التسامح بعرضها وتوزيعها خلال السنوات الأخيرة. وقد ردّ المراقبون هذه الظاهرة إلى أزمة الروايات الثلاث التي أرخت بظلالها على الساحة الثقافيّة المصريّة خلال الأسابيع الأخيرة. ولعلّ الرقابة عادت هذا العام إلى الاعلان عن نفسها مطمئنة بعد أن وجدت في الأجواء العامة ما يعطيها زخماً جديداً، بعد تصريحات المسؤولين عن "ضرورة حماية المجتمع"! وبدا واضحاً أن هذه الرقابة لم تطور آلياتها، إذ تكشف قائمة الكتب التي صودرت من الموانئ والمطارات، أن الرقيب اعتمد في خطّة عمله على الشك في اسماء بعينها لمؤلفين وكتاب معيّنين بحكم تاريخهم أو صيتهم، أو انطلاقاً من أحكام مسبقة. فجرى منع عدد من الكتب التي سبق توزيعها في مصر، ويعود تاريخ صدور معظمها إلى السنوات الماضية، ومنها أربعة كتب من أعمال الكاتب المغربي محمد شكري. مفارقات رقابية بخلاف أعمال شكري تمت مصادرة ديوان "السيدة البيضاء في شهوتها الكحلية" دار الريّس، بيروت للشاعر اللبناني جوزيف حرب الذي شارك على رغم ذلك في إحياء إحدى الأمسيات الشعرية، ورفض الربط بين قرار مشاركته في الانشطة والاحتجاج على قرار مصادرة ديوانه. كما تم منع كتاب "الثنوية الكونية ولاهوت التاريخ" للباحث السوري المعروف فراس السواح راجع العدد السابق من "الوسط"، إضافة الى مصادرة رواية "حكايات مجنون" للكاتب المصري يحيى ابراهيم عن منشورات "دار الجمل" ايضاً، وكانت صدرت في طبعة مصرية قبل سنوات عدة جرى تداولها بشكل محدود كونها طبعت على نفقة المؤلف. من ناحية أخرى ذكر مسؤول البيع في جناح "المركز الثقافي العربي" هيثم فاضل انه تمت مصادرة كتابين للباحثة المغربية فاطمة المرنيسي هما "الخوف من الحداثة" و"هل أنتم محصنون ضد الحريم؟". لكن الأخير تم السماح بتداوله مجدداً قبل يومين من انتهاء المعرض. كما أكد نبيل مروة مدير "دار الانتشار العربي" ل "الوسط" انه فوجئ بغياب كتاب "النص والرصاص" للباحث المصري نبيل عبدالفتاح من قوائم الكتب التي تم شحنها من بيروت للمشاركة في المعرض، ورجح ان تكون الرقابة على المطبوعات قد صادرت الكتاب في ميناء الشحن على رغم أن الكتاب نفسه كان أحد الكتب التي فازت بجائزة أفضل كتاب في الدورة قبل الماضية للمعرض، ما يضيف تناقضاً جديداً الى المشهد! حالة السعداوي ولعلّ ما حدث للكاتبة المصرية نوال السعداوي، يختصر الحالة العبثيّة التي طغت على معرض الكتاب القاهري هذا العام. فقد منعت الرقابة دخول الطبعات البيروتية لثلاثة كتب من مؤلفات السعداوي: "سقوط الإمام" "الحب في زمن القحط" و"أوراق حياتي"، وفي الوقت نفسه لم تلاحظ الرقابة أن الطبعات القاهريّة من الكتب نفسها متداولة في المعرض، أم لعلّها لاحظت ولم تشأ منعها! ولم يمنع ذلك الوضع الشائك القيّمين على المعرض من الاحتفاء بالكاتبة والطبيبة والمناضلة النسويّة المعروفة. فقد عقدت ندوة حول تجربتها في "المقهى الثقافي" أدارتها الكاتبة سلوى بكر. ولم تنفكّ السعداوي خلال الندوة، عن توجيه النقد ل "العقل الذكوري الذي يعمل على