حوالى مئة مثقف عربي وفرق مسرحية وموسيقية واستعراضية في مهرجان القرين الثقافي السادس الذي انطلقت فعالياته امس في الكويت برعاية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله السالم، والقى كلمة الرعاية في الافتتاح وزير الاعلام الدكتور سعد بن طفلة العجمي فاعتبر المهرجان "رمزاً لتلاقي المثقفين العرب على ارض الكويت في مختلف توجهاتهم وانتماءاتهم". وقال الامين العام للمجلس الوطني للثقافة الدكتور محمد الرميحي منظم المهرجان: "ان اللقاءات الفكرية والحوار وتآزر المبدعين سبيل الى بعث الاخضرار في مرحلة من اليباس والغموض، خصوصاً في العلاقة بين الثقافي والسياسي في العالم العربي". وشارك في الافتتاح الإمام محمد مهدي شمس الدين رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الذي يزور الكويت، فتناول في كلمته "علاقة التنمية بالثقافة" ودعا الى "ضرورة المراجعة الدائمة لمكونات الثقافة التي يتداولها المجتمع وتتمثلها الجماعة". الافتتاح حضره في فندق "شيراتون" وزراء كويتيون ورؤساء البعثات الديبلوماسية العربية وشخصيات ثقافية واجتماعية واقتصادية. وبدأت بعده الندوات تحت العنوان "الثقافة وقضايا الحياة العربية الراهنة"، وهو عنوان عام تفرّع الى المحاور التالية: "اشكالية البنية الثقافية العربية" البحث من علي اومليل والتعقيب من سيد ياسين، "القومي والوطني في الثقافة العربية" البحث من حازم صاغية والتعقيب من خلدون النقيب، "اشكالية المركز والاطراف في الثقافة العربية" تركي الحمد وعلي الزميع، "من هو المثقف العربي في القرن الحادي والعشرين؟" العفيف الاخضر وعبدالله بشارة، "المثقف العربي والآخر… تصادم ام تصالح؟" ميلاد حنا ومحمد صادق الحسيني، "تجارب التنوير واخفاقاتها في الوطن العربي" احمد موصلي ومحمد جمال باروت، "ثغرات في العقلانية العربية" شفيق الغبرا/ تلي عنه بالنيابة والتعقيب من حيدر ابراهيم علي. ويشارك في الندوة مثقفون عراقيون حضروا من مدن عربية واوروبية واميركية، مع مشاركين عرب أتوا من السعودية والبحرين وقطر والمغرب واليمن وبريطانيا وايران وفرنسا والولايات المتحدة الاميركية وسورية والاردن ولبنان ومصر وتونس. ومنذ اليوم الاول تميزت جلسات الندوة بالجدية ومشاركة الحضور، لكن المناقشات احياناً كانت تتبلور في نقطة أثيرة لدى المفكرين العرب كما حدث في المحور الاول اذا استغرقت معظم الوقت مناقشات حول العولمة وتأثيرها المتعاظم وكيفية تعامل المثقفين العرب معها كظاهرة ذات حضور متعزز ومستمر. تبدو الكويت في مهرجان القرين كناد فكري وفني عربي، حيث تعقد اللقاءات ويتم تبادل الافكار، وربما كان هذا سبب وصول عدد غفير من الصحافيين والمثقفين المهتمين من دول مجلس التعاون. اما المواطنون الكويتيون فلا تخفى اهتماماتهم ببعض محاور الندوات، كذلك بالعروض التشكيلية والفرق المسرحية والاستعراضية والغنائية العربية من سورية وتونس والمغرب، مع ليلة خاصة بالمغني السوري صباح فخري. وفي المهرجان تنشيط واعادة عرض لأعمال فنية كويتية… اما العرض الوحيد فهو موسيقى تقدمها الفرقة الفرنسية "نيس للموسيقى القديمة".