إنسانية عبدالعزيز بن سلمان    تميز المشاركات الوطنية بمؤتمر الابتكار في استدامة المياه    الملك يضيف لؤلؤة في عقد العاصمة    إطلاق أول «بودكاست» في المسؤولية المجتمعية    اجتماع قادة الصناعة المالية الإسلامية في اللقاء الاستراتيجي الثاني لمناقشة الابتكار المستدام    أنا ووسائل التواصل الاجتماعي    الذكاء الاصطناعي والإسلام المعتدل    الفيحاء يواجه العروبة.. والأخدود يستقبل الخلود.. والرياض يحل ضيفاً على الفتح    وزير الرياضة: دعم القيادة نقل الرياضة إلى مصاف العالمية    نيمار يقترب ومالكوم يعود    التركي: الأصل في الأمور الإباحة ولا جريمة ولا عقوبة إلاّ بنص    النضج الفكري بوابة التطوير    برعاية أمير مكة.. انعقاد اللقاء ال 17 للمؤسسين بمركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة    نور الرياض يضيء سماء العاصمة    قيصرية الكتاب تستضيف رائد تحقيق الشعر العربي    الشائعات ضد المملكة    الأسرة والأم الحنون    سعادة بطعم الرحمة    بحث مستجدات التنفس الصناعي للكبار    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان يُعيد البسمة لأربعينية بالإنجاب بعد تعرضها ل«15» إجهاضاً متكرراً للحمل    في الجولة الخامسة من يوروبا ليغ.. أموريم يريد كسب جماهير مان يونايتد في مواجهة نرويجية    خادم الحرمين الشريفين يتلقى رسالة من أمير الكويت    بهدفين في الدوحة| الاتفاق ينفرد بالصدارة عبر بوابة العربي القطري    قمة آسيا للذئاب    أمير حائل يعقد لقاءً مع قافلة شباب الغد    محمد بن عبدالرحمن يشرّف حفل سفارة عُمان    باحثة روسية تحذر الغرب.. «بوتين سيطبق تهديداته»    سعود بن بندر يستعرض إستراتيجية «تطوير الأحساء»    الزميل رابع يحتفل بزفاف إبنه د. صالح    الزميل العويضي يحتفل بزواج إبنه مبارك    احتفال السيف والشريف بزواج «المهند»    إشادة أوروبية بالتطور الكبير للمملكة ورؤيتها 2030    أكدت رفضها القاطع للإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.. السعودية تدعو لحظر جميع أسلحة الدمار الشامل    "الأدب" تحتفي بمسيرة 50 عاماً من إبداع اليوسف    60 صورة من 20 دولة للفوتوغرافي السعودي محتسب في دبي    المملكة ضيف شرف في معرض "أرتيجانو" الإيطالي    تواصل الشعوب    ورحل بهجة المجالس    تقليص انبعاثات غاز الميثان الناتج عن الأبقار    التويجري: السعودية تُنفّذ إصلاحات نوعية عززت مبادئها الراسخة في إقامة العدل والمساواة    دشن الصيدلية الافتراضية وتسلم شهادة "غينيس".. محافظ جدة يطلق أعمال المؤتمر الصحي الدولي للجودة    إعلاميون يطمئنون على صحة العباسي    «مساعد وزير الاستثمار» : إصلاحات غير مسبوقة لجذب الاستثمارات العالمية    اكتشاف الحمض المرتبط بأمراض الشيخوخة    مشروعات طبية وتعليمية في اليمن والصومال.. تقدير كبير لجهود مركز الملك سلمان وأهدافه النبيلة    أمير الرياض يرفع الشكر والتقدير للقيادة على إطلاق «مشروع قطار الرياض»    ميقاتي يحذر النازحين من العودة السريعة.. وإسرائيل تعلن اعتقال 4 من حزب الله    وزير الرياضة : 80 فعالية عالمية زارها أكثر من 2.5 مليون سائح    البنيان: رصدنا أكثر من 166 مشروعا تعليميا في 2025    رئيس مجلس الشيوخ في باكستان يصل المدينة المنورة    أمير تبوك يقف على المراحل النهائية لمشروع مبنى مجلس المنطقة    هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ترصد ممارسات صيد جائر بالمحمية    الشتاء يحل أرصادياً بعد 3 أيام    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    هؤلاء هم المرجفون    اكتشاف علاج جديد للسمنة    أهمية الدور المناط بالمحافظين في نقل الصورة التي يشعر بها المواطن    نوافذ للحياة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لأن التوترات عاصية على الحل . الشرق الأوسط : سباق التسلح مفتوح
نشر في الحياة يوم 06 - 11 - 2000

تزامن موعد نشر تقرير "الميزان العسكري"، الذي يصدره "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" في هذا الوقت من كل عام، مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية وتصاعد حدة التوتر في المنطقة.
