يبدو أن عملية السلام في الشرق الأوسط لم تؤثر على سباق التسلح بين إسرائيل من جهة والدول العربية من جهة أخرى، خصوصاً تلك المعروفة باسم دول المواجهة، وتحديداً سورية ومصر والأردنولبنان. وكان للتطورات العالمية خلال السنوات العشر الأخيرة وقع كبير على سباق التسلح، حين أدى نشوب حرب الخليج الثانية وانهيار الاتحاد السوفياتي وانتهاء الحرب الباردة إلى انقلاب موازين القوى. فتدمير الآلة العسكرية العراقية أدى إلى فقدان دول المواجهة سنداً رئيسياً، كما خسرت سورية حليفاً استراتيجياً بسقوط الاتحاد السوفياتي. ومع بروز الولاياتالمتحدة وحيدة في العالم، تعزز موقع إسرائيل دولياً واقليمياً في وقت فرض الحظر على عدد من الدول بحجة دعمها لمنظمات ارهابية. وشهدت التسعينات ثورة في التقنية العسكرية تمثلت بظهور ما يعرف بالأسلحة الذكية وتطور أنظمة القيادة والسيطرة والمعلوماتية والاتصالات ما غيّر مفاهيم ونظريات عسكرية واستراتيجية عدة. وشهد العالم أمثلة على هذه الثورة في حرب الخليج الثانية ويوغوسلافيا، حيث تم تدمير الخصم واخضاعه عبر ضربات جوية مكثفة وبخسائر محدودة جداً في صفوف القوة المهاجمة. وكان لهذه التطورات وقعها على دول العالم، ومن ضمنها العربية، إذ وجدت نفسها مضطرة إلى إعادة النظر بسياسة تسلحها وتنظيم قواتها وإعادة صوغ العقيدة العسكرية لجيوشها. كما دخلت أسلحة الدمار الشامل على نطاق أوسع في المنطقة، ما يعطي أبعاداً أكبر لأي حرب شاملة تنشب في المستقبل، مع ميل كفة ميزان القوى بشكل ملحوظ لصالح إسرائيل، ما دفع ببعض الدول العربية للاحتفاظ بأسلحة كيماوية وجرثومية لاستخدامها كعامل رادع في وجه الاطماع والتهديدات الإسرائيلية. ويبدو ميزان القوى في المنطقة اليوم أكثر تعقيداً وأصبح التفوق العسكري والتكنولوجي الإسرائيلي يشكل تهديداً خطيراً ليس على دول المواجهة فحسب، بل على كل الأمة العربية. إسرائيل دأبت إسرائيل منذ حرب 1973 على إعادة تنظيم قواتها وتجهيز قطاعاتها العسكرية بشكل يمكنها من خوض حرب شاملة على أكثر من جبهة، وكان تركيزها الأساسي على جهاز المعلوماتية حتى لا يكون عنصر المفاجأة ضدها في الحرب المقبلة، كما كان في حرب تشرين الأول اكتوبر 1973. كان عنصر المفاجأة من جانب إسرائيل يلعب دوراً أساسياً في مختلف المعارك والحروب التي خاضتها ضد العرب، كما سعت إسرائيل إلى الاحتفاظ بعامل المرونة والحركة السريعة من أجل نقل المعركة إلى أرض الخصم وإنهاء الحرب بسرعة. ولم تتوقف إسرائيل عن تطوير ترسانة أسلحتها غير التقليدية، من رؤوس نووية وبيولوجية وكيماوية، وفي الوقت ذاته تعزز دفاعاتها ضد أسلحة الدمار الشامل حتى تنفي عامل الردع العربي المتمثل بامتلاك بعض الدول العربية لصواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس كيماوية وجرثومية. ونجد هذا التوجه واضحاً في كتابات المحللين والاستراتيجيين الإسرائيليين. كتب الوف بن أن على إسرائيل أن "تواصل الاعتماد على القوات الضاربة المتحركة التي ستكون الدبابة أساساً فيها لنقل المعركة إلى أرض العدو وحسمها هناك. وستكون الاستخبارات هي الذراع التي ستزداد قوة أكثر من غيرها بجميع أشكالها وصورها لمراقبة ما يجري وراء الحدود في السنوات المقبلة". ويضيف المحلل العسكري انتوني كوردزمان بأن "إسرائيل لا تستطيع أن تتحمل حرب