تهميش إبداعات المرأة العربية". وضربت السعداوي مثلاً برواية "وليمة لأعشاب البحر" للكاتب السوري حيدر حيدر التي اثيرت حولها ضجة كبيرة العام الماضي، لكن السعداوي فاجأت الحضور بالهجوم على الرواية كونها رواية ضد "كرامة المرأة". غير أن أبرز ما قامت به السعداوي كان خارج القاعة لا داخلها، إذ أوقفت الدكتور سمير سرحان أثناء إحدى جولاته التفقدية في المعرض، وطالبته بتقديم تفسير واحد لقرار مصادرة أعمالها. لكن رئيس "الهيئة المصريّة العامة للكتاب" أنكر معرفته بالوقائع التي نشرتها الصحف، فما كان من صاحبة "إمرأة عند نقطة الصفر" سوى أن واجهته مجدداً باستدعاء ناشري أعمالها من داري "الساقي" و"الآداب" البيروتيتين، فأكّد الاثنان واقعة المصادرة ما دفع سرحان إلى اتخاذ قرار شفوي بالتحقيق في الواقعة. وباستثناء موقف صاحبة "مذكرات في سجن النساء"، لم يبدِ أي مثقف مصري، أو أية جهة معنيّة بالشأن الثقافي وبحقوق الإنسان، أدنى معالم الانزعاج والاحتجاج على قرارات المصادرة. ولم تصدر أية بيانات كما درجت العادة، ما يعكس حالة الإحباط التي يعيشها المثقفون، بعد أزمتهم الأخيرة مع وزارة الثقافة. وكان الغموض الذي أحاط بمشاركة إيران، محل اهتمام المترددين على المعرض في أيامه الأولى، ثم تأكد غياب إيران عن المشاركة نهائياً، بعد اعلان مصادر إيرانية في القاهرة عن رفض السلطات المصرية منح تأشيرات دخول لحوالي 50 مثقفاً وناشراً إيرانياً، كان من المفترض مشاركتهم في الجناح الإيراني الذي كان تم إعداده بالفعل، وأغلق قبل الافتتاح الرسمي للمعرض بساعات قليلة. وكان المعرض مناسبة كي يلتقي وزير الثقافة المصري فاروق حسني الجمهور والمثقّفين، ساعياً إلى وضع حدّ نهائي للمعركة الدائرة بينه وبين خصومه الجدد من أنصار حرية الرأي والتعبير. فمنذ اليوم الأول للمعرض تلقى الوزير دعماً سياسياً كبيراً لقراراته الأخيرة، تمثل في التصريحات التي اطلقها الرئيس حسني مبارك خلال الافتتاح، وأكد فيها أنه لا تراجع عن حرية الفكر والإبداع وأنه لا مصادرة لأية كتاب من دون أحكام قضائية. لكن الرئيس المصري أكد في الوقت نفسه مسؤولية وزارة الثقافة عن الكتب التي تصدرها أمام الرأي العام ومجلس الشعب، وقال: "أما ما يصدر عن القطاع الخاص فإنه خاضع لرقابة المجتمع وأحكام القضاء". وكان المعرض مساحة اختبار للوزير حسني، جسّ خلالها نبض الجمهور، وفوجئ ربّما بالتأييد الكبير، من قبل أكثريّة محافظة في صفوف الجمهور، لقرار سحب الروايات الثلاث. حدث ذلك مثلاً خلال اللقاء العفوي الذي ضمّه المقهى الثقافي، واحتشد خلاله أدباء الأقاليم بمطالبهم ومواقفهم. ولوحظ أن الوزير حسني تخلص من العبارات الحادة التي ميزت تصريحاته الأولى، إذ أكد أنه ليس من سلطة وزارته مصادرة الكتب، مشيراً إلى أن الأزمة الأخيرة هي نتاج أخطاء إدارية تمت معالجتها إدارياً في حدود سلطاته كوزير "مسؤول عن ثقافة الشعب". وكان لافتاً أن الندوة التي عقدها الوزير في المقهى الثقافي قبل ثلاثة أيام من