وساهم ذلك في زيادة الاهتمام بما أورده التقرير من معلومات حول الأوضاع العسكرية والاستراتيجية في دول الشرق الأوسط، وبالتقويمات التي جاءت فيه حول احتمالات تطورات الموقف فيها، لا سيما في ضوء ما يمكن أن يحدث إذا استمر التصاعد الحالي في حدة المواجهة الدائرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين وإمكان تحولها، في وقت من الأوقات، الى مواجهة شاملة بين الدول العربية واسرائيل.
وعلى رغم ان هذا الاحتمال لا يبدو مرجحاً أو وشيك الحدوث، فإن الخبراء الاستراتيجيين الدوليين يشيرون الى انه سيكون من "عدم الحكمة" استبعاده كلياً. ويقول تقرير "الميزان العسكري" في هذا الصدد ان منطقة الشرق الأوسط احتلت العام الماضي أيضاً المرتبة الأولى على قائمة أسواق السلاح الدولية، معتبراً ان السبب في ذلك يعود الى بقاء "التوترات الكامنة فيها مستعصية على الحل"، ومشيراً الى أن من شأن ذلك أن يبقي المنطقة "مفتوحة على جميع الاحتمالات".
ويحمل التقرير السنوي الجديد عنوان "الميزان العسكري 2000 - 2001". وتولى اصداره "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية"، وهو مركز أبحاث مستقل مقره لندن يعنى بقضايا الأمن والدفاع والتسلح والشؤون العسكرية والاستراتيجية في مختلف أنحاء العالم. ويقع تقرير هذا العام في 320 صفحة، ويتناول القوات المسلحة في نحو 180 دولة، شارحاً بالتفصيل تعداد عناصرها وطبيعة تشكيلاتها وكميات الأسلحة والمعدات البرية والجوية والبحرية المتوافرة لديها. كما يحتوي على جداول تتعلق بأنواع الأسلحة والمعدات الرئيسية العاملة في العالم، ومواصفاتها الادائية الأساسية، وقوائم بأبرز الصفقات والمشتريات التسليحية التي تم إبرامها خلال السنوات الخمس الماضية، الى جانب احصاءات شاملة تتعلق بحجم الانفاق الدفاعي وتطور موازنات التسلح في الدول العالمية، وخرائط بيانية تظهر مواقع الحروب والنزاعات.
وفي بداية تقويمه الاستراتيجي العام للوضع في منطقة الشرق الأوسط، يشدد التقرير على تراجع فرص التوصل الى تسوية من شأنها أن تحقق السلام في المنطقة بين العرب واسرائيل. ويتحدث عن "الآمال التي انتعشت" بامكان إحلال السلام بين الدولة العبرية وكل من سورية والفلسطينيين عند وصول رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك الى السلطة. ويعيد الى الذاكرة "التعهد" الذي قدمه باراك بعيد انتخابه، وأعلن فيه عزمه على تحقيق التسوية مع دمشق والسلطة الفلسطينية في غضون 15 شهراً، ليصل الى الاستنتاج بأن تلك "الآمال تبخرت"، سواء مع سورية في أعقاب النتائج السلبية التي أسفرت عنها قمة جنيف التي عقدت الربيع الماضي بين الرئيس بيل كلينتون والرئيس الراحل حافظ الأسد، ومن ثم وفاة الرئيس السوري بعد ذلك بفترة وجيزة، أم مع الفلسطينيين بعد فشل القمة الثلاثية بين كلينتون وباراك وعرفات في كامب دايفيد.
