ينظّم "المجلس الأعلى للثقافة" في مصر مؤتمراً عن "مستقبل الثقافة العربيّة"، بحضور عدد كبير من المفكّرين العرب. ويهدف هذا اللقاء إلى "مناقشة القضايا الثقافية والمشكلات الفكرية التي يواجهها العالم العربي على أبواب القرن الجديد"، في اطار التطلّع إلى تأسيس مشروع ثقافي عربي شامل وموحّد. واحتضن "المسرح الصغير" في دار الأوبرا القاهريّة، حفلة الافتتاح بحضور وزير الثقافة فاروق حسني الذي ألقى كلمة الافتتاح. وتعاقب على الميكروفون وزير التعليم حسين كامل بهاء الدين، وأمين المجلس الأعلى للثقافة جابر عصفور. وبدأت الجلسات في "مكتبة القاهرة الكبرى" في الزمالك، حيث تستمرّ حتّى 14 أيّار مايو. وبين المدعوين إلى المشاركة في أعمال المؤتمر، نشير إلى: كمال عبداللطيف وعلي أومليل ومحمد برادة وعبدالسلام بن عبد العالي المغرب، جاسم الموسوي وعصام خفّاجه وفالح عبد الجبار وياسين النصير العراق، علي حرب ومحمد دكروب لبنان، برهان غليون وعبدالله عبد الدايم وعبد الرحمن منيف وجورج طرابيشي، وجمال باروت سوريا، سليمان العسكري وخلدون النقيب ودلال الزين الكويت، محمد جابر الأنصاري البحرين، عبدالخالق عبدالله الامارات، تركي الحمد السعوديّة، فيصل درّاج فلسطين، جمال الدين بن شيخ الجزائر... وتتوزّع أبحاث المؤتمر وومناقشاته حول تيارات الثقافة العربية المعاصرة، عوائق التقدّم الثقافي، التنمية الثقافية وصورة المستقبل، الأفق الجديد للتعددية، ثورة تكنولوجيا الاتصال وآثارها، دور العلم في تأسيس ثقافة المستقبل، خلق أنظمة عالميّة جديدة، دور العرب في صنع مستقبل العالم. ويعبّر المؤتمر عن همّ المجلس الأعلى للثقافة في مصر، باشراف جابر عصفور، في طرح سؤال المستقبل، بصفته الوجه الآخر لسؤال التنوير. فقد ركّزت مؤتمرات سابقة لهذه المؤسسة الثقافية الرصينة على سؤال: "ما الذي أحدثه التنوير؟"، وها هي تسأل: "ماذا نفعل في القرن المقبل؟". ويعتبر هذا المؤتمر مشروعاً أساسياً بين انجازات جابر عصفور منذ توليه أمانة المجلس. وعبّر عصفور ل "الوسط" عن تطلّعاته: "لتأسيس مشروع ثقافي عربي ندخل به القرن الحادي والعشرين"، مؤكداً أن المؤتمر سيتيح "مناقشة انجازات جيل النهضة، واعادة التفكير في مواضعاتها ومسلّماتها". وهو يرى أن هذه المنجزات "في حاجة إلى اعادة تقويم". ويتوقّع عصفور أن يتوصّل المؤتمر إلى "وضع شروط تحقق ثقافة عربية مزدهرة، سواءعلى مستوى علاقاتها الداخليّة، أو على مستوى اتصالها بالعالم الخارجي". والجدير بالذكر أن المؤتمر يتزامن مع الذكرى الستين لصدور كتاب طه حسين "مستقبل الثقافة في مصر"، وأن بعض الأبحاث ستتناول هذا الكتاب، وما ذهب إليه من محاولات لربط الثقافة المصريّة بالثقافة اليونانيّة كبداية للتحديث.