استنزاف طويلة أو حرباً تكبدها خسائر بشرية عالية. لذلك يجب ان تتأكد من أن حرباً تنشأ يجب أن تكسبها بسرعة. ويجب ان تخطط إسرائيل وتعمل على هزيمة التهديد الأكثر احتمالاً، وألا تهمل خطورة قوات عربية موحدة". وحسب المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فإن عدد القوات المسلحة الإسرائيلية يبلغ 175 ألف شخص. ويرتفع العدد إلى 600 ألف عند التعبئة العامة. وتملك إسرائيل 4300 دبابة قتال رئيسية و400 دبابة خفيفة وحوالى 6000 ناقلة جند وسيارة مصفحة وأكثر من 1100 مدفع هاتزر ذاتي الحركة وأكثر من 6000 بطارية مدافع متنوعة و170 راجمة صواريخ مختلفة الأعيرة إلى أعداد كبيرة من الصواريخ التكتيكية المضادة للدروع أو الطائرات. ويملك سلاح الجو الإسرائيلي حوالى 474 طائرة في الخدمة الفعلية و250 طائرة مخزنة، إضافة إلى 137 طائرة هليكوبتر هجومية مثل هيوز وكوبرا وآباتشي. ولدى إسرائيل أحدث المقاتلات الأميركية مثل اف -15 واف - 16 المطورة التي تستطيع ضرب الأهداف البعيدة. وتقوم المصانع الإسرائيلية بانتاج طائرات حربية مثل كفير وتحديث وتطوير الطائرات القديمة مثل الفانتوم وسكاي هوك. وتملك إسرائيل 36 طائرة مختلفة للحرب الالكترونية والرصد والتنصت، ويعمل بعضها أيضاً كمراكز قيادة لإدارة وتوجيه معركة جوية أو برية مثل أواكس وهوك آي. ويضم سلاح الجو أعداداً كبيرة من طائرات النقل والتدريب والصهاريج لتزويد المقاتلات بالوقود جواً، وتملك إسرائيل أحدث ما ابتكر حتى الآن من صواريخ وقنابل موجهة بواسطة الليزر أو الرادار، كما تملك صواريخ جو - جو بعيدة المدى مثل شفرير وامرام وبايثون، وشهد سلاح البحرية الإسرائيلي حديثاً انضمام غواصة من طراز دولفن المائية الصنع، الأمر الذي زاد من حجم منطقة عملياته وقدرته على الوصول إلى أهداف بعيدة. فهذه الغواصة، التي ستنضم إليها غواصتان من الطراز ذاته قريباً، تستطيع الإبحار في مياه المحيطات العميقة والبقاء في المياه أكثر من شهر من دون حاجة إلى التموين أو التزود بالوقود. وتملك إسرائيل ثلاث غواصات ساحلية بريطانية الصنع من طراز فيكرز، و21 سفينة حربية متنوعة من كورفيت وزوارق صاروخية جميعها مجهزة بصواريخ الهاربون ذات الدقة العالية والمدى البعيد. وتقوم إسرائيل منذ فترة بإنشاء قيادة خاصة للقوات الاستراتيجية شبيهة بتلك الموجودة لدى القوى العظمى. وتتعامل هذه القيادة مع الأخطار الاستراتيجية التي تهدد إسرائيل مثل أسلحة الدمار الشامل. ووضعت تحت امرة هذه القيادة الجديدة ترسانة من صواريخ باليستية مثل جيريكو 1 وجيريكو 2 التي يصل مداها إلى 1500 كيلومتر، بالإضافة إلى قاذفات تكتيكية بعيدة المدى مثل اف -15 - اي وغواصات دولفن. وتحمل هذه الطائرات والغواصات والصواريخ بشكل دائم رؤوساً نووية وجرثومية وكيماوية للتعامل مع أي تهديد مفاجئ بسرعة. ويقول المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن إسرائيل تملك أكثر من مئة رأس نووي، وبالمقابل تعزز إسرائيل دفاعاتها ضد الصواريخ الباليستية، وانشأت لهذه الغاية مظلة جوية مؤلفة من صواريخ مضادة للصواريخ طراز باتريوت الأميركية وصواريخ آرو الإسرائيلية الصنع. ومن ناحية أخرى، اطلقت إسرائيل في السنوات الماضية أقماراً اصطناعية، كان آخرها افق -3، ما زاد من مقدرتها على كشف موقع الجيوش العربية في