ويصف التقرير انسحاب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان بأنه "التطور الاستراتيجي" الأكثر أهمية الذي شهده الصراع العربي - الاسرائيلي هذا العام. لكنه يضيف ان الوضع في تلك المنطقة لا يزال بعيداً عن الاستقرار بسبب "الفراغ" الذي نجم في أعقاب ذلك الانسحاب. ومع أنه يشير الى أن "حزب الله" تمكن من "إملاء ذلك الفراغ بسرعة ومن دون حوادث تذكر"، فإنه يعتبر أنه "لا يزال هناك قدر من الغموض وعدم الوضوح في ما يختص بمسؤولية المحافظة على الأمن في المنطقة، وما إذا كانت تقع على عاتق قوات الأمم المتحدة أم على قوات الجيش والشرطة اللبنانية".
ويعرب تقرير "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" عن التشاؤم عموماً حيال احتمالات التوصل الى تسوية دائمة على أي من المسارات التفاوضية في الوقت الحاضر أو المستقبل المنظور.
ولا يقتصر تقرير "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" في تناوله لأحداث العام في منطقة الشرق الأوسط على الصراع العربي - الاسرائيلي وعملية السلام، بل يتطرق أيضاً الى الأزمة العراقية. ويعتبر ان الظاهرة الرئيسية التي ميزتها خلال الأشهر الماضية تمثلت في "استمرار رفض العراق مطالب مجلس الأمن" المتعلقة بالتعاون مع فرق التفتيش الدولية عن أسلحة الدمار الشامل. ويقول التقرير ان ذلك الموقف أدى الى قيام وضع مثير للقلق، حيث أنه "مضى الآن ما يقارب عامين لم تخضع جهود العراق ومنشآته العسكرية لأي رقابة من جانب المفتشين الدوليين". ويخلص التقرير الى أن الموقف في هذه الأزمة بلغ مرحلة الجمود، وهو يراوح مكانه من دون أن تظهر في الأفق مؤشرات تدل على إمكان احراز أي تقدم فيه خلال وقت قريب. فالعراق لا يزال يصر على رفض آخر قرار دولي أصدره مجلس الأمن، وهو القرار 1284، الذي ينص على أن العقوبات المفروضة على بغداد لا يمكن أن ترفع إلا إذا أثبت العراق تعاونه مع هيئة "أنموفيك".
والى جانب الشؤون الاستراتيجية العامة، يتناول "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" في تقريره عدداً من التطورات البارزة التي شهدتها المنطقة على الأصعدة العسكرية والتسليحية. ويعتبر ان الحدث الأكثر أهمية على الاطلاق خلال هذا العام كان بدء اسرائيل في نشر نظام الدفاع الجوي الاستراتيجي المضاد للصواريخ "هتز" أو "أرو"، أي "السهم" الذي تم العمل على تطويره بالتعاون مع الولايات المتحدة وبالاعتماد على تمويلها، واستغرق 15 عاماً متواصلة. ويقول التقرير ان هذا النظام معد لتزويد اسرائيل قدرة على التصدي للصواريخ الباليستية أرض - أرض التي قد تستهدفها. وتم حتى الآن نشر بطارية واحدة من هذا النظام على أساس اجراء اختبارات ميدانية عليها مع القدرة على استخدامها عملياً إذا ما دعت الضرورة الى ذلك في الحالات الطارئة. ومن ثم، فإن الخطط الاسرائيلية تنص على استكمال نشر هذا النظام وادخاله الى الخدمة الفعلية خلال عام 2003، حين سيتم نشر 3 بطاريات منه تكفي لتوفير "شبكة حماية وطنية شاملة" للأراضي الاسرائيلية بحلول عام 2004 أو عام 2005 على الأكثر.
