صفّق اللبنانيون بحرارة لعارضة الأزياء كلوديا شيفر ولاطلالاتها الساحرة مرتدية أزياء صيفية من فساتين وقمصان وسراويل ذات ألوان هادئة وفرحة، وعلى مسرح قاعة "سيزر بالاس" فندق ريجنسي بلاس خطت خطواتها الرشيقة واختالت و"تغندرت" بدلال وغنج ووزّعت ابتساماتها ونظراتها الحادّة من شدة رقتها. ثماني اطلالات خلال ساعة اختصرت الموعد الذي حدّدته كلوديا شيفر لجمهورها اللبناني ورافقتها خمس عارضات أخريات قدّمن الأزياء الجديدة من مجموعات "آيشتي" و"نوني" والحلي والعقود والأساور من منتوجات "مجوهرات جميّل". وان بدت العارضات الخمس غاية في الرشاقة والأناقة فأنّ كلوديا استطاعت ان تخطف الأضواء عبر اطلالاتها الثماني وأن تأسر الأنظار، ومنحت جسدها حرية في التعبير عن الجمال، جمال القامة الرشيقة وجمال الحركة المغناج والأزياء التي اختلفت بين اطلالة وأخرى، وبدت كلوديا أشد حشمة من رفيقاتها اللواتي أظهرن بعض من فتنتهنّ الخبيئة، لكن سحرها طغى على المسرح والصالة معاً، وحملت في إحدى الاطلالات تلك الهاتف الخليوي الذي بات زيّاً من الأزياء النسائية أيضاً. وفي حملها ذاك الهاتف بدت كأنّها عاشقة تتحدث مع من تحبّ. والجمهور الذي غصّت به الصالة كان في حيرة أمام كلوديا شيفر وأمام جمالها الصاخب: هل يحبّها أكثر بالفستان الأسود الطويل أم في السروال الزهريّ أم في الزيّ الصيفي الأصفر أو الأحمر؟ وفي كلّ تلك الأزياء كانت كلوديا شيفر بألقها ورقّتها وشفافيتها الجارحة. الفوضى التي شهدتها الصالة نظراً الى تأخّر اللبنانيين كعادتهم عن موعد العرض لم تؤثر على الحفل الاستعراضيّ ولا الأخطاء التقنية التي حصلت، وبدت مؤسسة "بروموتوري" التي نظّمت الحفل غير معتادة على عروض في هذا الحجم. وتجلّت الفوضى أكثر ما تجلّت في المؤتمر الصحافي الذي عقدته كلوديا شيفر عشية العرض واستهلّته في منتصف الليل بعدما كان مقرّراً الساعة الثامنة والنصف، واضطرّ الصحافيون والمصوّرون الى الانتظار قرابة ثلاث ساعات... وانتظروا جميعاً كرمى عيني كلوديا شيفر. وكانت كلوديا خلال النهار زارت رئيس الجمهورية الياس الهراوي وقد طبع قبلتين على خديها وأهداها عباءة تراثية لبنانية وصينية من الفضّة نقشت عليها الأرزة اللبنانية. وزارت كذلك رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري في دارته واستقبلها في حضور عقيلته السيدة نازك وهي كانت كذلك في مقدّم الحفلة الاستعراضية. وفي مؤتمرها الصحافي تحدّثت كلوديا بالفرنسية والانكليزيّة وممّا قالت: انها سرّت لما تلقت الدعوة لزيارة لبنان وأحبت لبنان للوهلة الأولى ولفتتها مظاهر الحياة في وطن نهض لتوّه من الحرب. ولفتها أيضاً قرب البحر من المنازل والأحياء. وتحدّثت عن مهنتها وعن الشهرة التي تتمتع بها وعن رعاية عائلتها لها وعن المدن التي تحبّها وفي طليعتها باريس ونيويورك، وقالت انها تقيم حالياً في مونتي كارلو في فرنسا. ولم تنسَ طبعاً خطيبها ديفيد كوبرفيلد وقالت ان عملها كعارضة للأزياء لم يتح لها حتى الآن فرصة الزواج. ورافق كلوديا شيفر خمسة حرّاس شخصيين بادي غارد لم يتوانوا عن دفع المصوّرين والمعجبين عن الجميلة الشقراء. أمّا سعر بطاقة الدخول الى حفلة الاستعراض فكان مئة دولار أميركي.