لا يشبه معرض الكتاب في القاهرة أي معرض آخر، عربياً كان أم غربياً. هذا المعرض الذي بلغ سنته السادسة والثلاثين ما زال يصرّ على طابعيه: الثقافي والشعبي، فإذا هو فسحة شعبية بامتياز يتلاقى فيها المثقفون والناس العاديون الذين يجيئون المعرض ليتنزهوا مع أولادهم ويأكلوا أطباق "الكوشري" والطعمية وسواها، ويبتاعوا الكتب التي يريدون ولا سيما في سور الأزبكية حيث الأسعار المخفضة و"الخيارات" المتنوعة كتباً دينية وشعبية ومجلات وجرائد قديمة... هذه المواصفات يتميز بها وحده معرض القاهرة، الذي يمثل صورة مختصرة عن المدينة الفريدة والساحرة بتناقضاتها الكثيرة والتي تتآلف في طريقة تفوق الوصف. زائر معرض القاهرة، العربي أو الأجنبي، لن يجد أي خريطة أو منشورة تدلّه الى الأجنحة و"السرايات" والأكشاك التي تعرض فيهاالكتب، وعليه أن يتوجه نحو الجناح الذي يقصده سائلاً بعض المواطنين ومستعيناً بإرشاداتهم، وإلا فهو سيمضي وقتاً غير قصير في البحث عن مراده. فالمعرض - كما يردد الدكتور سمير سرحان متباهياً - هو الثاني عالمياً بعد معرض فرانكفورت ولكن من حيث الحجم والمساحة طبعاً، وربما من حيث وفرة الكتب التي لا يستطيع أحد أن يحصي عناوينها أو أعدادها. وإذا بحث الزائر - وخصوصاً العربي أو الأجنبي - عن عنوان أو كتاب فمن الصعب أن يعثر عليه بسهولة، فالاحصاءات و"الأدلة" شبه غائبة، وعليه بالتالي أن يغامر لإيجاده. الأعداد الوحيدة التي أعلنتها الهيئة المنظمة للمعرض تفيد بأن 3150 ناشراً يشاركون في التظاهرة الضخمة وهم من 97 دولة 900 ناشر عربي، 650 ناشراً أجنبياً، 600 ناشر مصري. هذه الأرقام يصعب تكذيبها مثلما يصعب تصديقها، ويمكن أن تنقص أو أن تزيد، فما من أحد يستطيع التأكد منها. لكن الأمر الوحيد الذي يمكن التأكد منه هو حضور الدور الأجنبية، ويكفي أن يجول الزائر عليها ليدرك ان الكتاب الأجنبي غير حاضر بشدة أو كما ينبغي ان يحضر. وإدراج اسماء ناشرين أجانب في اللوائح أو عرض كتب قليلة لهم لا يعني أنهم حاضرون. فالجناح الفرنسي فقير جداً قياساً الى أي معرض فرنكوفوني صغير، ومعظم عناوين الكتب إما هي مدرسية وليس جامعية أو متعلقة بشؤون مصر والعالم العربي. وهناك طبعاً الروايات المصرية المترجمة الى الفرنسية وهي معروضة في جناح "غاليمار" الصغير أو "أكت سود" أو "سوي"... وهذا شأن الأجنحة الأجنبية الأخرى: الانكليزية والاسبانية والألمانية والسويسرية وسواها، ويجب عدم نسيان الجناح الصيني الذي ضمّ من الملابس والأجهزة الكهربائية والأدوات المنزلية أكثر مما ضمّ من الكتب. ولكن أن يشارك 650 ناشراً أجنبياً بحسب بيان هيئة المعرض فهذا ادعاء لا يُصدّق. يسأل الزائر: أين هو الكتاب الأجنبي؟ من يحمل في الأكثاس كتباً أجنبية؟ أي عناوين أجنبية يمكن رصدها؟... أما الاجابة فمستحيلة! المجلس الأعلى والترجمة قد يكون حضور الكتب الأجنبية من خلال الترجمة العربية أشد بروزاً ورواجاً. ويكفي استعراض العناوين المعروضة في جناح المجلس الأعلى للثقافة حتى يشكّل الزائر فكرة عن ازدهار حركة الترجمة في مصر، علاوة على بعض الدور التي تواكب الأدب العالمي الحديث ترجمة وتعريباً وفي طليعتها دار "شرقيات" و"ميريت" و"سطور" والدار المصرية - اللبنانية وسواها. ولكن يبقى مشروع الترجمة لدى المجلس الأعلى والذي يشرف عليه الدكتور جابر عصفور مثالاً أو نموذجاً ثقافياً فريداً في مصر والعالم العربي. فهو يضع أمام القارئ عيون الكتب الأجنبية، ابداعاً وفكراً وعلماً وتاريخاً. ويصرّ المجلس على أن تتم الترجمة عن اللغة الأصلية للأعمال. وبات لدى المجلس مكتبة شاملة من أهم الكتب التي كان ينبغي تعريبها لتكون بين أيدي القراء الذين لا يجيدون اللغات الأجنبية. لم تخلُ أيام المعرض ولياليه من الاعتراض والاحتجاج والتململ وقد أعرب عنها المثقفون والصحافيون والناشرون وخصوصاً في الجلسات التي تعقد في "المقهى الثقافي". يقول الجميع ان الاقبال على الكتاب ضعيف هذه السنة مقارنة مع السنوات السابقة ويعتبر البعض ان السبب ارتفاع سعر الدولار الذي جعل أسعار الكتب العربية والمصرية ترتفع بدورها. ويرمي البعض الآخر التبعة على الحال الاقتصادية التي لم تعد تسمح للمواطن أن يواصل هواية القراءة وجمع الكتب وخصوصاً أن المعرض أقيم عشية عيد الأضحى وانهماك المواطنين للاحتفال به وتوفير المستلزمات التي يتطلبها. وهذا ما حدا بالادارة الى اختصار أيام المعرض الى عشرة أيام فيما كان يقام سابقاً خلال أربعة عشر يوماً... هذا الجو الذي هيمن على المعرض يشعر به الزائر للتو، ليس عبر جلسات المقهى وأحاديث جمهوره فقط، وإنما من خلال حركة الزائرين الذين لم تزدحم بهم الساحات والأجنحة والأكشاك كما في السنوات السابقة. لا زحمة هذه السنة ولا تدافع ولا صفوف من المواطنين، بل حركة عادية جداً وإيقاع بشري هادئ. حتى أمسية محمود درويش لم تجذب جمهوراً عريضاً كما في السابق، ومع ان الصالة امتلأت مقاعدها فإن صورة الازدحام والتحليق حول المنبر والوقوف في الصالة غابت تماماً. وإذا كانت هذه حال محمود درويش فما تراها تكون أحوال الشعراء الآخرين والكتّاب الآخرين؟ ندوات فنية... وجمهور أشارت ادارة المعرض الى أن البرنامج يضمّ ثلاثين ندوة يشارك فيها أكثر من مئة مفكر ومثقف عربي، عطفاً على المصريين. ولكن ما من أحد يستطيع أن يتابع الندوات ليتأكد من طغيان هذا العدد من المثقفين العرب. وبدا الازدحام شديداً في الندوات الفنية والتلفزيونية التي شارك فيها ممثلون ومخرجون مصريون ومنهم: محمود ياسين، يحيى الفخراني، ليلى علوي، نبيلة عبيد، نور الشريف، إلهام شاهين... وقد يسأل سائل: ما علاقة هؤلاء بتظاهرة ثقافية اسمها "معرض الكتاب"؟ على أن حظّ الممثلة سميحة أيوب كان سيئاً، فندوتها لم يقبل عليها جمهور كبير وفيها تحدثت عن كتابها "ذكرياتي" الذي تأخّر صدوره ما دفع إحدى المشاركات في الندوة الى الاعتذار، فكيف يدور الكلام عن كتاب لم يصدر؟ أما الندوات الأخرى فبدت كأنها ندوات جانبية أو على هامش المعرض في المعنى الحرفي. فالجمهور كان نادراً في معظم الندوات، ويمكن استثناء بضع منها شهدت إقبالاً تبعاً لأسماء المنتدين أو للحملات التي قاموا بها. وكم من ندوات ألغيت تبعاً لغياب المشاركين فيها أو لعدم علم بعضهم، وكم من ندوات لم تكتمل... الشاعر البحريني قاسم حداد انسحب من أمسية شعرية وضع فيها اسمه في اللحظة الأخيرة، علماً انه كان من المفترض به أن يحيي أمسية مشتركة مع الشاعر المصري فاروق جويدة. لكن جويدة نجح في الاستئثار بالأمسية وحيداً كي يتمكن من احتلال المنبر بقصائده "العصماء" التي لم تستطع التخلص من "روح" نزار قباني. واحتجاجاً على هذا التصرّف رفض حداد الاشتراك في الأمسية التي كانت مقررة للشاعرين ممدوح عدوان ومحمد أبو سنّة وقد زج اسمه فيها. وبدا عدوان جبّاراً في مشاركته ،غير آبه للمرض العضال الذي يعانيه ويواجهه بشراسة وقوة. وعبّرت قصيدته "الانحناء" عن إرادته في تحدّي الموت وعدم إحناء رأسه. ومما قال في القصيدة: "وحده الشاعر لا ينطق/ إلا حينما يرفع رأسه؟ إرفع الباب قليلاً سيّدي/ كي أمرّ الآن من غير انحناء/ كلماتي عمرها لم ترني منحنياً...". أما الشاعرة الكويتية سعاد الصباح ففاجأت جمهور المهرجان بأمسيتها. فاسمها لم يكن مدرجاً ضمن البرنامج، وبدت إطلالتها جميلة وعذبة خصوصاً أنها لم تعتلِ منبراً مصرياً منذ سنوات. وبينما كان الجمهور يمنّي نفسه بلقاء الكاتب ماكسويل كينزي الفائز بجائزة نوبل 2003 فإذا به يخيب. فالكاتب الذي كانت القاهرة سبّاقة الى ترجمة بعض أعماله لم يأتِ ولم يعرف السبب. المفكّر السويسري جان زيغلر صاحب كتاب "سادة العالم" الذي صدرت ترجمته المصرية حديثاً حضر وتحدّث عن رؤيته الى العصر الراهن، اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً... لم يكن مفاجئاً أن يقبل الجمهور المصري والعربي على منشورات الدور الوطنية، مثل: دار الهلال، ومكتبة الأسرة والهيئة العامة للكتاب والمجلس الأعلى وسواها... هنا الكتب زهيدة الأسعار وبسيطة الاخراج وذات طابع شعبي. وقد يجد القارئ الكثير من الكتب المهمة المعروضة عرضاً شبه "فوضوي" ولا سيما كتب "الجيب". وليس على الزائر إلا أن يفتش بنفسه عن الكتاب الذي يريده، فما من لوائح ولاومامن دليل يمكن سؤاله عن كتاب... وحدها كتب المجلس الأعلى مفهرسة ويمكن انتقاء الكتاب هنا بسهولة. أما الأجنحة الأخرى التي لا يمكن احصاؤها والتي تتطلب الجولة عليها أياماً، فبدت متنوعة جداً وفق تنوع الكتب نفسها. الكتاب الديني يظل في الصدارة وأينما وجه الزائر نظره يجد هذا الكتاب بيسر. ولعل هذا ما يميز سائر المعارض في العالم العربي. لكن كتباً كثيرة في كل الحقول تحتل الرفوف والطاولات والأجنحة واستعراضها يتطلب الكثير من الجهد والمثابرة. لكن القراء وهواة القراءة يعرفون جيداً كيف يصلون الى الكتب التي ينشدونها والى الناشرين الذين يجدون لديهم ضالتهم. عناوين كثيرة، يبقى منها في الذاكرة ما يبقى ويغيب ما يغيب... بعضها جديد وبعضها قديم... ويستحيل فعلاً تعدادها. أما الكتب العربية فكثيرة بدورها ومختلفة ومتنوعة: دار الجمل، المركز الثقافي العربي، المؤسسة العربية، دار الريس، دار الحوار، دار ورد، دار توبقال... وتشهد