يعتبر الميكروبروسيسر Microprocessor القلب النابض للكومبيوترات على اختلاف أنواعها وأحجامها وأشكالها. ويعرف أيضاً باسم وحدة المعالجة المركزية Central Processing Unit التي تختصر ب"سي.بي.يو" CPU. والميكروبروسيسر هو عبارة عن قطعة الكترونية مهمتها القيام بعمليات التحكم والحساب وتنفيذ الأوامر المطلوبة لاجراء أو تشغيل برامج الكومبيوتر. أشهر هذه المعالجات على الاطلاق هو معالج شركة إنتل INTEL المسمى بانتيوم Pentium ومعالج شركة أي.أم.دي AMD الذي أطلقت عليه اسم K6. تمتاز هذه المعالجات بسرعتها الفائقة خاصة الحديثة منها والتي ساعدت في ظهور كومبيوترات بسرعات كانت في الماضي القريب ضرباً من ضروب الخيال والتمني لكنها غدت اليوم من البديهيات والمسلمات. تحاول شركتا إنتل واي.أم.دي باستمرار تطوير معالجاتهما وتحسين أدائهما وزيادة سرعاتهما، والمنافسة بين هاتين الشركتين على أوجه في محاولة من كلتيهما لكسب رضى أكبر عدد من المستهلكين وبالتالي تحقيق أكبر قدر من المبيعات والأرباح. وفي سبيل تحسين وزيادة سرعة معالجاتها قامت شركة إنتل بنفض الغبار عن تقنية كانت مستخدمة في تثبيت المعالجات والقطع الالكترونية في الحواسب الكبيرة التي كانت تعرف باسم الكومبيوترات الرئيسية Mainframes واستخدامها في تثبيت معالجها الجديد بانتيوم 3 Pentium III. التقنية بحد ذاتها سهلة وغير معقدة ولا تتطلب لحم الوصلات الدقيقة بالمعالج لتشكل ما يشبه الارجل الناعمة له والتي تم اعتمادها في جميع أنواع معالجات البانتيوم السابقة. ناهيك عن قلة تكلفتها وفاعليتها في زيادة سرعة المعالجات. تعتمد هذه التقنية على لصق معالج البانتيوم على سطح مادة تكون بمثابة القاعدة أو الحامل له وهي شبه مرآة للوصلات المطلوبة. عند لصق البانتيوم عليها تتم عملية ربط المعالج بالأرجل الناعمة للقاعدة وهذا يستدعي دقة متناهية في تثبيت المعالج على القاعدة أو الحامل لتجنب أي خلل في عملية الوصل الصحيحة. وبما أن الوصلات بين المعالج والحامل قصيرة جداً فإن سرعة انتقال المعلومات ستكون أسرع بكثير مما عليه الآن معالجات بانتيوم I وبانتيوم II. وتساعد هذه التقنية في تقليل حجم المعالج الى أن تصل حوالي 0.18 ميكرون، التي بدورها ستساعد على ايجاد مكان لذاكرة الكاش والاستغناء عن الذاكرة الخارجية، وستساعد أيضاً في جعل المعالج أقل سخونة فلا يستدعي عمليات التبريد التي اعتدنا أن نراها في معالجات البانتيوم السابقة. ستكون هذه التقنية استراتيجية شركة انتل في عملية تصميم وتصنيع المعالجات من الآن فصاعداً. وتتوقع أن تؤدي الى تخفيض أكيد في أسعارها وبالتالي ستعم الفائدة المادية المستهلكين الذين طالما اكتووا بنار أسعارها المرتفعة لفترات طويلة من الزمن. من جهة اخرى، تحاول شركة أنتل تخفيض اسعار معالجاتها بإنتاج نوع جديد من المعالجات التي تتضمن قطعة السيلكون الالكترونية التي تحتوي عناصر المعالج مع قسم خاص بالذاكرة والتحكم بها وقسم آخر لإظهار الصور والرسومات وإشارة الفيديو. اطلقت على هذا المشروع اسم "تيمنا" Timna وهو لا يزال قيد التطوير. يعتبر هذا المعالج من المعالجات الاقتصادية التي تقل تكاليف تصنيعها عن التكاليف المخصصة للعناصر المكونة لها فيما لو أردنا تصنيعها منفصلة. يبقى ان تضيف شركة انتل الى معالجها الاقتصادي هذا مداخل التحكم بالدخول والخروج للمعطيات I/O Controller وبعض شرائح الذاكرة Memory لتكمل الطبخة وتصبح لدينا لوحة كومبيوتر كاملة Motherboard في معالج صغير. الجدير بالذكر ان شركة انتل ليست الأولى التي تحاول الغرف من معين هذه التكنولوجيا. فقد سبقتها اليها منذ سنتين شركة سيروكس Cyris حين أنتجت معالجها الذي اطلقت عليه اسم ميديا جي إكس Media GX والذي لم يبصر نور النجاح لأسباب تصميمية وتقنية. وتسعى شركة أنتل جاهدة لتلافي مشاكل ميديا جي إكس في عملية تصميم وإنتاج معالجها "تيمنا". وستستخدم التقنية الجديدة التي تعتمد على تمحور المعالج في شريحة بحجم 0.18 ميكرون لتسمح لذاكرة كاش تبلغ على الأقل 128 كيلوبايت ان تقيم بجانب الدارات المذكورة سابقاً. تتوقع مصادر العاملين في حقل صناعة الكومبيوترات ان يصل سعر الكومبيوتر المجهز بهذا المعالج الاقتصادي الذي يضاهي بسرعته الكومبيوترات الحديثة 300 جنيه استرليني. اما مصادر شركة أنتل فتقول ان ادارتها مصممة على الالتزام بموعد طرح المعالج في الأسواق في النصف الثاني من العام الحالي ليتوج منتجاتها لهذا القرن الجديد.