العمق من دون الاستعانة بالأقمار الأميركية، كما أنها تطور وتصنع طائرات من دون طيار لمهمات الرصد والتنصت خلف الحدود. وهي اليوم تملك أحدث أجهزة التشويش الالكتروني والرصد البصري والسمعي مع أجهزة اتصال حديثة، ما يزيد من فعالية مركزها للاتصال والقيادة والسيطرة والمعلوماتية التي تقوم بإدارة المعركة، ووضعت إسرائيل العام الماضي عقيدة عسكرية جديدة تحدد سياسة التسلح والأهداف الاستراتيجية لقواتها خلال السنوات المقبلة، وهي تتماشى مع الثورة الجديدة في التقنية العسكرية، وتعتمد على مبدأ العمليات البر - جوية والقصف الجوي الاستراتيجية لتحطيم ارادة العدو واخضاعه من دون اللجوء إلى حرب شاملة. وشاهد العالم مثلاً على ذلك الغارات التي شنتها الطائرات الإسرائيلية على جسور ومحطات الطاقة في لبنان من أجل ردع "حزب الله" ومنعه من استخدام صواريخ الكاتيوشا. ويتوقع المراقبون ان تلجأ إسرائيل في المستقبل إلى استهداف البنية التحتية في لبنان ودول عربية أخرى من أجل تحقيق أهدافها عوضاً عن الدخول في حرب والتعرض لخسائر بشرية في صفوفها. وتسعى إسرائيل إلى الوصول إلى درجة من الاكتفاء الذاتي عسكرياً، فهي تملك اليوم مصانع حربية في شتى القطاعات وتنتج أحدث وأفضل الأسلحة نوعياً مثل دبابة ميركافا -3 وصواريخ غابرييل البحرية وصواريخ جو - جو طراز شفرير وطائرات من دون طيار والعديد من المعدات. وتعتبر اليوم سابع مصدر للسلاح في العالم. ويذكر أن بعض القادة والمراقبين لا يزالون ينظرون بريبة للدول العربية التي وقعت معها على اتفاقات السلام. ويحذرون قيادة الجيش من التمادي في الوثوق بمصر أو الأردن. وأشار إلى ذلك المستشار في وزارة الدفاع الإسرائيلية الجنرال ديفيد ايفري في حديث مع مجلة "جينز" للدراسات الدفاعية، وقال: "إن مصر لا تزال تعتبر مصدر خطر على إسرائيل ويجب أن تبقى الدولة العبرية يقظة لبناء وتطور الجيش المصري والأوضاع الداخلية في مصر". سورية تواجه سورية صعوبات في التسلح وتحديث معداتها العسكرية بسبب الحظر العسكري الذي تفرضه عليها واشنطن ودول اوروبية اخرى. فحجم واردات الاسلحة خلال السنوات الخمس الماضية لا يكاد يذكر مقارنة مع ما استوردته الدول العبرية. وحسب المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية فان سورية لم تحصل منذ عام 96 سوى على كميات محدودة من صواريخ سطح - سطح الصينية الصنع طراز ام - 9 ودبابات تي 55 ام في الاوكرانية الصنع. وتعرضت الصين الى ضغوط هائلة من واشنطن لوقف شحنات الصواريخ الى سورية. واضطرت افريقيا الجنوبية العام الماضي الى الغاء صفقة لتزويد سورية باجهزة للتحكم النار لدباباتها طراز تي - 72 وذلك بعد ان تعرضت بريتوريا الى ضغوط من اسرائيل والولاياتالمتحدة. وكانت سورية فقدت حليفها الاستراتيجي ومصدر اسلحتها مع انهيار الاتحاد السوفياتي حين حدت موسكو من حجم مبيعاتها بسبب الضغوط الغربية. وأثرت هذه العوامل على تطور وتحديث الآلة العسكرية السورية خصوصاً في مجالات التكنولوجيا والحرب الالكترونية والمعلوماتية. يبلغ عدد القوات المسلحة السورية 320 الف شخص كما يبلغ عدد الاحتياط نصف مليون شخص، وهم مجهزون بحوالى 4200 دبابة قتال رئيسية و2250 دبابة خفيفة ومصفحة و2200 ناقلة جند و1630 مدفع هاوتزر و450 مدفع هاوتزر ذاتي الحركة وحوالى 800 مدفع هاون ثقيل