تختلف ظروف اطلاق بورشه موديلها الجديد "بوكستر" عن تلك المرافقة لاطلاق مختلف الموديلات الجديدة المنافسة له مباشرة، وهي تحديداً مرسيدس - بنز "إي إل كاي" خريف 1996 وبي إم ف "زد 3" نزل في أوائل 1996 وآودي "تي تي" خريف 1997. فبين الصانعين الاربعة، وكلهم ألمان في المناسبة، تنفرد بورشه بوضع خاص يميزها سلباً وايجاباً في الوقت عينه. فباستثناء "بوكستر"، تمثل تلك الموديلات خياراً اضافياً في تشكيلات موديلات كل من صانعيها الثلاثة الذين ينتجون سيارات تتوجه الى مختلف القطاعات الواقعة بين المتوسط-الكبير الأكثر بيعاً والفخم العالي، مروراً بموديلاتهم التخصصية الاخرى. أما بورشه، فعلى خلاف موديل "911" الشهير، ليس لديها "حصان" تسويقي قوي يحميها. بل لا تعود نجاة بورشه من نكسة مبيعاتها بعد بدء الركود اوائل التسعينات خصوصاً في الولاياتالمتحدة إلا الى موديل واحد هو "911". صحيح ان الشركة الألمانية المعروفة بسياراتها الرياضية تتعاطى مجالات ابحاث كثيرة، متعاملة مع صانعين كثر أنتجت فئات خاصة لمرسيدس-بنز وآودي وغيرهما وحتى من خارج صناعة السيارات، لكن شدة ارتكازها حتى الآن على موديل "911" حوّلت الاخير الى نقطة قوة وعقب اخيل في الوقت ذاته، لأنه لا يمثل قوة الموديل في حد ذاته فحسب، بل محدودية هامش مناورة الصانع لارتباطه بموديل واحد ولو توافر في خيارات عدة، كمن يتعاطى البورصة معتمداً على اسهم شركة واحدة. لذلك لا يمكن لبورشه ان تخطئ ب "بوكستر" لأن الانعكاسات ستكون قاسية. اما نقطة التميز الايجابي في "بوكستر" فتعود خصوصاً الى شهرة بورشه في قطاع السيارات الرياضية المتخصصة، وإن لم تجز الاستهانة مطلقاً بسمعة صانعي الموديلات الثلاثة المنافسة له مباشرة. يستجيب موديل بورشه الجديد المتسع لشخصين، الى عاملي السوق كغيره من الموديلات وظروف صانعه. فلولا دراسات الاسواق التي اظهرت رغبة المستهلكين بموديلات رياضية معقولة الثمن بالمعنى الالماني لا الكوري الجنوبي لما اقبل هؤلاء الصانعون معاً الى هذا القطاع التخصصي. اما ظروف الصانع فقد تعود خصوصاً الى انه بينما حافظ الألمان الآخرون على هوامش مناورة مهمة في اسواقهم المختلفة بفضل تنوع موديلاتهم، اذا بالحصار يشتد حول موديلات بورشه، حصار يضربه خصوصاً اليابانيون والاميركيون، عدا عن الموديلات الرياضية الرائعة لدى الالمان تحديداً. ففي الستينات والسعينات لم يكن من السهل مقارنة موديلات بورشه بموديلات يابانية منافسة لها. اما اليوم، فمم تشكو تويوتا "سوبرا" أو ميتسوبيشي "جي تي أو" أو مازدا "آر إكس 7" او نيسان "300 زد إكس" او هوندا "إن إس إكس" إزاء بورشه "911"؟ لذلك ستأتي "بوكستر" الخريف المقبل لتوسيع قطر تسويق سيارات بورشه تسعيرياً ورفع معدلات الانتاج في مصانعها ان شاءت البقاء مستقلة في القرن المقبل. ليست "بوكستر" سيارة مناسبات ترفيهية فحسب، بل ارادت لها بورشه ان تكون قابلة للاستخدام اليومي ايضاً، فخصتها مثلاً بمساحة تحميل معقولة في الصندوقين الامامي والخلفي مجموع سعتيهما 260 ليتراً، او 0.62 متر مكعب قياساً بحجمها، بفضل وضعية المحرك الوسطي Mid-engine بين المقصورة والمحور الخلفي. لكشف الغطاء الكهربائي لن تحتاج الى اكثر من 12 ثانية. ولتحويلها الى ما يشبه الكوبيه، يمكنك الحصول على غطاء قاس سهل التركيب والنزع ولا يزن اكثر من 25 كلغ. اعرف انك تنتظر منذ السطور الاولى، مجموعة الارقام "السحرية"... التالية: على غرار "911"، ستحظى "بوكستر" بمحرك مسطح الاسطوانات، وبست منها ايضاً 24 صماماً انما بتبريد مائي تبريد هوائي في "911". قوة المحرك الذي سينزل اولاً بسعة 2.5 ليتر 204 احصنة اي بما يعادل نحو 81 حصاناً في الألف سنتم مكعب. ويبقى انتظار اعلان الصانع مجالات عزم دورانه ومقاييسها للتحقق من عدم استخراج هذه النسبة العالية من الاحصنة على حساب العزم. وتبلغ السرعة القصوى 240 كلم/ ساعة، مع تطلب 6.9 ثانية لتخطي المئة كلم/ ساعة. الدفع خلفي. وسينزل الصانع صيغة ثانية من المحرك ذاته العام المقبل، سعتها 3.0 ليتر وقوتها 250 حصاناً. أما العلبة فستتوافر عادية 5 نسب امامية او اوتوماتيكية من نوع "ستيترونيك"، بخمس نسب أمامية ايضاً مع إمكان الغيار من نسبة الى الاخرى شبه يدوياً من دون دواسة التعشيق.