دمشق، نيقوسيا، عمان - «الحياة»، أ ف ب - فيما تواصل قوى الجيش السوري عملياتها في حمص وأدلب، وسط مخاوف من عمليات محتملة للجيش في منطقة سهل الغاب في حماة التي اتجه إليها عدد كبير من المدرعات والأليات العسكرية أمس، قال ناشطون سوريون إن حصيلة ضحايا الاحتجاجات في سورية ارتفع إلى 4002 قتيل منذ بدء الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد في آذار (مارس) الماضي. فيما أوضحت هيئة الثورة السورية أن القتلى منذ بدء المهلة العربية للنظام السوري لإيجاد حل تفاوضي للأزمة، بلغ 343 قتيلاً حتى الآن. وقال ناشطون وشهود إن عمليات الجيش تواصلت في حمص التي تعرضت الكثير من أحيائها إلى قصف مدفعي عنيف على مدار الأسبوع الماضي. وذكر موقع «أوغاريت» المعارض أن حي باب السباع في حمص تعرض أمس إلى اقتحام لعدد من منازله، بخاصة الخالية من سكانها وتم نهبها. وتابع الموقع أن قوات الأمن قامت بزرع أسلحة في المنازل وتصويرها. وتحدث معارضون عن إصابات في شارع القاهرة في حمص، تجاوزت 12 مصاباً في إطلاق نار عشوائي على المدنيين. أما في تلبيسة في ريف حمص، فتحدث شهود عن حملة مداهمات للمنازل وتفتيش يشنها الأمن والجيش على المنازل القريبة من منطقة البريد وفي المنطقة الشرقية من المدينة. في موازاة ذلك أعرب ناشطون عن القلق من عمليات محتملة في منطقة سهل الغاب في حماة، متحدثين عن اتجاه عدد كبير من المدرعات والآليات العسكرية والسيارات قادمة من جسر الشغور باتجاه المنطقة. وقال شهود إن الدبابات انتشرت على أطراف قلعة المضيق حيث قطعت دبابتان الطريق الواصل بين قلعة المضيق وجبل شحشبو واتجهت دبابتان باتجاه قرية التوينة حيث خرجت تظاهرات. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن مدنياً قتل أمس في حمص أثناء تظاهرة ضد النظام. وقال المرصد إن «شاباً في التاسعة والعشرين من عمره استشهد برصاص قناص في حي بابا عمر في حمص» الواقعة بوسط سورية صباح أمس. كما قتل عسكري منشق في منطقة خان شيخون في إدلب أمس بحسب معارضين سوريين. وفي مدينة درعا جنوب البلاد أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي على تظاهرة بجامعة المدينة تدعو للحرية. وطوقت قوات الأمن الطلاب واعتقلت بعضهم بحسب ما علم المرصد ولجان التنسيق المحلية التي ترعى التظاهرات. وفي تطور آخر، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن طائرات حربية حلقت فوق سماء مدينة الحارة بدرعا على إثر انشقاق عدد من الجنود. وقبل ذلك، أفاد المصدر نفسه بإطلاق نار كثيف بين جنود منشقين من الجيش السوري والجيش في وسط الحارة الشارع الغربي. وكان نحو 11 شخصاً قتلوا أول من أمس خلال أعمال قمع حيث دعا النشطاء المطالبون بالديموقراطية إلى تظاهرات مطالبين بتجميد الجامعة العربية عضوية سورية ووقف «دعمها للقتلة»، بحسب حصيلة جديدة من المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان. وأوضح ناشطون سوريون أن القتلى سقطوا بنيران الأمن في مناطق مختلفة، منها حمص ودرعا وريف حماة ومعرة النعمان، فيما خرجت تظاهرات ليلية في مدن عدة تطالب بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن من بين القتلى عشرة أشخاص سقطوا في عدد من المدن، بعضهم قتل بالرصاص والبعض الآخر قضى نتيجة التعذيب أو متأثراً بجروحه. كما كشفت الهيئة أمس عن أسماء أربعة سوريين لقوا مصرعهم خلال الأيام الماضية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن من بين القتلى ثلاثة سقطوا برصاص قوات الأمن والجيش، حيث قتلت شابة في حي دير بعلبة في مدينة حمص، ولقي شاب في حي الخضر مصرعه في المدينة نفسها، في حين سقط القتيل الثالث برصاص قوات الأمن في قرية الغنطو بمحافظة حمص. وأضاف المرصد أن عشرة أشخاص آخرين أصيبوا بجروح، اثنان منهم في «حالة حرجة»، في إطلاق رصاص من أحد الحواجز الأمنية المنتشرة في حي دير بعلبة في حمص. كما أعلن المرصد وفاة شاب من حي بابا عمرو في حمص متأثراً بجروح أصيب بها السبت، موضحاً أن قوات الأمن السورية «نفذت حملة مداهمات واعتقالات في بلدة القريتين في محافظة حمص أسفرت عن اعتقال 12 شخصاً». وأفاد المرصد أيضاً بأن شاباً توفي أول من أمس في مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب متأثراً بجروح أصيب بها الأربعاء الماضي، مضيفاً أن قوات الأمن والجيش «تجوب شوارع المدينة مدعمة بآليات مكافحة الشغب، ونصبت الحواجز في أغلب شوارع المدينة، وقامت بالاستيلاء على الدراجات النارية للمواطنين وإحراقها». كما نقل المرصد أن شاباً توفي في بلدة تسيل في محافظة درعا متأثراً بجروح أصيب بها الجمعة، كما توفي شاب من قرية خطاب في ريف حماة بعد أن كان اعتقل الخميس. وضمن مشهد بات شبه يومي، خرجت تظاهرات ليلية عدة في كل من حمص المدينة وبابا عمرو وباب هود بمحافظة حمص، وفي دير الزور وحلب وريف دمشق.