و500 راجمة صواريخ. وتملك القوات البرية ترسانة من الصواريخ الموجهة المضادة للدروع والمضادة للطائرات طراز سام - 2 و3 و5 و6 و7 و8 و9 و13 بالاضافة الى تشكيلة من الصواريخ الباليستية طراز سكود واس اس - 21 وفروغ - 7. وتملك وحدات الدفاع الجوي اكثر من 2000 مدفع من مختلف الاعيرة كما تملك قوات الدفاع الساحلي ثلاث غواصات فئة روميو الروسية الصنع، وهي غير صالحة للخدمة حسب المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية. ويملك سلاح البحرية فرقاطتين و21 زورقاً صاروخياً وخمس كاسحات الغام وثلاث سفن انزال وأربع سفن دعم وصيانة. ويضم سلاح الجو السوري حوالى 590 طائرة حربية، منها مقاتلات هجومية طراز سوخوي - 22 و24 وميغ - 23 ومقاتلات اعتراضية طراز ميغ - 21 و23 و25 و29 بالاضافة الى طائرات هليكوبتر للحرب الالكترونية طراز مي - 8 ميب وطائرات للنقل والتدريب. ويملك سلاح الجو السوري 72 طائرة هليكوبتر هجومية طراز مي مي - 25 وغازيل. اما تسليح الطائرات فهو من جيل السبعينات والثمانينات من الصواريخ الموجهة ذات المدى المحدود. وتحاول القيادة السورية جاهدة تحديث آلتها العسكرية. وكانت مسألة التزود بالاسلحة احد ابرز المواضيع التي ناقشها الرئيس حافظ الاسد مع نظيره الروسي قبل بضعة اشهر في موسكو. وحسب الصحافة الروسية ومؤسسة "جينز" للدراسات الاستراتيجية تريد سورية الحصول على مقاتلات متعددة المهمات طراز سوخوي - 27 وصواريخ أ اس - 300 المضادة للصواريخ الباليستية ودبابات حديثة وصواريخ مضادة للدروع طراز كورنيت التي توجه بأشعة الليزر وغيرها من اجهزة الاتصالات والرصد الحديثة. وتقول مؤسسة "جينز" ان سورية تملك تقنية تصنيع صواريخ سكود بالاضافة الى اسلحة كيماوية وبيولوجية، وهذا لم يتم تأكيده من اطراف اخرى. واظهرت حرب يوغوسلافيا الاخيرة ان بعض الاسلحة الروسية مثل صواريخ السام اصبحت بلا فعالية امام التقنية الحديثة، اي صواريخ الهارم المضادة للرادار والقنابل الموجهة بأشعة الليزر التى تلقى من مسافات عالية لا تستطيع غالبية صواريخ السام بلوغها. لذلك يعتقد المراقبون بأن القيادة السورية تدرس سبل تطوير دفاعاتها الجوية خصوصاً ان اسرائيل تملك ذات الاسلحة التي استخدمها حلف شمال الاطلسي ضد صربيا. ويذكر ان سورية تحيط كل عمليات تسليحها وتدريباتها بسرية تامة ما يبقي مؤسسات الابحاث الغربية غير مطلعة تماماً على ما يجري داخل المؤسسة، خصوصاً من ناحية وضع صواريخها الباليستية ونوعية الرؤوس المجهزة بها. وهذا بدوره يعطي سورية عنصر الردع ضد الاطماع الاسرائيلية اذ ان القائد العسكري يخشى عادة ما يجهله. وتفتقر القوات السورية الى جهاز معلوماتية واتصالات حديث، ومن غير المعلوم ما اذا كانت روسية مستعدة لتقديم مساعدات مخابراتية عن طريق امداد دمشق بصور من اقمارها الاصطناعية للتحركات الاسرائيلية اذا ما نشبت حرب بين الدولتين في المستقبل. مصر أفضل ما استفادت منه مصر من اتفاق السلام تحسين العلاقات مع واشنطن والحصول على المساعدات العسكرية التي رفعت من مستوى التسلح وتقنية الآلة العسكرية المصرية. وتعتبر مصر ثاني أكبر مستفيد من المساعدات العسكرية الاميركية السنوية بعد اسرائيل. وأهم ما تم تطويره في الجيش المصري هو جهاز الحرب الالكترونية والاتصالات وقطاع تصنيع الأسلحة، فسلاح الجو المصري