قد يتنفّس بعضهم الصعداء: ماتت "إكس جاي إس" عاشت "إكس كاي 8". ففي الخريف المقبل "ستلد" جاغوار موديلها الرياضي الجديد الذي سيسوّق في صيغتَي كوبيه وكابريوليه تحت تسمية "إكس كاي 8"، ليحلّ وريثاً ل"إكس جاي إس" التي شاء التناقض أن تكون أقل موديلات جاغوار الرياضية جاذبية وأكثرها مبيعاً في تاريخ الشركة: 112 ألف وحدة مباعة بين 1975 و1996. صحيح أن "إكس كاي 8" عُرِفَ برنامجها برمز "إكس 100" ستنزل محاصرة بموديلات تخصصية أخرى ستكون أرخص منها وأصغر حجماً، مثل بي إم ف "زد 3" الذي نزل ومرسيدس إس إل كاي وبورشه بوكستر وآودي تي تي التي ستنزل تباعاً بين العامَين الحالي والمقبل. وصحيح أيضاً أنه بحكم توجّه هذه السيارات كلّها الى القطاع التخصصي فإن قسماً من مبيعاتها يتأثّر بطابع الصرعة والموضة أكثر من الحجم، ما يعني أن "إكس كاي 8" قد تعاني بسبب مزاحمة تلك المنافسات "الصغيرة" الحجم والأرخص ثمناً والعريقة الأسماء!، لتحتاج الى حملة تسويق قوية تحميها من موجة الصرعات المقبلة. فهؤلاء الصانعون لن يتركوا لبي إم ف وحدها الإستئثار بإطلاق موديلها الجديد "زد 3" عبر حدث ضخم مثل إعتمادها سيارة لجيمس بوند في فيلم "غولدن آي". مع ذلك كلّه، ستبقى في قبضة "إكس كاي 8" أكثر من ورقة. فخطوطها لا تحتاج الى جهد كبير للتذكير بموديل "إي تايب" الشهير، أو الإيحاء ب"إكس جاي 220" التي تليق بها الحلبات أكثر من الطرقات العامة. أكثر من ذلك، ستدشّن "إكس كاي 8" عائلة محرّكات جديدة بثماني أسطوانات V، للمرة الأولى في تاريخ جاغوار. سعة المحرّك الأول 0.4 ليتر ألومينيوم قالباً وغطاء وقوته ستناهز 290 حصاناً، مع 32 صماماً وإدخال متبدّل لمزيج الهواء/الوقود. بهذه المواصفات، خصوصاً عدد الأسطوانات، ستبقى لوثبة "الحيوان الإنكليزي" نغمة وهدير ونُبل في الأداء يصعب جداً على الأسطوانات الأربع أو الست في منافساتها الصغيرة مقاربتها. وإن لم يبدُ هذا كافياً فحسْبُ "إكس كاي 8" أنها ستحتضن سائقها وركّابها في عمق مقاعدها، حسب عادة جاغوار، وسط عناصر الجلد والخشب والكرومْ الشهيرة في السيارات الإنكليزية، مع توافر علبة أوتوماتيكية جديدة إنتاج "زد إف" إلكترونية الضبط وذات خمس نسب أمامية. أما مساحة المقعد الخلفي فلا يتوقّع فيها تحسيناً لافتاً عمّا في "إكس جاي إس". توقعات المبيعات أياً يكن الأمر، تتوقّع جاغوار بيع 12 ألف وحدة "إكس كاي 8" في عامها الإنتاجي الأول 1997 مقارنة بنحو 6000 وحدة "إكس جاي إس" بيعت العام 1995، وأن تُباع ستون في المئة منها في أميركا الشمالية 70 $ كابريوليه و30 $ كوبيه في مقابل عشرين في المئة لبريطانيا 40 $ كابريوليه و60 $ كوبيه، لتتوزّع العشرون في المئة الأخرى في بقية أسواق العالم. وليس عرض "إكس كاي 8" في صيغة كوبيه في جنيف في آذار مارس الماضي، ثم في صيغة كابريوليه بعد شهر واحد في نيويورك، إلا إعادةً دقيقة للطريقة التي أطلِقَت بها "إي تايب" قبل 35 عاماً! وقد بيعت 72520 وحدة "إي تايب" بين 1961 و1974، علماً بأن 83 في المئة من إنتاجها كان مخصصاً للتصدير. وعلى خلاف "إي تايب" و"إكس كاي 8"، تطلّب إنتظار 13 سنة بين إطلاق صيغتَي الكوبيه 1975 والكابريوليه 1988 من موديل "إكس جاي إس". أما الجمهور البريطاني فحظي برؤية "إكس كاي 8" للمرّة الأولى في آذار مارس الماضي في المعهد الملكي البريطاني للفن، وفي الذكرى المئوية الأولى لتأسيسه. ويعود ذلك الى تخريجه كلاً من جُفْ لوسون وفرغوس بولّوك عامَي 1968 و1975 على التوالي: فالأول هو مدير التصميم لدى جاغوار كارز بينما تولّى الثاني إدارة مشروع "إكس كاي 8". ويُذكر أنه بعد تجميل صالون "إكس جاي 6" خريف 1994، يمثّل "إكس كاي 8" التحديث الثاني لدى جاغوار منذ إشترتها فورد في 1990. وتمتلك فورد شركتَي جاغوار وأستون مارتن الأخيرة بنسبة 75 في المئة العام 1987، ثم 5.99$ في 1994. أما "مصادفة" الشبه اللافت بين موديلَي جاغوار "إكس كاي 8" طوله 61.4 متر وأستون مارتن "دي بي 7" طوله 64.4 متر، فهي تعود الى إعتماد القاعدة نفسها للسيارتَين، علماً بأنها قاعدة مطوّرة عن موديل "إكس جاي إس" السابق طوله 76.4 متر، وللمقارنة، كان طول "إي تايب" 453.4 متر. ويخشى كثيرون من أن تتأثّر مبيعات "دي بي 7" بسبب عشرات آلاف الدولارات التي ستفصل بينها وبين "إكس كاي 8"، مهما كانت الفروقات بينهما.