ويورد التقرير، في ما يتعلق بالقوة العسكرية الاسرائيلية أيضاً، ان الدولة العبرية رصدت خلال عام 1999 ما مجموعه 8.8 مليار دولار للانفاق الدفاعي، أي ما نسبته 9 في المئة من ناتجها القومي الاجمالي، وهو ما يشكل انخفاضاً في هذه النسبة من المعدلات المعتادة التي كانت تصل اليها في الأعوام الماضية، حيث كانت تتراوح بين 11 و12 في المئة. لكنه يتابع بأن ذلك لم يكن مرده انخفاض المصاريف الاسرائيلية على التسلح، بل ارتفاع الناتج القومي الاسرائيلي من جهة، وارتفاع حجم المعونات العسكرية الأميركية التي تحصل عليها الدولة العبرية سنوياً، والتي يقدر مجموعها حالياً بحوالي ملياري دولار، وسترتفع تباعاً حتى تصل الى 2.4 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2005.
وتستخدم اسرائيل هذه المعونات الأميركية في تمويل أنشطة التطوير والانتاج الحربي المحلية، الى جانب الاستفادة منها في تمويل صفقات الأسلحة التي تتعاقد عليها في الخارج، ليس مع الولايات المتحدة فحسب، بل ومع دول أخرى أيضاً، كما حصل على سبيل المثال مع الصفقة التي أبرمتها مع المانيا وحصلت بموجبها على 3 غواصات هجومية جديدة من فئة "دولفين" تم تسليم الغواصة الثالثة منها قبل أيام فحسب، والتي يرجح على نطاق واسع أن تعمد اسرائيل الى تسليحها بصواريخ هجومية جوالة كروز بعيدة المدى مزودة رؤوساً حربية نووية، لتضيف بذلك بعداً جديداً على قواتها النووية الاستراتيجية المؤلفة حالياً من صواريخ باليستية أرض - أرض من طرازي "جريكو - 1" أريحا - 1 يصل مداها الى 500 كلم، و"جريكو - 2" أريحا - 2 يصل مداها الى 1500 كلم، علماً بأنها تعمل حالياً على انتاج طراز جديد من هذه الصواريخ يعرف باسم "جريكو - 3" ويصل مداه الى 2500 كلم.
وفي هذه الأثناء، تتوالى عملية تطوير الترسانة الاسرائيلية المسلحة بالتعاون مع الولايات المتحدة وفي جميع مجالات العمل العسكري تقريباً. وكان من أهم ما تم تحقيقه في هذا الاطار استكمال تزويد القوات الجوية الاسرائيلية 25 مقاتلة هجومية بعيدة المدى من طراز "ف - 15 إي سترايك إيغل"، والتعاقد على تزويد هذه القوات 50 مقاتلة اضافية جديدة متعددة الأغراض من طراز "ف - 16 فالكون" سيبدأ تسليمها العام المقبل لاضافتها الى 250 طائرة تعمل حالياً لدى اسرائيل من هذا النوع. وهذه الطائرات الاضافية هي جزء من برنامج شامل يتم تنفيذه حالياً لتحديث الوحدات القتالية في سلاح الجو الاسرائيلي، ومن المفترض أن يتم استكماله بصفقة لاحقة تشتمل بدورها على 50 طائرة أخرى إما من الطراز نفسه، أو ربما من طراز أميركي آخر، على أن يتم إبرامها كما هو متوقع خلال الأشهر المقبلة ليبدأ تسليمها تباعاً خلال عام 2003 المقبل. كما يحصل سلاح الجو الاسرائيلي حالياً على المزيد من طائرات الهليكوبتر الهجومية من طراز "أباتشي"، وطائرات الهليكوبتر الناقلة من طراز "بلاك هوك"، بينما تعمل الصناعات العسكرية الاسرائيلية على انتاج طراز جديد من دبابة القتال الرئيسية "مركافا"، وهو يعرف باسم "مركافا - 4" ويفترض أن يبدأ بدخول خدمة القوات المدرعة الاسرائيلية خلال العام المقبل.