هذه الدور إقبالاً على رغم ارتفاع أسعارها تبعاً لارتفاع سعر الدولار. فبعض القراء المصريين ينتظرون المعرض ليطلعوا على جديد النشر العربي من خلال الدور العربية. وهذه السنة بدا لافتاً غياب دار الآداب التي من عادتها المثابرة على معرض القاهرة، وفي غيابها غابت كتب ادوارد سعيد التي انفردت الدار بترجمتها وتقديمها الى القارئ العربي متسلسلة... وغابت أيضاً روايات مصرية كثيرة دأبت الدار على نشرها وأحدثها رواية "برج العذراء" للروائي ابراهيم عبدالمجيد. وهذه الرواية ستثير حفيظة الرقابة ان وقعت عليها. روايات منيف "المصادرة" ولدى "المركز الثقافي العربي" الذي يديره حسن ياغي صودرت بضعة كتب للروائي الراحل عبدالرحمن منيف وهي: خماسية "مدن الملح"، "الآن هنا" و"حين تركنا الجسر". ويقول ياغي ل"الحياة" ان الكتب هذه صودرت في القاهرة قبل دخولها المعرض. وقد فوجئ بأن الصناديق التي تضمّها وصلت فارغة على خلاف الصناديق الأخرى التي كانت مملوءة بالكتب. ويضيف ياغي قائلاً: "حاولت أن أعرف من صادر هذه الكتب وكيف ولماذا صودرت، ولم أستطع. العميل الجمركي الذي يتولى نقل الكتب لم يشأ أن يتكلّم في الأمر. وراجعت أكثر من جهة ولم أتمكن من معرفة سر هذه المصادرة غير المعلنة. والغريب أن هذه الكتب عرضت في معرض السنة الفائتة ولم يعترض عليها أحد. وراجعت إدارة المعرض فلم تعترف بل هي تصرّ على أنها كتب ممنوعة. وحاولت في إحدى الندوات أن أناقش الدكتور سمير سرحان بالأمر، فكان قاطعاً في ردّه عليّ. والسؤال الذي يظلّ مطروحاً هو: مَن صادر كتب عبدالرحمن منيف هذه؟ مَن هو هذا المجهول الذي يصادر الكتب قبل أن تصل الى المعرض؟" وأشار حسن ياغي أيضاً الى مصادرة كتاب "الخطاب والتأويل" لنصر حامد أبو زيد قبل وصوله الى المعرض أيضاً، علماً أن هذا الكتاب عرض في السابق عقب صدور طبعته الأولى في العام 2000. ومن المعروف أن "مجمع البحوث الاسلامية" الذي يعتبر أعلى سلطة في الأزهر، كان أصدر قراراً قبل أسابيع يقضي بمنع تداول هذا الكتاب في مصر ومصادرة ما وزّع من نسخه في الأسواق. ويشاع في الأوساط الثقافية في القاهرة ان الدكتور محمد عمارة هو الذي حرّض "المجمع" على منع الكتاب تبعاً لتضمنه فصلاً يردّ فيه أبو زيد عليه بقسوة في شأن موقفه من علي عبدالرزاق، وعنوان الفصل: "موقف عمارة من علي عبدالرزاق: غلبة الايديولوجي على المعرفي". وفي سياق الكلام عن الكتب المثيرة ينبغي التوقف عند كتاب الوزير السابق الدكتور يحيى الجمل وعنوانه: "قصة حياة عادية: حركة الثقافة والمجتمع"، وصدر حديثاً في سلسلة "كتاب الهلال". في هذا الكتاب يتحدث المؤلف عن وزير الثقافة فاروق حسني مكتفياً بالحرفين الأولين من اسمه واسم عائلته، وعن علاقته بجهاز الأمن القومي عندما كان ملحقاً ثقافياً في السفارة المصرية في باريس مطلع السبعينات. ويقول الجمل حرفياً في الكتاب: "وبدأ ف. الحديث بطريقته الخاصة... قال انه يود أن يصارحني بأن لديه مهمة خاصة أكثر من كونه ملحقاً معاراً من وزارة الثقافة، وانه حضر دورة في المخابرات