انتهاء فعاليات المعرض شهدت حشداً لعدد كبير من أدباء الأقاليم المؤيدين لقراراته الأخيرة. ويحسب للوزير أنه نجح خلال الندوة في غلق باب المزايدة على قراراته، مؤكداً أنه ليس وزيراً للروايات الثلاث فقط. وكان الوزير شارك في ندوة أخرى مع الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي وابراهيم المعلم، رئيس "اتحاد الناشرين العرب"، حيث أكد الأول أنه كان يمكن معالجة الأزمة الأخيرة بشيء من الحكمة سواء من جانب المثقفين أو من جانب الوزير خوفاً من الهجمات التي تتعرض لها الثقافة في الآونة الأخيرة. وقد وصلت المواجهة، على حد تعبير حجازي، إلى حدّ تدخل عمال المطابع داخل "هيئة الكتاب" في اختيار ما ينشر وما لا ينشر! غير أن أكثر الأمور إثارة للانتباه خلال تلك الندوة، ما دعا إليه ابراهيم المعلم حين طالب بتخلص وزارة الثقافة المصرية من إرثها الشمولي في احتكار العمل والانتاج الثقافي. وانطوت مداخلته على إشارة واضحة إلى ضرورة تخلي الوزارة عن نشر الأعمال الإبداعية والتفرغ لنشر الموسوعات والأعمال التي يعجز القطاع الخاص عن نشرها! والمؤكد أن لهذه الإشارة مغزى خاصاً، كونها جاءت من أحد أهم الناشرين في مصر. كما أن المعلّم هو أحد أكبر شركاء مجموعة "هيرميس" الساعية بقوّة إلى دخول مجالات النشر والعمل الثقافي، وسط مخاوف من المخاطر الاحتكاريّة التي قد تنتج عن هذا المشروع. والغريب أن هذه الإشارة تعيد إنتاج نغمة افرزتها أزمة الروايات الثلاث، حيث طالب بعض كبار المثقفين بضرورة تخلي الدولة عن النشر. وقد فوجئ الجمهور بتجاوب الوزير حسني مع الفكرة حين قال: "من الممكن وضع خطة لتخلي الوزارة عن النشر خلال السنوات العشر المقبلة، أما الآن فدورنا هو الدفاع عن مبدعي الاقاليم الذين يستهدفهم مشروع النشر". وإذا كان المعرض في سنواته الأخيرة عكس من خلال محاوره النقاشية هواجس الخطاب الثقافي العربي تجاه "العولمة"، فإن انتفاضة الأقصى جاءت لتبدل في المزاج العام للمعرض هذه السنة. وعادت قضية الصراع العربي - الإسرائيلي إلى قائمة الأولويات، كما بدا في العدد الكبير من الندوات التي شهدها معرض هذا العام لمناقشة ثوابت ومتغيرات هذا الصراع. وتم تخصيص "أسبوع القدس" لمناقشة مختلف جوانب الصراع العربي - الإسرائيلي. وكان هذا الاسبوع مؤشراً بالغ الدلالة على دعم شعبي تلقاه القضية الفلسطينية في مصر. التراث في الطليعة ومن رصد لحركة البيع داخل المعرض، يمكن القول إن كتب التراث الديني لا تزال الاكثر مبيعاً، خصوصاً في ظل انخفاض أسعارها مقارنة ببقية فروع المعرفة. كما واصل فن الرواية ازدهاره في مقابل تردي معدلات توزيع الكتاب الشعري. وهذا العام برز في معرض القاهرة عدد من الروايات العالمية المهمة، وكانت روايتا ايزابيل الليندي "صور عتيقة" و"إبنة الحظ" من أكثر الكتب مبيعاً، سواء في الترجمة التي قدمتها دار "المصري" او الترجمة التي نشرتها "دار ورد". وفي ما يخص الرواية العربية نفدت خلال المعرض الكميات التي طرحت للبيع من رواية