مرة اخرى تبدو الازمة بين المؤتمر الوطني الصومالي والجنرال عيديد تحديداً، والادارة الاميركية محصورة في اعتراض زعيم المؤتمر الوطني الصومالي على رجال ادارة الرئيس بيل كلينتون في مقديشو ونمط معالجتهم للأزمة من الادميرال جوناثان هاو مسؤول قوات الاممالمتحدة الى المندوب الخاص روبرت اوكلي. مصدر صومالي مقرب من عيديد قال ل "الوسط": "المشكلة مع الاميركيين اننا لا نعرف بالضبط ماذا يريدون وما خططهم في بلادنا؟ هل سينسحبون فعلاً من مقديشو في آذار مارس المقبل؟ وما هي مشاريعهم في الصومال قبيل الانسحاب العتيد؟". واللافت ان عيديد على رغم ما له من انتقادات على اداء رجال الادارة الاميركية في مقديشو، طار الى اديس ابابا الاسبوع الماضي حيث شارك في اعمال قمتها الانسانية، بعد ان كان اوفد نائبه عمر جيس احد اعيان قبيلة دارود فرع الاوغادين. وتقول مصادر عيديد انه "لا يبيّت اية افكار سيئة ضد ادارة كلينتون انما يرغب في معرفة ما لدى هذه الادارة من مشاريع وخطط خاصة بالصومال". والملاحظ ان ادارة كلينتون عدّلت مواقفها من الصومال، وتحديداً من التحالف الوطني وزعيمه اكثر من مرة منذ 4 حزيران يونيو الماضي، اثر مقتل الجنود الباكستانيين العاملين مع "يونيصوم" في كمين داخل مقديشو. فمباشرة بعد الكمين قررت الادارة الاميركية ملاحقة عيديد بعد تحميله مسؤولية تدبير الكمين المسلح، واصدرت قراراً من مجلس الامن يشرّع خطوتها ضده. وقبل اسابيع قليلة عدلت واشنطن مواقفها من عيديد وتوقفت عن ملاحقته ووضعت الامور مجدداً في ايدي دول الجوار الافريقي، لا سيما اثيوبيا، لوضع سيناريو حلّ نهائي للمشكلة. هل تخلف عيديد عن مؤتمر اديس ابابا احتجاجاً على عدم وفاء واشنطن بوعودها اطلاق سراح رجاله الذين اعتقلتهم؟ احد ابرز المقربين من عيديد قال ل "الوسط": "تخلف الرئيس عيديد في البداية عن قمة اديس ابابا الانسانية لأسباب امنية بحتة. فمن المعروف ان مطار مقديشو تسيطر عليه قوات باكستانية من "يونيصوم". لذا تحاشى استخدام المطار كي لا يثير حساسية هؤلاء الجنود في ضوء تداعيات حوادث الكمين المسلح وسقوط عدد من رفاقهم". الجنرال عيديد يقول لنا "انا لا اعرف بالضبط ما تريده واشنطن في مقديشو حتى اتفاهم معها ونصل الى نتائج واضحة".