الجهود العربية
أما على الجانب العربي، فإن التطورات التسليحية الرئيسية التي شهدتها الفترة الماضية كانت من نصيب القوات المسلحة المصرية، التي تستمر في تنفيذ جهود تطوير وبرامج تحديث ضخمة في مجالات عدة. والتي يمكن الاستنتاج من خلال المعلومات التي يوردها تقرير "الميزان العسكري" الجديد انها باتت الآن القوة العسكرية العربية الوحيدة عملياً التي تتقارب من حيث الكم والنوع تسليحاً وتجهيزاً وتدريباً، مع نظيرتها الاسرائيلية. ويشير التقرير، على سبيل المثال، الى أن القوات المصرية استكملت أخيراً تسلم 555 دبابة قتال رئيسية أميركية جديدة من طراز "م - 1 أبرامس"، تم انتاجها محلياً بموجب ترخيص رسمي، وستبدأ قريباً بتسلم 200 دبابة أخرى من هذا الطراز تم الاتفاق في شأنها مع واشنطن العام الماضي. كما تسلم سلاح الجو المصري 21 مقاتلة جديدة من طراز "ف - 16 فالكون"، ما رفع مجموع هذه المقاتلات في صفوفه الى أكثر من 200 طائرة، بينما سيبدأ خلال العام المقبل بتسلم 24 مقاتلة اضافية منها. وحصلت القوات المصرية أيضاً على 36 هليكوبتر هجومية من طراز "أباتشي"، و4 فرقاطات صاروخية من فئة "بيري"، وتعاقدت مع واشنطن على صواريخ مضادة للطائرات وللصواريخ من طراز "باتريوت" ستبدأ في تسلمها عام 2001 المقبل، في حين اتفقت القاهرة مع الصين على 80 طائرة تدريب ومساندة هجومية نفاثة من طراز "ك - 8" سيتم انتاجها محلياً لحساب سلاح الجو المصري اعتباراً من العام المقبل أيضاً.
ويتطرق التقرير الى الجهود التي تبذلها سورية بهدف تطوير قدراتها العسكرية، فيشير الى الصفقة التي وقعتها دمشق أخيراً مع روسيا، وحصلت بموجبها على صواريخ جديدة مضادة للدروع من طراز "أ.ت - 14 كورنيت". واعتبر ذلك بمثابة دليل على نجاح الزيارة التي كان الرئيس الأسد قام بها الى موسكو العام 1999 في حلحلة عقدة الديون العسكرية القديمة والتي حال الخلاف المزمن في شأنها خلال التسعينات دون استئناف علاقات التعاون الدفاعي الوثيقة التي كانت تربط البلدين في الماضي. ويقول التقرير ان سورية تنفذ في الوقت نفسه جهوداً مهمة على صعيد تطوير قدراتها في مجال الصواريخ الباليستية الهجومية أرض - أرض، وكان أبرزها ما تحدثت عنه المصادر الغربية أخيراً من نجاح دمشق في انتاج طراز جديد من صواريخ "سكاد"، يعرف باسم "سكاد - د"، حيث تم اختباره وتمكن من الوصول الى مسافة 700 كلم، بالمقارنة مع 550 كلم لصواريخ "سكاد - سي" و325 كلم لصواريخ "سكاد - ب" التي كانت الترسانة الصاروخية السورية تشتمل عليها حتى الآن.