إلهام منصور "يا أنا.. يا انت" منشورات رياض الريس، ورواية "فتنة الرؤوس والنسوة" للكاتب المغربي سالم حميش دار الآداب. وهناك روايات اخرى حققت معدلات بيع عالية، مثل رواية رشيد الضعيف "تصطفل ميريل ستريب" ورواية "خارطة الحب" لأهداف سويف التي ترجمتها فاطمة موسى وصدرت في مصر، ورواية "إنها لندن يا عزيزي"، لحنان الشيخ، ورواية "نقطة النور" لبهاء طاهر و"صالح هيبة" لخيري شلبي، و"وردة" لصنع الله ابراهيم. وبدت لافتة عودة بعض الروائيين المصريين إلى إصدار مجموعات قصصية: مجموعة "محابيس" لمحمد البساطي، "سفن قديمة" لإبراهيم عبدالمجيد التي أصدرتها "دار ميريت للنشر"، وهي احدى الدور المصرية التي لمعت اخيراً، بعد تعثر كل من "دار سينا" و"دار شرقيات"، وكانت الأولى لفتت الأنظار بنشر مؤلفات فكريّة جريئة واشكاليّة، فيما تولّت الثانية الادب المصري الجديد. وقد تراجعت هذا العام مبيعات الدواوين الشعرية ولم يبرز اي ديوان على مستوى التوزيع، باستثناء ديوان محمود درويش الجديد "جدارية" الذي وصل إلى الجمهور المصري من خلال المعرض. ولفت النظر أيضاً حجم مبيع ديوان عبدالرحمن الابنودي "جوابات حراجي القط" الذي تم نشره ضمن سلسلة الكتاب المسموع. كما لاقت تجربة الكتاب المسموع في جناح "المجمع الثقافي" في أبوظبي إقبالاً. وعلى صعيد الكتب الفكرية، نفد في الايام الاولى من المعرض كتابا "خارج المكان" لإدوارد سعيد، و"صناعة الهولوكست" لنورمان فينكلشتاين تعريب سماح إدريس، وهما من اصدارات "دار الآداب" البيروتيّة. كما نفد من أجنحة البيع كتاب "التأويل بين السيمائية والتفكيكية" لأمبرتو إيكو، و"النقد الثقافي" لعبدالله الغذامي، وكتاب نصر حامد أبو زيد الجديد: "الفكر الديني بين ارادة المعرفة وارادة الهيمنة" وهو من منشورات "المركز الثقافي العربي" في بيروت. وليس هناك من دليل على تراجع الاقبال على الشعر، أسطع من فشل أمسيات المعرض في جذب جمهور استثنائي، ولا بدّ من الاشارة إلى غياب الأسماء الشعريّة الكبيرة التي كانت تصنع ألق المعرض، فالبياتي والحيدري طواهما الموت، وسميح القاسم قاطع تضامناً مع بيان المثقفين المصريين، وغاب سعدي يوسف وأدونيس وفاروق جويدة. لكن الحصاد لم يكن مخيباً للآمال كليّاً، بفضل مشاركة محمود درويش وعبدالرحمن الابنودي واحمد عبدالمعطي حجازي ومحمد علي شمس الدين، وقد خصص معظم الشعر لتمجيد الانتفاضة الفلسطينيّة. وعلى رغم النجاح الذي حققه محمود درويش في الأمسية الاولى حيث قرأ قصائده "أنا يوسف يا ابي"، "جدارية"، و"محمد" مهداة إلى محمد الدرّة فقد تعرّض الشاعر الفلسطيني للهجوم وللنقد في احدى ندوات "المقهى الثقافي" المخصصة لمناقشة تجربة الشاعر الفلسطيني سليمان دغش. فقد دعا الشاعر المصري فتحي عبدالله إلى فحص تجربة محمود درويش بوصفها احد معوقات الشعر الفلسطيني، باعتبار انها "رسخت لشعرية تحتمي بالايديولوجيا، ما أدى الى تغييب شعريات اخرى، أمثال زكريا محمد ووليد الشريف ممن قدموا قصائد تجاوزت المأزق الدرويشي"