بعد عامين على تحقيقه، عرضت القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي فيلم "باق في حيفا" الذي يدور حول حياة إميل حبيبي ومسيرته الانسانيّة والفكريّة والأدبيّة. والفيلم الذي حقّقته المخرجة الاسرائيليّة التقدميّة داليا كارييل خلال الشهر الأخير من حياة الأديب الفلسطيني نيسان/ ابريل 1996، يتميّز بأمانته وولوجه إلى عمق التجربة السياسيّة والحياتيّة الصاخبة لصاحب "المتشائل". يتوقّف الفيلم عند مختلف محطّات حبيبي النضاليّة والأدبيّة، ويستعيد أهمّ المواقف والانجازات، ويعرض وجهة نظره في الصراع العربي - الاسرائيلي. وكان من المقرّر أن يشتمل على مواجهة بينه وبين محمود درويش، لكنّ الشاعر الفلسطيني وصل متأخّراً إلى حيفا ليشارك في الجنازة. أما التصوير فجرى في حيفا، مسقط رأس الكاتب والمدينة التي لازمها حتّى رمقه الأخير، إضافة إلى رام الله والناصرة والقدس. أقيم العرض الأوّل للفيلم في الذكرى السنويّة الأولى لرحيل إميل حبيبي، في سينماتيك تل أبيب، بحضور حشد من الشخصيات السياسيّة والاعلاميّة والثقافيّة والأدبيّة والفنيّة من اسرائيليين وفلسطينيين، إضافة إلى أصدقاء "أبي سلام" وأقربائه ورفاقه السابقين ومحبيه. ثم شارك "باق في حيفا" في الدورة الماضية من "مهرجان القدس السينمائي"، حيث حاز جائزة "الفيلم المتميّز"، وعرض في "مهرجان برلين"، إضافة إلى مناسبات ومدن مختلفة في الولاياتالمتحدة وفرنسا واليونان. وبعد عرضه على القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي تجاريّة وغير رسميّة، سيعرض هذا الفيلم الوثائقي الذي يستغرق ساعة انتاج مارك روزنباوم وداليا كارييل، في عدد من المدن الفلسطينيّة، لكنّ أيّاً من المهرجانات السينمائيّة العربيّة من تونس إلى القاهرة، مروراً بباريس وبيروت، لم يعبّر عن رغبته في استضافة "باق في حيفا" العبارة التي طلب حبيبي أن تحفر على شاهدة قبره، خشية أن يفسّر ذلك انحيازاً إلى التطبيع الثقافي مع اسرائيل.