ويستفاد من معلومات التقرير الدولي ان القوات السورية لا تزال تملك كميات لا يستهان بها من الأسلحة والمعدات، لكن مشكلتها الرئيسية تكمن في أن غالبية تلك الأسلحة هي من طرازات سوفياتية قديمة العهد نسبياً، بينما تفتقر الطرازات الأكثر تطوراً وحداثة منها الى قطع الغيار وخدمات الصيانة والتدريب اللازمة. ولذلك تسعى سورية الى تنفيذ برامج تحديث لترسانتها، حيث يشير التقرير الى صفقة يفترض أن يكون تم الاتفاق عليها من حيث المبدأ بين دمشق وموسكو، من دون أن يتأكد ذلك تماماً، وتقدر قيمتها الاجمالية بحوالي 2.5 مليار دولار، اذ تشتمل على مقاتلات اعتراضية متطورة من طراز "سوخوي - 27" يقول التقرير ان سورية تسلمت فعلاً 4 منها حتى الآن، وهي من أصل 14 تم التعاقد عليها، ومقاتلات متعددة الأغراض من طراز "ميغ - 29 س.م.ت" وهي طراز محسّن من هذه المقاتلة التي يوجد منها حالياً نحو 36 طائرة لدى سلاح الجو السوري كان حصل عليها أيام الاتحاد السوفياتي السابق، الى جانب صواريخ مضادة للطائرات وللصواريخ من طراز "س - 300" سام - 10، ودبابات قتال رئيسية حديثة من طراز "ت - 80". وإذا ما صحت المعلومات في شأن هذه الصفقة، فإن الأسلحة الجديدة التي تشتمل عليها ستشكل اضافة نوعية مهمة على الترسانة العسكرية السورية عندما تبدأ عملية ادخالها الى الخدمة الفعلية تباعاً خلال الأشهر المقبلة.
منطقة الخليج
ويورد تقرير "الميزان العسكري" معلومات عن أبرز التطورات التسليحية التي شهدتها منطقة الخليج، وكان أهمها توقيع دولة الامارات العربية المتحدة رسمياً على صفقة الطائرات الضخمة مع الولايات المتحدة. وتقدر القيمة الاجمالية لهذه الصفقة بحوالي 9 مليارات دولار، وهي تتضمن 80 مقاتلة متعددة الأغراض من طراز "ف - 16 فالكون"، بنموذج متطور جديد يعرف باسم "ف - 16/60 دزرت فالكون" صقر الصحراء، الى جانب صواريخ وذخائر ومعدات وخدمات متنوعة ملحقة بها. ويفترض أن تبدأ القوات الجوية الاماراتية بالحصول على هذه المقاتلات اعتباراً من سنة 2002، التي ستبدأ فيها أيضاً بتسلم 30 مقاتلة جديدة من طراز "ميراج - 2000/9" تعاقدت عليها مع فرنسا في صفقة بلغت قيمتها 3.6 مليار دولار وتضمنت أيضاً تحديث 33 مقاتلة "ميراج - 2000" تعمل حالياً لدى الامارات وتحويلها بدورها الى الطراز "ميراج - 2000/9" المحسّن، على أن يتم تسليح جميع المقاتلات من هذا النوع في الخدمة الاماراتية بصواريخ هجومية جوالة كروز جو - أرض بعيدة المدى من طراز "بلاك شاهين" شاهين الأسود يصل مداها الى 300 كلم.
ويشير التقرير الى أن دولة الامارات كانت من بين أكثر دول المنطقة اهتماماً بتطوير قدراتها الدفاعية خلال الفترة الماضية، حيث انعكس ذلك في الصفقات الضخمة التي عقدتها في التسعينات مع دول عدة، وتم من خلالها الحصول على كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات الحديثة في جميع مجالات العمل العسكري. وكان من أبرزها، على سبيل المثال، 436 دبابة قتال رئيسية حديثة من طراز "لوكلير" من فرنسا، و500 عربة قتال مدرعة حديثة من طراز "ب.م.ب - 3" من روسيا، و50 نظام دفاع جوي روسي متطور من طراز "بانتزير س - 1" سام - 19، و36 طائرة تدريب ومساندة هجومية نفاثة من طراز "هوك" من بريطانيا، و416 صاروخاً جوالاً كروز هجومياً جو - أرض من طراز "الحكيم" يصل مداه الى أكثر من 100 كلم وسيتم تسليح مقاتلات "ف - 16/60" الجديدة به من بريطانيا أيضاً، و22 هليكوبتر هجومية من طراز "أباتشي" من الولايات المتحدة، وفرقاطتين صاروخيتين من فئة "كورتناير" وتعرف في الخدمة الاماراتية باسم الفئة "أبوظبي" من هولندا. وكان من جراء ذلك أن تضاعفت قيمة المصاريف الدفاعية الاماراتية خلال السنوات الخمس الماضية، فبلغت نحو 4 مليارات دولار هذه السنة بالمقارنة مع نحو 1.8 مليار دولار لعام 1996. وفي المقابل، يقول التقرير ان المصاريف الدفاعية في دول الخليج العربية الأخرى ظلت مستقرة نسبياً خلال السنوات الماضية، لكنه توقع أن تعود هذه المصاريف الى الارتفاع تدريجاً في ضوء ارتفاع أسعار النفط.
