غادة السمّان دائمة الحضور على الساحة الادبية. وحين تحجم عن نشر نصوص جديدة في سلسلة أعمالها "غير الكاملة"، مكتفية بالمقالة الصحفية التي تدخل لديها في صلب الممارسة "الادبية"، لا بد أن تظهر هنا أو هناك دراسة حول عمل من أعمال الاديبة المعروفة، أو ترجمة جديدة لاحد كتبها البارزة. بعد الدراسة التي نشرتها المستعربة الايطالية باولا دي كابوا عن "كوابيس بيروت"، بعنوان "التمرد والالتزام في أدب غادة السمان"، وبعد الترجمة الايطالية للكوابيس التي نشرتها قبل أشهر "دار آبرامو" في ميلانو، وتلت ترجمات يابانية وبولونية... صدرت أخيراً في العاصمة الجزائرية الترجمة الفرنسية لرواية "بيروت 75" منشوارات ايناب، وتحمل توقيع الروائي الشاب فريد عباش. "اذا كانت الكتابة هي التمرّد على الموت - يكتب عباش في تقديمه - فان غادة السمان حيّة عبر أعمال حققت وتحقق وجودها المستقل، بمعزل عن صاحبها". و"بيروت 75" التي يعتبرها النقاد من أكمل وأبرز تجارب غادة السمان، تستوحي تقنية فولكنر الروائية، وتتنقل في تصوير الاحداث عبر وجهة نظر مختلف الشخصيات. والمعروف أن الرواية التي سبق أن صدرت ترجمتها الالمانية عن منشورات "رويتشر تاشنباخ فرلاغ"، كتبت عشية الحرب الاهلية اللبنانية، وتوقعت الانفجار الكبير قبل وقوعه، في عالم متوتر يدفع أبطاله الى التمزق، ويحوّل بيروت الى مستشفى كبير للامراض العقلية! غادة السمان منكبة حالياً على كتابة مجموعة قصصية جديدة من المتوقع أن تصدر خلال الخريف المقبل.