امتنعت مادلين اولبرايت، مندوبة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة، عن التصويت على قرار مجلس الأمن الرقم 946 بتمديد عملية الاممالمتحدة في الصومال لمدة شهر واحد تنتهي في 31 الشهر الجاري، والقيام خلال هذه المدة بإعادة النظر في دور الأممالمتحدة. وكانت الأممالمتحدة تطمح الى تمديد مهمة قواتها العاملة في الصومال حتى آذار مارس 1995، في حين ان واشنطن ترغب، كما قالت اولبرايت، بانسحابها نهائياً قبل هذا التاريخ. واتخذ مجلس الأمن موقفاً توفيقياً بين الولاياتالمتحدة والدول الأخرى. وبررت السفيرة اولبرايت موقف بلادها بأن التقدم الحاصل في مقديشو، على المستوى السياسي، ليس كافياً ليقدم مبرراً مقنعاً للتمديد للقوات الدولية، لا سيما ان موارد الأممالمتحدة تشهد نضوباً تدريجياً يقابله ازدياد رقعة المناطق الساخنة. وتبلغ نفقات القوات الدولية في الصومال حوالى 2.5 بليون دولار يومياً. ولم يفاجئ الموقف الأميركي أحداً، ذلك ان واشنطن سحبت قواتها العاملة مع يونيصوم - 2 في الصومال في نيسان ابريل الماضي، كما فعلت تركيا والمانيا وفرنسا في حينه مع اختلاف التوقيت. وقبل شهور قليلة نقلت واشنطن سفارتها من مقديشو الى نيروبي، ما شكل انذاراً مبكراً بموقف أميركا من الصومال. الا ان الصوماليين أنفسهم، لا سيما قياداتهم السياسية، يبدون غير عابئين بمواقف العالم حيال بلادهم. ففي مطلع الشهر الجاري استؤنف القتال في المناطق الجنوبية في مقديشو بين فرعي قبيلة الهوية، هبرجدر وابغال التي ينتمي اليها الجنرال محمد فارح عيديد وخصمه علي مهدي محمد، ما يؤكد وجهة نظر الادارة الأميركية التي تعتبر ان الوضع الصومالي هو مجرد فوضى سياسية وليس تسابقاً بين قادة البلاد لإعادة بناء ما هدمته الحرب.