أما على الجانب الآخر من الخليج، فيركز التقرير بصورة خاصة على البرامج التي تعمل ايران على تنفيذها لتطوير قدرات انتاجها الحربي، لا سيما على صعيد الصواريخ الباليستية أرض - أرض. ويتحدث في هذا السياق عن انتاج طهران لنسخ معدلة ومحسنة من هذه الصواريخ بالتعاون مع كوريا الشمالية والصين وروسيا، وأهمها طبعاً الصاروخ "شهاب - 3" الذي يصل مداه الى 1300 كلم، الى جانب الصاروخ "شهاب - 4" الذي يستمر العمل على تطويره حالياً ويفترض أن يصل مداه الى حوالي 3 آلاف كلم. كما يشير الى احتمال أن تكون ايران تعمل في الوقت نفسه على تطوير صاروخ آخر بعيد المدى يعرف باسم "شهاب - 5" يقدر أن يصل مداه الى 5 آلاف كلم وأن يبدأ بدخول حيّز الانتاج والخدمة في غضون سنة 2005.
ويقول التقرير أيضاً ان ايران أصبحت من أكثر أسواق الأسلحة أهمية بالنسبة الى روسيا، وهي تحصل من موسكو على أنواع عدة من المعدات القتالية الحديثة، الأمر الذي ساهم كثيراً في تخفيف المشكلات الناجمة عن الافتقار الى قطع الغيار والذخائر وخدمات الصيانة التي كانت تواجه القوات الايرانية في تشغيل أسلحتها. وتستخدم القوات الايرانية حالياً أسلحة روسية رئيسية، مثل مقاتلات "ميغ - 29" المتعددة الأغراض، ومقاتلات "سوخوي - 24" الهجومية الاستراتيجية، ودبابات القتال الرئيسية "ت - 72"، وعربات القتال المدرعة "ب.م.ب - 2"، والغواصات الهجومية، والصواريخ المضادة للطائرات وللصواريخ "س - 300" التي ينتظر أن تبدأ طهران بالحصول عليها قريباً. وهذه العلاقات الوثيقة مع روسيا تندرج في الاطار نفسه مع التعاون الايراني التقليدي في المجال العسكري مع كل من الصين وكوريا الشمالية، وهو تعاون ينطوي بدوره على الحصول على الأسلحة من هاتين الدولتين مباشرة، الى جانب المساعدة على تطوير وانتاج نسخ محسنة ومعدلة منها محلياً، حيث باتت الصناعات الايرانية قادرة الآن، حسب المعلومات المتوافرة، على انتاج أنواع عدة من الأسلحة تشتمل على دبابات وعربات مدرعة ومدافع وراجمات ميدانية وطائرات قتالية وطائرات تدريب وهليكوبتر وصواريخ من فئات متنوعة.
