رقاقة بپ"عقلين" ! هناك تعبير مصري شائع يقول"إدّيني عقلك"يعني أعطني عقلك. ويستعمل في مواضع كثيرة، منها أن يطلب المرء ممن يحدثه أن يشاركه التفكير في مسألة معينة. فيصبح كلاهما مُنشغلاً بالتوصل الى حل السؤال عينه، على أساس أن تفكير عقلين معاً لهو أكثر كفاية وقوة من تفكير عقل واحد. ويبدو أن صُنّاع الرقاقات الإلكترونية في شركة "إنتل"Intel، عملاق هذه الصناعة عالمياً، قد فكروا بذلك المثل. فابتكروا نوعاً جديداً من الرقاقات، وُصفت بأنها تعمل بپ"عقلين"أو أكثر! وتُسمى تقنياً"القلب المزدوج"، أو"ديوال كوور" Dual Core. وفي لغة علمية صرفة، فإن تلك المعالجات تعمل بواسطة الذاكرة الحلقية المزدوجة، ذات النُظُم المتعددة. وتؤذن ببداية عصر جديد في عالم الكومبيوتر. وتنوي إنتل أن تطرح منتجين منفصلين من المُعالجات MicroProcessors بذاكرة حلقية مزدوجة، إضافة الى طواقم رقائق ChipSets مُعَدَّة للعمل مع الذاكرات الحلقية المزدوجة. وتنتمي تلك المعالجات الى عائلة"بانتيوم"Pentium. وستظهر تلك المجموعة، بما في ذلك الأنواع الأكثر تطوراً منها والتي تعمل بالمبدأ نفسه التي تُعرف باسم إكستريم إديشن Extreme Edition، خلال الربع الثاني من العام الحالي. ويعمل مُعالج"بانتيوم إكستريم إديشن"بواسطة تقنية"الخيوط الفائقة الترابط"Hyper-Threading Technology التي تتيح تشغيل أربعة"خيوط"برامجية في آن واحد. تُصمم المنتجات التي تعتمد الذاكرة الحلقية المزدوجة بتضمينها حلقتين كاملتين من وحدات المعالجة المركزية مثبتتين على الرقاقة نفسها. ويسمح هذا الأمر بإدارة نشاطات مختلفة في وقت متزامن. وعند دمج هذه التقنية"المزدوجة"مع"الخيوط الفائقة الترابط"، يستطيع معالج بانتيوم إكستريم إديشن أن يتعامل مع أربعة مسارات من البرامج في الوقت عينه، ومن دون أن يؤثر عمل أي منها في الآخر. وتُناسب هذه المُعالجات المستخدمين الذين تقتضي أعمالهم أداء قوياً من أجهزة الكومبيوتر، إضافة الى جمهور التقنيات الترفيهية التي تتطلب سرعة كبيرة في مُناقلة الملفات الإلكترونية، بما فيها الملفات المتصلة بالقدرات الصوتية وأشرطة الفيديو وبيانات الرسوم والألعاب وغيرها. وتعمل إنتل راهناً على أكثر من 10 مشاريع ذات صلة بالذاكرة الحلقية المتعددة.