يملك اسطولاً من طائرات الرصد والتنصت والتشويش الالكتروني مثل الهوي آي وبيتش - 1900 وطائرات من دون طيار للاستطلاع. أما مصانع الأسلحة فهي تطورت الى حد أنها تقوم اليوم بتجميع دبابات ام - 1 ابرامز الاميركية، وهي تعتبر من احدث وأقوى الدبابات في العالم، كما انها تصمم وتصنع ناقلات جند طراز الوليد وفهد ودبابات طراز رمسيس. وهي تصدر ذخائر ومدافع هاون ومدافع رشاشة ومعدات اتصال وسيارات جيب وشاحنات عسكرية. وعلى رغم انها لم تصل بعد الى مستوى التقنية الاسرائيلية، إلا انها قطعت أشواطاً جيدة في طريق التطور التقني، وهذا بحد ذاته مؤشر ايجابي لمستقبل الصناعة الحربية المصرية وتسلح الجيش المصري. وأطلقت مصر حديثاً قمراً اصطناعياً تجارياً النايل سات الذي يعتقد بعض المراقبين انه من الممكن استخدامه للاتصالات العسكرية وتصوير مواقع اسرائيلية. وتعمل مصر اليوم على استبدال معداتها العسكرية الروسية الصنع بأخرى اميركية تعتبر أحدث واكثر فعالية، وتقوم مصر بتخزين أسلحتها القديمة أو تطويرها واعادة تصنيعها للتمديد من فترة صلاحيتها. وحسب المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية فإن عدد القوات المسلحة المصرية يبلغ 450 ألف شخص، يرتفع عددهم الى 700 ألف عند التعبئة العامة. كما يوجد 82000 شخص في قوات حرس الحدود والحرس الوطني وحرس السواحل. ويملك الجيش المصري 3700 دبابة قتال رئيسية و412 عربة استطلاع و800 دبابة خفيفة ومصفحة و3300 ناقلة جند وحوالى 1000 مدفع هاوتزر و276 مدفع هاوتزر ذاتي الحركة و300 راجمة صواريخ و2500 مدفع هاون وصواريخ أرض - أرض طراز فروغ - 7 وسكود وصقر، الذي تنتجه المصانع المصرية. كما يملك الجيش المصري أعداداً كبيرة من الصواريخ التكتيكية الحديثة المضادة للدروع واجهزة حديثة للتحكم الناري وتحديد المسافات والرصد الميداني، تزيد من سرعة ودقة المدافع والصواريخ. وتقوم مصر باستبدال صواريخ السام الروسية بصواريخ اميركية أكثر دقة وفعالية مثل هوك وتشابارال، وهي على وشك استلام بطاريات صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ الباليستية. وتملك مصر أكبر قوة بحرية بين الدول العربية، وهي متفوقة نوعية وعدداً على البحرية الاسرائيلية، وتضم البحرية أربع غواصات صينية طراز روميو مسلحة بصواريخ هاربون الاميركية، ومدمرة واحدة وثماني فرقاطات و42 زورقاً صاروخياً وخافرة و13 كاسحة ألغام و12 سفينة انزال و20 سفينة للدعم والصيانة والنقل. كما يملك سلاح جو البحرية المصرية 24 طائرة هليكوبتر هجومية مضادة للغواصات والسفن. لكن سلاح الجو المصري لم يصل بعد الى المستوى المطلوب من حيث النوعية والكمية لمواجهة عدو بقوة اسرائيل. فعلى رغم ان عدد الطائرات الحربية يبلغ 585 طائرة إلا أن غالبيتها قديمة مثل الميراج - 5 والمقاتلات الصينية جي - 6 و7 وهي تصاميم مطورة لطائرات ميغ - 19 و21 الروسية، بالإضافة الى مقاتلات الدعم الأرضي الخفيف ألفا جت البريطانية الصنع. وكل ما حصلت عليه مصر حتى الآن هو 114 مقاتلة اف - 16 سي و30 مقاتلة هجومية من طراز فانتوم و20 طائرة ميراج - 2000. يذكر ان طائرات اف - 16 الاسرائيلية أحدث من نظيراتها المصرية. كما تملك مصر 125 طائرة هليكوبتر هجومية طراز أباتشي وغازيل، هذا بالإضافة الى طائرات عديدة للنقل والاستطلاع والرصد والتدريب. ويملك