لا تستطيع كلوديا شيفر ممارسة كل هذا السحر القاتل على ملايين الرجال من دون ثمن. فاستيلاء امرأة على مخيلات الرجال وأحياناً على مصائرهم يلهب نار الغيرة لدى نساء كثيرات يحسدنها. واذا كانت اخبار الشهيرات الفاتنات تختلط عادة بالشائعات فكيف يكون الأمر حين يتعلق بكلوديا؟ على هامش عروض الأزياء الجاهزة لربيع وصيف 1996 في باريس كان الحديث الأبرز عن الرعب الذي تعيشه كلوديا بسبب امرأة اخرى. والقصة هي التالية: في أحد الأيام، وقبل ان تلقي كلوديا بنفسها في مياه مسبحها، رأت دمية عائمة على سطحه، وما ان انتشلتها حتى كادت تموت خوفاً. كانت الدمية مثقوبة بطعنات سكين وكتب عليها بالدم اسم كلوديا، لم يكن أحد يعرف ان كلوديا تعيش في هلع منذ أشهر، وان امرأة غيورة كانت وراء ذلك. ومن يتذكر فيلم "العلاقة القاضية" والانتقام الرهيب الذي تعرض له مايكل دوغلاس يستطيع تفسير القصة. مضمون الفيلم هو ان امرأة عادية قد تصبح بالغة الخطورة، وتقودها الغيرة الى حد ارتكاب الجريمة. وان ما حدث في الفيلم تخيلاً حصل في الواقع أيضاً. وهذا ما تعيشه حالياً كلوديا شيفر لأنها خطفت الساحر ديفيد كوبرفيلد من امرأة كانت تحلم به. كانت تلك المرأة تعمل في مختبر كوبرفيلد، ووقعت في حب الساحر، واعتقدت ان ديفيد يبادلها الحب ذاته. ويمكن تصور حدة مشاعرها حين أعلن الساحر المستولي على قلبها خطوبته على كلوديا أشهر عارضة أزياء في الكرة الأرضية. الحب المنتقم قررت المرأة الرد على الاذلال بالانتقام من سارقة الحلم، ونجحت أكثر مما كانت تأمل لأن كلوديا تعيش اليوم آلاماً حقيقية. كل شيء بدأ منذ خمسة اشهر في موناكو التي ذهبت اليها العارضة النجمة وحدها لحضور مهرجان الموسيقى. وفي ذاك اليوم، وبينما كانت تستعد لدخول الفندق هاجمتها امرأة وانشبت أظافرها في وجهها ما أدهش حارسها الذي تدخل ليخلص النجمة من المجنونة الحانقة التي طالبتها بالابتعاد فوراً عن كوبرفيلد. بعد أسبوع من الحادث كانت كلوديا مستلقية في حديقة دارتها بغرض اكتساب اللون البرونزي فألقيت في اتجاهها رزمة سقطت في المسبح، ودفعتها الحشرية الى معرفة طبيعة الرزمة وبدأت القصة: دمية منفوخة ومحزومة ومثقوبة بالطعنات وتحمل أحرف اسم كلوديا مكتوبة بالدم. وقررت العارضة المذعورة ان تروي كل شيء لديفيد الذي لم تبلغه بالحادث السابق. الموظفة والساحر وتبين ان الأمر ليس مجرد صدفة، وان المرأة الغاضبة هي موظفة سابقة عند كوبرفيلد. وقيل انه لاحظ خلال عملها معه أنها تقدره أكثر من اللازم وبشكل يتخطى علاقاتهما المهنية، لكنه لم يعر الأمر اهتماماً ولم يحمله مطلقاً على محمل الجد. لكن هذه المرة، وبعد ان تأكد من انها صاحبة الرزمة التي القيت في مسبح كلوديا، قرر الاتصال بالشرطة. وانكرت الجانية أمام الشرطة، ان تكون صاحبة الدمية المطعونة. الشرطة حائرة لم تستطع الشرطة جمع الأدلة الكافية لتوقيف المرأة الغيورة المنتقمة التي وقعت تهديداتها بعبارة "الانتقام x" في اشارة الى غموض هوية الجهة الفاعلة. اتخذ كوبرفيلد احتياطات اضافية لحماية خطيبته، وزاد عدد حراسها الى ثلاثة. لم تتوقف المسألة اذ راحت كلوديا تتلقى رسائل تفصيلية عن كيفية الانتقام منها. فبعد دمية المسبح بخمسة عشر يوماً، طلبت حارسة الفيلا من كلوديا ان تقرأ كتابات باللون الأحمر على الحائط الخارجي تتضمن تهديدات منها: "إذا سرقته مني فستدفعين الثمن غالياً". وفي اليوم التالي، وجدت الكتابات ذاتها قرب سيارتها المتوقفة أمام منزل إحدى صديقاتها، ومن غطاء المحرك الى غطاء الصندوق الخلفي، كان هناك رسم يمثل قنبلة. وبعد اسبوعين بدأت كلوديا تتلقى رسائل "الانتقام x" بشكل متواصل، ولكن ليس مباشرة بل عبر اعلانات صغيرة في صحف مختصة في لوس انجليس. وباختصار، فإن حياة كلوديا شيفر، بالرغم من حب كوبرفيلد لها، أصبحت جحيماً حقيقياً خصوصاً وان الساحر القادر على كل شيء تقريباً لم يستطع ايقاع المرأة الحانقة في مصيدة الشرطة.