العامة قبل مجيئه الى باريس، وان احدى مهماته أن يرصد تحركات الطلبة وان يكتب تقارير لمصر" ص: 98. واللافت ان الكتاب لم يصادر في المعرض ولا خارجه، وبدا الاقبال على شرائه واضحاً. لكن الوزير حسني لم يدع القضية تمرّ في التباسها، فحصل فجرى لقاء بينه وبين يحيى الجمل أجرته مجلة "المصور" الصادرة بدورهاعن دار الهلال ناشرة الكتاب في عددها الجديد. وفي اللقاء اعتذر الجمل عن كيفية ايراد هذه المعلومة، وأشار الى أنه لم يقصد الاساءة الى الوزير حسني، ولم يتوان عن مدحه قائلاً عنه: "استطاع الوزير فاروق حسني في الفترة الأخيرة أن يحدث حركة ثقافية ضخمة في مصر لا تشبهها الا الحركة التي قادها ثروت عكاشة في البداية". وشبّه حسني بالكاتب البريطاني سومرست موم الذي عمل مع جهاز الأمن القومي دفاعاً عن قضية وطنه. أما الوزير حسني فأوضح في الحوار أبعاد هذه القضية، وكيف كانت باريس حينذاك مسرحاً كبيراً للمخابرات الاسرائيلية، وكيف قبل مهمة أن يراقب الطلبة المصريين حرصاً من الدولة على ألا يقعوا في أيدي الاستخبارات الأجنبية وخصوصاً "الموساد" الاسرائيلي. ويقول حسني حرفياً: "كان المكان مسرحاً خطيراً للمخابرات الاسرائيلية، وأنا كنت جزءاً من عمل متكامل. وكان من ضمن المسائل حماية الطلبة هؤلاء من أن يُجنّدوا لمصلحة "الموساد" أو يخترقهم هذا الجهاز في أي طريقة. أما متابعة آرائهم ومواقفهم من الحكومة وكتابة التقارير ،فلم تكونا من دوري الموكل إليّ، والجهاز موجود والوثائق موجودة، ودوري كان محدداً وأنا أفتخر به". جيل روائي جديد وإذا راجت كتب مصرية كثيرة شعبياً ومنها كتاب إبراهيم نافع "ماذا بعد سقوط صدام؟" وقد حمل على غلافه صورة الديكتاتور العراقي ملتحياً، وكذلك كتاب أنيس منصور "الكبار يضحكون"، فإن روايات عدة لمجموعة من الروائيين المصريين الشباب استطاعت أن تؤلّف ظاهرة لافتة جداً في المعرض. وقد يكون صدور نحو عشر روايات معاً حدثاً أدبياً حقيقياً كونه يرسّخ ملامح جيل روائي شاب يعلن بوضوح تمرّده على "الآباء" وربما على "الأجداد" أيضاً، خالقاً عالماً خاصاً جداً، واقعياً أو واقعياً جديداً، ومنفتحاً على اليومي والراهن، ومؤسساً لغة جديدة بعيدة كل البعد عن اللغو الانشائي والكتابة الأدبية، ومغرقة في الحسّي والملموس... ومن هولاء الروائيين الذين استطاعوا أن يحضروا كجيل مختلف: ابراهيم فرغلي، عزة رشاد، أحمد العايدي، هناء عطية، سهير المصادفة، محمد توفيق، خالد البري، وحيد الطويلة، سيد عبدالخالق... وسواهم من الذين سبقوهم الى النشر. أما الاشاعة التي راجت كثيراً في المعرض، فهي عن السنة الأخيرة للدكتور سمير سرحان في إدارة معرض الكتاب. هذه الاشاعة ردّدها علناً، مثقفون وكتاب وصحافيون وناشرون، مصريون وعرب. ودعا أحد الصحافيين البارزين الى إطلاق "رصاصة الرحمة" على المعرض، عساه يولد من جديد. لكن سمير سرحان لم يبدُ متأثراً بالشائعة التي طاولته بل هو مدح جهاراً وزير الثقافة فاروق حسني مذكراً الجميع أنّه "جاء منذ 18 سنة بفكر شاب ورؤية متجدّدة للعمل الثقافي".