«تعد كتابة المذكرات أو رواية السيرة الذاتية من الألوان الأكثر انتشاراً في النتاج الأدبي العربي المعاصر». هذا ما قالته المستعربة الإيطالية الشهيرة «إيزابيل كاميرا دي أفليتو» في خاتمة الطبعة الإيطالية لرواية «الباذنجانة الزرقاء» للكاتبة المصرية ميرال الطحاوي؛ والتي صدرت أخيراً بترجمة باولا فيفياني عن دار نشر «موندادوري» إحدى دور النشر الكبرى في إيطاليا؛ والتي يمتلكها رئيس الوزراء الإيطالي بيرلسكوني وتديرها ابنته مارينا. وقد حللت إيزابيل كاميرا في كلمتها الخط الدرامي الذي اتبعته ميرال في «الباذنجانة الزرقاء»، مشيرة إلى انتماء الرواية إلى أدب السيرة الذاتية، حيث تتحدث الكاتبة خلالها عن عالم يواجه خطر التفسخ والانهيار، وهو المجتمع البدوي المصري الذي تفخر ميرال بانتمائها إليه، وتقول إيزابيل كاميرا: لقد نجحت الكاتبة في استيعاب مظاهر الحياة المختلفة بداخل مجتمعها البدوي؛ سواء الواقعية أو الشاعرية؛ لتضعها لنا بقدر كبير من الرقة والحنين. كذلك تخرج بطلة هذه الرواية من المجتمع البدوي المصري المستقر، ذلك المجتمع الذي تعايشت فيه مع تقاليد ضاربة في القدم ومعتقدات خيالية غريبة في عالم شديد الثراء بالغنائية التي تتبدى عبر حصاد كبير واسع من الأغنيات والأهازيج والقصائد التي أخذت الكاتبة على عاتقها عبء جمعها ونسخها حتى لا تتعرض للفقدان أو الضياع. ومنذ سنواتها الأولى، تكشف ندى (بطلة الرواية) عن شخصية شديدة التمرد، ترفض الخضوع والبقاء في عالمها المحدود، وهو أمر يصعب بالطبع تقبّله (غفرانه) بالنسبة لفتاة تعيش في مجتمع بدوي يعلن حق الذكور فقط في امتلاك الشرف والمزايا كلها. وكانت «الباذنجانة الزرقاء» قد صدرت لأول مرة في القاهرة في عام 1998 ثم في بيروت في عام 2002 عن (دار الآداب)، كما تُرجمت الرواية إلى الإنجليزية والإيطالية والفرنسية، وترجمتها إلى الألمانية المستعربة دوريس كلياس التي ترجمت معظم أعمال نجيب محفوظ. وقد حصلت ميرال برواية «الباذنجانة الزرقاء» على جائزة الدولة التشجيعية في الآداب في عام 2002، ومن أعمالها الأخرى: المجموعة القصصية «ريم البراري المستحيلة»، والروايتان: «نقرات الظباء»، و«الخباء».