الاحتراف والانضباط صفتان ألمانيتان بامتياز جسدتهما كلوديا شيفر في سيرتها المهنية حتى باتت في قمة عالم الازياء بعدما جنت الملايين قبل ان تبلغ الخامسة والثلاثين من عمرها. زرقاء العينين، شقراء الشعر والبشرة، ذات وجه ينم عن براءة تأبى الامحاء، تزوجت في ايار مايو عام 2002 المنتج والمخرج ماثيو فوغن وانجبت منه طفلين. كان فوغن مختلفاً عن صديقيها السابقين، تيم جيفري، والساحر المحترف دايفد كوبرفيلد. فوغن واقعي وخجول وهادئ الطباع، ومثل كلوديا بعيد عن عالم المخدرات، تصفه كلوديا بأنه"طبيعي"علماً انه اشترى منها سلحفاة حية بدل خاتم الزواج! واشترى الزوجان مقهى"هارد روك"في لاس فيغاس على سبيل الاستثمار المستقل عن اعمالها العادية. وتعتبر كلوديا انها حققت حلمها بانشاء عائلة تقليدية على غرار الأسرة التي نشأت فيها. اذ كان والدها محامياً ووالدتها ربة بيت، وهي لا تحب الابتعاد عن عشها العائلي ولا تنوي ايلاء أمر تربية كاسبار وكليمنتين الى مربية. ظاهرياً تبدو الامومة مناسبة لشيفر، فبعدما اصبحت اماً استطاعت ان تتخلص من العروض وتركز على العمل وراء الكواليس. فبقدر ما جنت من مال في عالم العروض، تعترف كلوديا انها لم تحب يوماً ذلك العالم الذي اختارها بالصدفة وقررت ان تفيد من ذلك القرار الى ابعد الحدود. عرضت شيفر ازياء فالنتينو وشانيل وفرساتشي، وهي حالياً مولعة بأزياء الدار الاسبانية"مانغو"، وهي تهوى انتعال الاحذية المسطحة التي تشتريها في ألوان متعددة. اما الكعب العالي فتعتبره جزءاً من"ملابس العمل". من الهوايات المحببة لديها جمع الحشرات وتحنيطها وتلوينها، وتحب أن تأكل الكاري. وتكره المقامرة، الامر الذي اغرى احدى مؤلفات كتب الطبخ على الانترنت، فاستعارت وجه كلوديا غلافاً لكتابها، ما ادى بها الى الافلاس بعدما قاضتها كلوديا امام المحاكم، وكان والد كلوديا محاميها ووالدتها تسلمت مسؤولية الملاحقات والمصاريف القانونية. صحيح ان كلوديا قبلت العمل سابقاً في فيلم"انه الحب"مع انها لا تحب التمثيل لكنها كادت تستسلم لاغراء هوليوود مرة اخرى للعمل في"إكس مين 3"لقاء مبلغ ضخم من المال. لكن قضاء وقت طويل في لوس انجليس واضطرارها للبقاء بعيداً من اسرتها ردعها عن"السقوط في التجربة مرة اخرى"بحسب قولها. والطريف ان شيفر كانت تتمنى لو انها اقصر قامة، ذلك ان طولها المبالغ نسبة الى زميلاتها على مقاعد الدراسة أبعد عنها افضل الشبان، فلم تكن تخرج وحدها بل برفقة صديقة اقصر منها بقليل. وذلك اورثها خجلاً عميقاً لم يمحه سوى الماكياج. من مالها الخاص تساعد شيفر اطفال افريقيا وتدعم الشرطة الالمانية في مكافحة الجريمة والمخدرات. قيل انها باردة ومضجرة، لكنها في الواقع مسلية ومليئة بالحنان، وعلى رغم الانتقادات الكثيرة التي لحقت بها تقول شيفر:"لم اشعر يوماً بأن عليّ ان ابرهن بعدي عن كليشيه"الشقراء الغبية"لأنني طالما احسست بالثقة في نفسي". ألم تكن كلوديا شيفر اول من حظي بلقب سوبرموديل؟