سلاح الجو صواريخ جو - جو بعيدة المدى طراز سبارو وماترا - 530 وصواريخ موجهة جو - أرض طراز مافريك، إلا أنها ليست بنوعية صواريخ الجيل الجديد لدى القوات الاسرائيلية. وازداد الوضع خطورة وتعقيداً اليوم بوجود القنابل الموجهة باللايزر وامكان شن غارات فعالة من ارتفاعات شاهقة. ويرى المراقبون ان على مصر ان تركز على تقوية سلاح جوها ودفاعاتها الجوية لحماية حدودها مع اسرائيل، ويمكن ذلك إما عن طريق انشاء شبكة دفاع جوية من صواريخ حديثة بعيدة المدى أو شراء مقاتلات من الجيل الجديد. لبنان منذ التوقيع على اتفاق فك الارتباط ووقف اطلاق النار بين لبنان واسرائيل عام 1949 لم يعد لبنان عصراً مشاركاً بطريقة مباشرة في الحرب العربية - الاسرائيلية على رغم المناوشات المحدودة التي حصلت على الحدود بين البلدين في مطلع السبعينات. وان وضع القوات المسلحة اللبنانية الحالي لا يسمح بدخول لبنان في مواجهة عسكرية شاملة مع اسرائيل من دون مساعدة كبيرة من طرف او جيش آخر. فعدد قواته المسلحة لا يتعدى 53 ألفاً، مجهزين بحوالي 315 دبابة من جيل الخمسينات و160 دبابة خفيفة ومصفحة و800 ناقلة جند و150 مدفع هاوتزر و35 راجمة صواريخ و280 مدفع هاون وبضعة صواريخ موجهة مضادة للدروع ومدافع مضادة للطائرات. ولا يملك لبنان سوى ثلاث مقاتلات قديمة طراز هانتر و24 طائرة هليكوبتر صالحة للخدمة وباقي الطائرات تحتاج الى تصليح وغير صالحة للاستعمال، كما ان سلاح البحرية اللبناني متواضع جداً اذ ان كل ما يملكه هو 14 خافرة سواحل وسفينتا انزال. يفتقر لبنان بشكل أساسي الى سلاح دفاع جوي، فالمضادات الأرضية لا تفي بالغرض امام الطائرات الحديثة، وهو بحاجة الى شبكة صواريخ ارض - جو من الجيل الجديد. وطبيعة الأرض اللبنانية الجبلية والوعرة تجعل منه ارضاً مناسبة جداً لجيش في موقع الدفاع، شرط تسليحه بالأسلحة المناسبة ضمن عقيدة عسكرية واضحة تجعل وحداته اكثر مرونة. ان المواجهات المحدودة التي خاضها الجيش اللبناني مع اسرائيل في السنوات الاخيرة اظهرت شجاعة كبيرة من قبل الجندي اللبناني الذي قتل ببسالة عدوا يفوقه عدة وعدداً بأضعاف كثيرة. لكنه لن يستطيع الصمود وحيداً لفترة طويلة في مواجهة شاملة مع اسرائيل، ولا يمكنه المشاركة في هجوم على اسرائيل من دون تعزيز قواته البرية وتوفير دعم جوي. الأردن بدأ الأردن حديثاً واثر توقيع اتفاق وادي عربة مع اسرائيل بالحصول على مساعدات عسكرية اميركية وخصوصاً في مجال تحديث سلاح الجو عبر تزويده بمقاتلات اف - 16 من الطراز القديم. فالأردن يملك اكبر جبهة عربية مع اسرائيل، وتشكل الأراضي الصحراوية جزءاً كبيراً من هذه الحدود ما يزيد من صعوبة الدفاع عنها. وحسب المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية فان عدد القوات المسلحة الاردنية يبلغ 105 آلاف شخص الى 35000 احتياط، وهم مجهزون بحوالى 2200 دبابة قتال رئيسية و45 دبابة خفيفة و170 عربة استطلاع و1100 ناقلة جند و115 مدفع هاوتزر و406 مدافع دبابة قتال رئيسية و45 دبابة خفيفة و170 عربة استطلاع و1100 ناقلة جند و115 مدفع هاوتزر و406 مدافع هاوتزر ذاتية الحركة و450 مدفع هاون ومدافع مضادة للطائرات وصواريخ موجهة مضادة للدروع وبطاريات من صواريخ سام - 7 و8 و13 و14 و16 الروسية الصنع وصواريخ هوك الاميركية. وحصل الأردن