ويورد تقرير "الميزان العسكري 2000 - 2001" أيضاً عدداً من التطورات التي شهدتها دول الشرق الأوسط على صعيد الدفاع والتسلح خلال الأشهر الماضية. وكان من أبرزها حصول الجزائر على 36 مقاتلة متعددة الأغراض من طراز "ميغ - 29" من جمهورية بيلاروسيا، والمزيد من مقاتلات "سوخوي - 24" الهجومية البعيدة المدى وطائرات الهليكوبتر الهجومية "ميل - 24" وصواريخ "خ - 35" س.س.ن - 22 صن بيرن المضادة للسفن من روسيا. كما يتحدث عن حصول البحرين على 10 مقاتلات اضافية من طراز "ف - 16 فالكون" من الولايات المتحدة، ما يرفع عددها لدى سلاح الجو البحريني الى 22 طائرة. ومن هذه التطورات أيضاً استكمال عملية تسليم سلاح البحرية الكويتي 8 زوارق صاروخية هجومية من فئة "لاكومباتانت - 1" الفرنسية، وستكون مزودة صواريخ سطح - سطح مضادة للسفن بريطانية الصنع من طراز "سي سكوا". وتعاقدت الكويت مع الولايات المتحدة على شراء 16 طائرة هليكوبتر هجومية من طراز "أباتشي"، ومع الصين على 27 مدفع ميدان ذاتي الحركة من عيار 155 ملم، لكنها جمدت إبرام الصفقة المتعلقة بشراء 48 مدفع ميدان ذاتي الحركة من طراز "م - 109 بلايين" عيار 155 ملم من الولايات المتحدة حتى أجل غير مسمى، نتيجة خلافات سياسية داخلية أثارتها هذه الصفقة عندما تم الاعلان عن التوصل اليها قبل حوالي عامين.
واستكملت قطر عملية تسلم 12 مقاتلة فرنسية متعددة الأغراض من طراز "ميراج - 2000/5" كانت أوصت عليها في منتصف التسعينات، بينما استكملت سلطنة عمان تسلم 18 دبابة قتالية رئيسية من طراز "تشالنجر - 2" من بريطانيا.
وكان من بين التطورات البارزة أيضاً حصول الأردن على 288 دبابة قتال رئيسية من طراز "تشالنجر - 1" على شكل هدية مجانية قدمتها له بريطانيا. وجاء ذلك بعد فترة وجيزة من حصول سلاح الجو الأردني على 16 مقاتلة متعددة الأغراض من طراز "ف - 16 فالكون" قدمتها له الولايات المتحدة، وكانت بدورها على شكل هبة مجانية تقريباً. وفي هذه الأثناء، أبرم اليمن صفقة بقيمة 500 مليون دولار مع روسيا سيحصل بموجبها على 14 مقاتلة اعتراضية متطورة من طراز "سوخوي - 27"، وهي طائرات سيشكل دخولها الخدمة في سلاح الجو اليمني قفزة نوعية مهمة في قدراته القتالية عندما يبدأ تسلمها اعتباراً من سنة 2001
القوى العسكرية الرئيسية في المنطقة 2000 - 2001
مصر سورية العراق مجلس ايران تركيا اسرائيل
التعاون
مجموع 450 ألفاً 320 ألفاً 500 ألف 375 ألفاً 520 ألفاً 615 ألفاً 600 ألف
القوات النظامية
القوات شبه 230 ألفاً 100 ألف 100ألف 50 ألفاً 200 ألف 220 ألفاً 10 آلاف
العسكرية
دبابات 4000 4800 2400 2300 2000 4200 4500
عربات مدرعة 5500 5000 4500 10000 1800 5000 11000
مدفعية ميدان 1700 3000 2500 1300 3500 3000 1800
وراجمات
طائرات قتالية 580 600 350 600 360 550 700
هليكوبتر قتالية 130 120 120 160 100 60 135
غواصات 4 3 - - 5 14 3
قطع سطح 36 12 - 60 25 45 18
قتالية رئيسية
منصات صواريخ 30 100 50 25 150 12 100
أرض أرض
ملاحظات بعض المعدات السورية قيد التخزين أو غير قابل للتشغيل.
الأرقام العراقية تقديرات، وبعض المعدات غير قابل للتشغيل.
تشمل دول المجلس السعودية والامارات والكويت والبحرين وقطر وعمان.
القوات النظامية الايرانية تشمل الجيش والحرس الثوري.
الأرقام الاسرائيلية جميعها في حالة التعبئة العامة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.