} يفتتح الرئيس المصري حسني مبارك غداً الأربعاء معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والثلاثين، في ظل أزمة عنيفة بين وزير الثقافة السيد فاروق حسني وبعض المثقفين على خلفية قرار الوزير مصادرة ثلاث روايات من سلسلة "أصوات أدبية" وإقالة رئيس هيئة قصور الثقافة الناقد علي أبو شادي بعد ما حمله المسؤولية عن نشرها. وربما يكون المعرض فاصلاً في الأزمة بعد السجال الذي دار الاسبوع الماضي بين الأديب جمال الغيطاني والرئيس الجديد للهيئة السيد محمد غنيم في شأن مصير ديوان أبي نواس. وفيما أكد الغيطاني مصادرة الديوان اكد غنيم ان الاجزاء الأربعة للديوان ستحتل مكانها الطبيعي في معرض الكتاب. على رغم الخلافات التي تفجرت بين وزير الثقافة المصري السيد فاروق حسني وبعض المثقفين الذين عارضوا اسلوبه في معالجة أزمة الروايات الثلاث التي صدرت عن سلسلة "أصوات أدبية" التابعة لهيئة قصور الثقافة، بدا أن دعوة هؤلاء الى مقاطعة انشطة الوزارة وبينها فعاليات معرض القاهرة للكتاب الذي يفتتحه الرئيس حسني مبارك غداً لن تؤثر على الزخم الذي يحدثه المعرض عادة في الحياة الثقافية والسياسية المصرية. وبدا أن الأجهزة الرسمية جندت لإنجاح فعاليات المعرض، وإبطال مفعول دعوى المقاطعة التي انقسم في شأنها المثقفون بمن فيهم بعض معارضي سياسات الوزير حسني. ويجتمع مبارك، عقب الافتتاح، مع المثقفين والمفكرين والكتّاب، في تقليد سنوي. لكن يتوقع أن يكون للأزمة بين الوزير حسني والمثقفين نصيب وافر من تساؤلات المشاركين فيه هذه السنة. وعلمت "الحياة" أن بعض هؤلاء سيعرضون وجهة نظر المعارضين وخشيتهم من أن يكون اسلوب الحكومة سيعتمد في المستقبل، لتفادي الدخول في مواجهات فكرية مع الإسلاميين. فالمعروف أن قرارات حسني اتخذت بعد ما قدم نائب "الإخوان المسملين" في البرلمان الدكتور محمد جمال حشمت طلب إحاطة إلى الحكومة في شأن الروايات الثلاث تضمن طلب "محاسبة المسؤولين عن نشر الفحش على المواطنين". ويشارك في فعاليات المعرض 85 دولة، بينها العراق والسودان وايران، اضافة الى 147 منظمة دولية وعربية بينها الأممالمتحدة والجامعة العربية ويونسكو وأكاديمية الملك فهد للعلوم الاسلامية ومؤسسة العرفان السعودية. ووصل عدد الناشرين المشاركين إلى 2765 ناشراً منهم 1793 دار نشر أجنبية و578 مصرية و394 عربية، وسيوضع 365 مليون كتاب على أرفف المعرض. وفي حين يواصل معارضو الوزير جهوداً لتنظيم نشاط موازٍ لفعاليات المعرض انتهت هيئة الكتاب من إعداد الترتيبات النهائية للمعرض الذي يعقد تحت لافتة "تحديث مصر" وسيتضمن عدداً من الندوات واللقاءات الفكرية التي دعي اليها خبراء مصريون في مجالات عدة لمناقشة قضايا من بينها: حرية المرأة وتطوير القرية وتجديد التراث والتسامح الديني وتحديث الزراعة ونشاط الأحزاب السياسية والعولمة والقومية العربية. وتحت عنوان "ندوتنا" ستعقد لقاءات سياسية عن بعض القضايا المهمة يتحدث فيها كل من وزير الخارجية السيد عمرو موسى ووزير السياحة الدكتور ممدوح البلتاجي وشيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي والنائب العام المستشار ماهر عبدالواحد ووزير التعليم الدكتور حسين كامل بهاء الدين. وخصصت هيئة الكتاب اسبوعاً كاملاً للتضامن مع الانتفاضة الفلسطينية إضافة إلى معرض للفنون التشكيلية والحرف اليديوية. وسيشارك ضمن فعاليات اسبوع الانتفاضة كل من محمود درويش ويحيى خلف وأحمد دكرور وحنان عواد اضافة إلى عدد من جرحى الانتفاضة سيقدمون شهادات حية. وتترقب الاوساط المصرية مصير ديوان ابي نواس بعد تفجر الخلاف بين رئيس تحرير سلسلة "الذخائر" الأديب جمال الغيطاني السيد محمد غنيم. إذ كان الغيطاني أكد أن الإجراءات التي اتخذها وزير الثقافة شملت مصادرة الأجزاء الأربعة للديوان على رغم أن الجزئين الأول والثاني طبعا بالفعل في حين نفى غنيم وجود أي اتجاه للحد من حركة النشر في الهيئة وبرر عدم طرح الجزئين الذين طبعا بالفعل بالرغبة في طرح اجزائه الأربعة دفعة واحدة في المعرض.