على معدات الكترونية متطورة للرصد والتحكم الناري والاتصالات، ويملك الأردن سلاح بحرية صغيراً جداً مكوناً من سبع خافرات سواحل، ويضم سلاح الجو الأردني 93 طائرة حربية تشمل مقاتلات هجومية طراز اف - 5 تايغر ومقاتلات اعتراضية طراز ميراج اف - 1 واف - 16 بالاضافة الى 16 طائرة هليكوبتر هجومية طراز كوبرا. تراجع المفاجأة التفوق الاسرائيلي الواضح في مجالات التكنولوجيا والرصد والاتصالات قلل الى حد كبير من امكانات الدول العربية في شن هجوم مباغت على اسرائيل على غرار ما حدث في حرب تشرين الأول اكتوبر. هذه القدرة الاستخباراتية المتفوقة بالاضافة الى عقيدتها العسكرية الداعية الى شن ضربات وقائية أو استباقية لردع أي خطر أو تهديد محتمل ستساهم الى حد كبير في تعزيز الموقف الدفاعي للدولة العبرية وتصعب على العرب استخدام عنصر المفاجأة في أي حرب مقبلة. أما استمرار التفوق الجوي الإسرائيلي سيبقي العرب في موقف الدفاع ويقلل من حماسهم لشن هجوم من دون سيطرة جوية شبه تامة. فالحرب الحديثة تعتمد اعتماداً كلياً على سلاح الجو في ضرب تجمعات العدو وتشتيته وتدمير البنية التحتية وتأمين دعم للقوات البرية. وبدا هذا واضحاً في حربي الخليج الثانية ويوغسلافيا إذ كان لكل من العراق ويوغسلافيا قوات مسلحة قوية، إلا أن فقدانهما للغطاء الجوي الحق بهما خسائر فادحة ودفعهما للاستسلام. وتمكنت اسرائيل ايضاً من تقليص حجم ودور العمق الاستراتيجي العربي عن طريق استيراد اسلحة ذات مدى طويل يمكنها من تخطي المسافات والعوائق الطبيعية وضرب الأمة العربية في العمق. وان اسلحة الدولة العبرية الحديثة من طائرات اف - 15 - أي وصواريخها الباليستية والجوالة وغواصاتها من فئة دولفن جعلت معظم الدول العربية بطريقة او باخرى دول مواجهة. فهي قادرة على تدمير اي هدف في موريتانيا مثلاً براً وبحراً وجواً مستخدمة رؤوساً حربية تقليدية او غير تقليدية، كما انها تعمل جاهدة على بناء مظلة جوية فعالة آرو ضد الصواريخ الباليستية من أجل حرمان العرب من سلاحهم الوحيد الذي يشكل عنصراً رادعاً لأطماعها. لا تزال دول المواجهة العربية تعاني من المشاكل التي عانتها منذ بداية الصراع العربي - الإسرائيلي، وهي المشاكل الاقتصادية التي تمنعها من مجاراة اسرائيل في سباق التسلح وافتقار الدول العربية لرؤية استراتيجية وعسكرية موحدة لمجابهة اسرائيل. وزاد سقوط الاتحاد السوفياتي وسيطرة الولاياتالمتحدة على الساحة الدولية واندلاع حرب الخليج الثانية من مصاعب الدول العربية في صراعها مع اسرائيل. ويقول المحلل الاستراتيجي البريطاني برايان بوند ان "عيب العرب الأساسي وربما نقطة ضعفهم انهم كانوا منقسمين ولم يوحدوا او ينسقوا جهودهم العسكرية في حروبهم مع اسرائيل". اذن الخيار الاستراتيجي الوحيد للعرب هو توحيد صفوفهم عسكرياً والتنسيق الجدي في ما بينهم في الشؤون الدفاعية واجراء مناورات مشتركة لتعزيز اواصل التعاون ورفع مستواها ميدانياً. إن توحيد الطاقات العربية سيمكن من مبادلة المعلومات والخبرات في التصنيع الحربي واستيراد التكنولوجيا من دول صناعية في آسيا واوروبا من اجل تحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي دفاعياً وتقليص الهوة في ميزان القوى مع اسرائيل. فالعرب اليوم اصبحوا في موقع الدفاع بدل الهجوم لتحرير أراضيهم المحتلة.